أين حمرة الخجل؟ أقولها لكل من هون من خطورة اقتراح تأجير آثار الأجداد.. ما يذكرني بوعد بلفور الشهير عندما أعطي من لا يملك وعدا لمن لا يستحق.. فهل بنيناها لكي نؤجرها أو نبيعها. ويجدر بنا أن نستدعي أصحابها لاستطلاع الرأي ويقيني أنهم سيرسلون مندوبا "خوفو أو خفرع أو حتي منقرع" ليبصق في وجوهنا قائلا: "اسفخس.. خليكوا في عقاراتكم المنهارة التي تسقط مع كل هبةريح". ماذا ننتظر.. هل أصابنا الهوان فهنا علي كل من هب ودب فهذا يعرض تأجير الآثار وذاك يعرض تأجير القناة وما خفي أعظم.. انشغلنا في خلافات وجدل عقيم لا طائل منه سوي صراع الكراسي ونتيجته سقوط قتلي ومصابين في الاتحادية وبور سعيد والسويس والمنصورة ولا ندري من سينجو من المجزرة.. وفي خضم انشغالنا عن الإنتاج يتسلل اللصوص لشرايين حياتنا وأخشي أن نفيق متأخرا ولا نجد ما نتشاجر عليه.. فعندما يحيق الخطر بالوطن يجب أن تسقط كل الأقنعة لا إخوان ولا إنقاذ وتبقي مصر. أهملنا الآثار فغضب الأجداد ولعلها لعنتهم علينا ليأتي من يعرض تأجيرها.. قللنا من قيمتها بتسفيرها لتجول العالم غربا وشرقا وبعضها جاء إلينا مسخا مقلدا فيما ظل الأصل غريبا مشردا يعاني الشتات.. وبالمثل تعاملنا مع القناة كبوابة عبور في الطرق السريعة ولم نستثمرها فجاء من يعرض تأجيرها ليستثمرها أو يسرقها لا فرق..فما فائدة الأذن لمن أوصدها وما فائدة اللسان لمن باعه وما فائدة العين لمن حدد مجالها في رؤية الذات.. مآثورنا الشعبي يقول: تجوح الحرة ولا تأكل بثديها والآن أقول: تجوع الحرة ولا تأكل بآثارها.. علينا ابتكار أفكار خلاقة لاستثمار مواردنا الهائلة بدلا من سياسات الجباية: زيادة في الضرائب والرسوم والاستجداء من كل الصناديق السوداء والبيضاء وأخيرا تأجير تراث الأجداد تحت ستار "حق انتفاع" وإنما هو في حقيقته "حق انتهاك".. فالجباة لا يصنعون التاريخ. حرف ساخن: من وحي الأغاني أقول للأحزاب والقوي السياسية: هو الحكم لعبة؟ وفي قول آخر: يا سلام علي حزبي وحزبك.