اتخذت القوي السياسية قرارا عام 1990 بمقاطعة الانتخابات البرلمانية لاحراج نظام مبارك وتشكيل رأي عام داخلي وخارجي للضغط علي النظام السياسي اعتراضا علي الانتخاب بنظام الفردي ..وباء تحركهم بالفشل ومرت العملية الانتخابية واكتشفت القوي السياسية بعدها انها أخطأت خطأ فادحا وانها خرجت من المعركة الانتخابية رافعة شعار الخاسر الوحيد ..وتتجه عدد من احزاب المعارضة حاليا لاتخاذ قرار بالمقاطعة ..وهذا القرار سيكون له تداعياته علي المعارضة وعلي النظام الحاكم .. اكد د. حازم حسني استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ان المقاطعة سلاح ذو حدين مشيرا الي ان من يدعو للمقاطعة يراهن علي افقاد الانتخابات شرعيتها واحراج النظام امام الرأي العام العالمي والداخلي والمؤسسي ..وكذلك للطعن في شرعية مجلس النواب المقبل. واضاف د. حازم حسني ان الموقف يرتبط في مثل هذه الظروف بمدي استجابة وتعاطي الرأي العام العالمي مع اسباب المقاطعة ولماذا تمت هذه المقاطعة ولكن يجب ان نضع في الاعتبار هل العالم الخارجي يراهن علي الاسلاميين أم المدنيين . كما اضاف انه يري ان المعارضة ليست قوية بالشكل الذي تستطيع ان تؤثر في الرأي العام الداخلي او الخارجي خاصة ان تصرفاتها تشبه حجة البليد ولم يتخذوا اي شيء لتحريك الشارع او كسب ارضية. واشار الي انه يعتقد ان الرئيس مرسي يعمل حسابا كبيرا للرأي العام العالمي خاصة دعواته الملحة للحوار قبل زيارة جون كيري وزير الخارجية الامريكية لمصر خلال الايام المقبلة . ومن جانبه أكد د عمرو هاشم ربيع أستاذ العلوم السياسية، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ان الوضع مختلف عن عام 90 والاخوان حاليا يحاولون محاكاة الوضع وتصدير مشهد للجميع بأنهم قاموا بعمل كل الاساليب لاحتواء المعارضة لكنها تتعنت وحذر من أن المعارضة بعد ثورة 25 يناير ليست كالمعارضة عام 90 فالان هناك حق حقيقي للاضراب والتظاهر والشارع اصبح غير مستقر وهناك ضعف في مراكز السلطة بعكس عام 90 وكل هذا سيؤثر علي المناخ السياسي والاقتصادي ولن يمر مرور الكرام. واشار د. جمال زهران استاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس ان المقاطعة في الظروف الراهنة ستنجح في نزع الغطاء عن شرعية النظام الحالي وعن الدستور المعيب كما ستنجح في تصحيح مسار الثورة الخاطيء..والمقاطعة بمثابة ترك الملعب خاويا للاخوان مما سيعمل علي تقويض النظام الحالي .