غذاءالوجدان لدي الشعب المصري شديد التعلق ببيوت الله ومقامات الاولياء الصالحين وهذه العادة الوجدانية تعود للعصر الفرعوني الذي ترك خريطة مصر بداية من رشيد حتي اسوان مرصعة بالمعابد وكل معبد مخصص لإله من الآلهة. وكما يحدث الآن في مساجد اولياء الله الصالحين سواء كانوا من نسل النبي صلي الله عليه وسلم او لمقام احد الاولياء وكذلك شيوخ الاسلام وامتد الوجدان المصري مشبعا بالشوق الدائم للاولياء وكنا قديما ونحن مسافرون الي الاسكندرية نمر علي طنطا ولابد من الزيارة للسيد البدوي وامتد شوق المصريين الي خارج الحدود بداية من قبر رسول الله صلي الله عليه وسلم في المدينة الي باقي الاضرحة المبروكة اما التطلع الدائم والشوق المستمر فهو لزيارة القدس وكان الحجاج قبل كارثة بني اسرائيل باحتلال فلسطين لابد من زيارة القدس وكانوا يسألون: هل حج وزار يعني زار القدس والقلة من البسطاء الذين لا يعرفون تفاصيل العدوان علي فلسطين ينصب كل غضبهم علي الاسرائيليين من اجل القدس اما النخبة المثقفة والتي تتتبع القضايا فتكون القدس في العقل والوجدان ومن اسوأ نتائج حرب 76 ضياع القدس في ايدي الصهاينة وهم لا وجدان لهم ولا عقل يفكر في الآخر ولا في الناحية الوجدانية والتعلق ببيت المقدس والمسجد الاقصي وقبة الصخرة التي عرج بها رسولنا صلوات الله عليه الي الملأ الاعلي ولا يكتفي ابناء صهيون باغتصاب المسجد فقط وإنما وصل حقدهم الي محاولة العدوان علي المسجد وهدم اسفله بحجة وجود هيكل سليمان تحت المسجد وقد جاهدت ابنتنا الاستاذة سهام ذهني بكتاب هو في الواقع سجل تاريخي وصرخة وجرس تنبيه لكل المسلمين حول اجرام الصهاينة في العدوان علي اسفل قبة الصخرة لدرجة هددت القبة والمكان المقدس كله. ووصلتني اوراق هي في الواقع صرخة مهمة جدا من اجل القدس التي تتعرض لكارثة الهدم هذه الايام والصرخة آتية من مجموعة من العقلاء الغيورين علي القدس وما يراد لها واجتمعت هذه الشخصيات المصرية علي فكرة ان قضية القدس والمسجد الاقصي هي قضية الامة جمعاء وذلك لارتباط قضية القدس والاقصي بروابط تاريخية ودينية وقومية وجغرافية وسياسية وقد تكونت جمعية »رواحل للتنمية« لتقوم بدور متنام ودائم للحفاظ علي القدس ولتستعيد مصر دورها الرائد في الجهاد علي الاحتفاظ علي القدس بصورة اسلامية وقد عمق المصريون دورهم في حماية القدس وبحيث تقوم رواحل بالتوعية عن قضية بيت القدس وكذلك تقوم الجمعية بالتعريف بما يحدث الان للقدس ولذلك رسمت خطة الحفاظ علي القدس، واسرائيل دأبت علي التخريب وكأنها تتمسك بان تكون القدس هي جرح العرب الدائم النزف والذي تتعمد الاثارة فيه رغم كل قضاياها التي تثيرها دائما حول نفسها وعلاقاتها بالدول العربية. وقد أرسلت »رواحل للتنمية« لنا شرحاً وافياً وفكرا مستنيرا لمواجهة القضية وكان من اهم ما استوردته صرخة قالت فيها: »ان قضية القدس تحتاج الي هبة كل غيور علي مقدساته يري في تحريرها الهدف الاول في مسيرة نهضة امتنا ولان مرابطي القدس والاقصي الحبيب ينوبون عنا كمصريين وعن الامة جمعاء في مواجهة تلك الممارسات فإننا نري انه من الواجب الانساني والديني والاخلاقي ان تكون »رواحل مصر« سبيلا إلي تعزيز صمود الانسان القدسي في ارض الاسراء. وفي رأيي ان قضية القدس لها شقين: الشق الاول التعريف بها لكل الدول العربية وخصوصا الشباب ونسعي لمؤتمر للقدس يرقي الي تعريف الشباب بكل الدول العربية بقضية القدس وبكل تفاصيلها ونسعي لعمل مؤتمر لوزراء التعليم العرب بحيث يكون النص من النصوص المدرسية عن القدس بحيث يشعر التلاميذ ان القدس حقيقة لهم وانها نص شديد الاهمية وانها جزء من حياتنا وايماننا وانها تتعرض للاغتصاب كل يوم ولو كانت جمعية »رواحل للتنمية« في يقظة دائمة لكل المتغيرات وتكثف من اللقاءات مع الشباب لتصبح قضية القدس علي اولويات حياتنا. هنا عند تكتل الناس حول هذه القضية المهمة تصبح القدس لنا. وفي رأيي ان يجمع وزراء التعليم العرب علي جعل تاريخ القدس ومسجدها المبارك مادة تدرس ضمن مادة التاريخ في المراحل الثلاث الابتدائية ولتكن في خامسة ابتدائي وفي الاعدادية في مادة التاريخ في امتحان الاعدادية وفي الثانوية في مادة التاريخ في ثالثة ثانوي بهذا نضرب عصفورين بحجر بأن نعطيهم المعلومة ونعمق انتماءهم للقدس. صرخة للأمم المتحدة بيت المقدس يتعرض للهدم حيث الحفر دائم تحت قبة الصخرة بحجة الوصول لهيكل سليمان.. لابد من اصدار قرار بعدم الهدم سواء من اليونسكو او اي مؤسسة عالمية للحفاظ علي التراث.