(كله من جدر البطاطا يا ولدي ) عبارة شهيرة قالتها الفنانة الكبيرة فاتن حمامة وهي تهذي في فيلم الحرام للمخرج العظيم صلاح ابو سيف ويعد واحدا من أجمل الافلام الواقعية. .وهاهي الوقائع تتجدد ليقتل بائع البطاطا ويحترق قلب أمه واخوته علي عائلهم الذي فرض عليه الفقر أن يصبح رجلا قبل الأوان وأن يحرم من طفولته ومن المدرسة.. مجرد طفل بائس مثله مثل مئات الآلاف من أطفال الشوارع سواء كانت لهم أسر يعودون لها ليلا أو كانوا من ساكني الشوارع وتحت الكباري.. عمر صلاح بائع البطاطا الذي قتل في ميدان التحرير قرب السفارة الأمريكية يوم 3 فبراير برصاصتين في القلب والرأس ولم يعلن عن وفاته الا بعد حوالي 10 أيام واعتذرت وزارة الدفاع عن قتله علي سبيل الخطأ ووعدت بعقاب الجندي المتسبب في موته ! ربما هي المرة الاولي التي تعتذر السلطة عن مقتل مواطن فما بالك لو كان مجرد بائع متجول سعي الي حتفه بدلا من أن يسعي وراء رزقه ليعود لأسرته بجنيهات قليلة لا تكاد تسد رمقهم.. مجرد طفل فقير أمي كان يدفع عربته الخشبية وفوقها الفرن الصغير وجوال البطاطا ليشويها ويبيعها ساخنة هنيئة للآكلين.. تعود علي حرارة الفرن ولم يخف من نيرانه لكن نيران الرصاص لم يرحم طفولته فأصيب برصاصتين في مقتل وكأن رصاصة واحدة لم تكن كافية لقتله! لماذا لا يطلق الرصاص علي القدم بعد التحذير من الهرب؟ وما الخطورة التي يشكلها طفل بائس استغل الزحام ليبيع بضاعته ؟ ففقد حياته ليرحل شهيدا الي الجنة لعله يستريح من عناء الدنيا التي عذبته فقرا وجوعا وإذلالا، رحمك الله ياعمر فقد أبكيت كل أم مصرية ولعل لموتك حكمة فربما يلفت الانظار لأكثر من مليون طفل شوارع ينبغي انقاذهم ومساعدتهم كبشر لهم الحق في الحياة حتي لا يتحولوا الي قنابل موقوتة ستنفجر فتبتلع الاخضر واليابس.. أما الجنازة الرمزية التي اقيمت في التحرير للطفل عمر صلاح بائع البطاطا فكانت رسالة اعتراض علي الانتهاك الذي يتعرض له اطفال الشوارع فهل من مذكر؟!