مؤشرات تنسيق المرحلة الأولى أدبي 2025.. قائمة كليات القمة إعلام وألسن واقتصاد وعلوم سياسية هتاخد من كام؟"    قائمة الراحلين عن الأهلي في ميركاتو الصيف.. ومصير «كوكا»    24 ساعة فارقة.. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم وموعد انتهاء الموجة الحارة    سبب القبض على رمضان صبحي في مطار القاهرة الدولي    بعد وفاة زياد الرحباني.. إليسا تُعيد تقديم «سألوني الناس» في حفل غنائي (فيديو)    وصول قطار الأشقاء السودانيين إلى محطة السد العالى بأسوان.. صور    زلزال بقوة 6.5 درجة يضرب سواحل جزر نيكوبار الهندية    الصين: مقتل 30 شخصًا جراء الأمطار الغزيرة في بكين    المرحلة الأولي 2025 أدبي.. مؤشرات تنسيق الثانوية العامة (الألسن 84.26%)    يحرج صلاح وميسي، ليفاندوفسكي يتصدر قائمة الأكثر تسجيلًا بالدوريات الأوروبية الكبرى آخر 10 سنوات    «مش هسيب النادي للمجهول».. رد ناري من رئيس الإسماعيلي على الدعوة لسحب الثقة    ياسر الشهراني يعود إلى القادسية بعد نهاية رحلته مع الهلال    موعد مباراة ليفربول الودية القادمة أمام يوكوهاما مارينوس والقناة الناقلة    «هيتم تسويقه».. مدحت شلبي يكشف مفاجأة بشأن رحيل نجم وسط الزمالك    وزير التعليم: تطوير 94 منهجًا لجميع المراحل التعليمية    أسعار الخضار في أسواق أسوان اليوم الثلاثاء 29 يوليو 2025    موعد بداية العام الدراسي الجديد 2026    شكل لجنة لمعرفة السبب..محافظ سوهاج يستجيب لاهالى قرية برخيل بشأن واقعة حرائق برخيل المتكررة    الاَن.. الحدود الدنيا وأماكن معامل التنسيق الإلكتروني للمرحلة الأولى 2025 في جميع المحافظات    كم سجل سعر اليورو اليوم؟.. انخفاض كبير مقابل الجنيه المصري الثلاثاء 29 يوليو 2025 في البنوك    توقعات الأبراج وحظك اليوم الثلاثاء 29 يوليو 2025.. مفاجآت عاطفية وأخبار مهنية سارة في كل برج    يوسف معاطي يكشف سبب اعتذار محمود ياسين عن «صاحب السعادة» وأداء خالد زكي الدور    رامز جلال يتصدر تريند جوجل بعد إعلان موعد عرض فيلمه الجديد "بيج رامي"    منة فضالي تتصدر تريند جوجل بعد ظهورها في فرنسا    سكان الجيزة بعد عودة انقطاع الكهرباء والمياه: الحكومة بتعذبنا والقصة مش قصة كابلات جديدة    "إحنا بنموت من الحر".. استغاثات من سكان الجيزة بعد استمرار انقطاع المياه والكهرباء    السيطرة على حريق بمولدات كهرباء بالوادي الجديد.. والمحافظة: عودة الخدمة في أقرب وقت- صور    تشييع جثماني طبيبين من الشرقية لقيا مصرعهما في حادث بالقاهرة    مرشح الجبهة الوطنية: تمكين الشباب رسالة ثقة من القيادة السياسية    إطلاق نار على ضابط شرطة ومدني وسط مدينة مانهاتن الأمريكية    إيران تُهدد برد قاسٍ حال تكرار العدوان الأمريكي والإسرائيلي    تحت عنوان «إتقان العمل».. أوقاف قنا تعقد 126 قافلة دعوية    نشرة التوك شو| الوطنية للانتخابات تعلن جاهزيتها لانتخابات الشيوخ وحقيقة فرض رسوم على الهواتف بأثر رجعي    وزير الثقافة يشهد العرض المسرحي «حواديت» على مسرح سيد درويش بالإسكندرية    تغيير في قيادة «إجيماك».. أكرم إبراهيم رئيسًا لمجلس الإدارة خلفًا لأسامة عبد الله    في عامها الدراسي الأول.. جامعة الفيوم الأهلية تعلن المصروفات الدراسية للعام الجامعي 2025/2026    محمد معيط: العام المقبل سيشهد صرف شريحتين متبقيتين بقيمة تقارب 1.2 مليار دولار لكل شريحة    ارتباك بسوق المحمول بسبب «رسائل الضريبة الجمركية»    أخبار 24 ساعة.. انطلاق القطار الثانى لتيسير العودة الطوعية للأشقاء السودانيين    تعرّضت للسرقة المنظمة بمحور "موراج".. معظم المساعدات المصرية لم تصل إلى قطاع غزة    قرار مفاجئ من أحمد عبدالقادر بشأن مسيرته مع الأهلي.. إعلامي يكشف التفاصيل    الاندبندنت: ترامب يمنح ستارمر "الضوء الأخضر" للاعتراف بدولة فلسطينية    وزير الخارجية السعودي: لا مصداقية لحديث التطبيع وسط معاناة غزة    جوتيريش: حل الدولتين أصبح الآن أبعد من أي وقت مضى    حفل العيد القومى لمحافظة الإسكندرية من داخل قلعة قايتباى.. فيديو    محافظ سوهاج يوجه بتوفير فرصة عمل لسيدة كفيفة بقرية الصلعا تحفظ القرآن بأحكامه    للحماية من التهاب المرارة.. تعرف على علامات حصوات المرارة المبكرة    من تنظيم مستويات السكر لتحسين الهضم.. تعرف على فوائد القرنفل الصحية    لها مفعول السحر.. رشة «سماق» على السلطة يوميًا تقضي على التهاب المفاصل وتخفض الكوليسترول.    جامعة الإسماعيلية الجديدة الأهلية تُقدم خدماتها الطبية ل 476 مواطناً    حزب مستقبل وطن بالبحيرة يدعم المستشفيات بأجهزة طبية    حرائق الكهرباء عرض مستمر، اشتعال النيران بعمود إنارة بالبدرشين (صور)    رئيس اتحاد طنجة: الزمالك دفع أقل من الشرط الجزائي ومعالي فضل الأبيض عن الدنمارك    مي كساب بإطلالة جديدة باللون الأصفر.. تصميم جذاب يبرز قوامها    ما الوقت المناسب بين الأذان والإقامة؟.. أمين الفتوى يجيب    هل "الماكياج" عذر يبيح التيمم للنساء؟.. أمينة الفتوى تُجيب    إلقاء بقايا الطعام في القمامة.. هل يجوز شرعًا؟ دار الإفتاء توضح    أحمد الرخ: تغييب العقل بالمخدرات والمسكرات جريمة شرعية ومفتاح لكل الشرور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
يا الدفع.. يا السحل!
نشر في الأخبار يوم 13 - 02 - 2013


محمد الشماع
إذا صدقت الحكومة فإن عليها أن تدفع للمواطن المسحول 100 ألف دينار طبقا للسنة التي استنها أمير المؤمنيين
وصلتني فاتورة استهلاك الكهرباء في النصف الثاني من الشهر، وقيمتها عالية تخطت المائتي جنيه، وجدت الاخطار الخاص بقيمة الاستهلاك وهو يعتبر تحذيرا او انذارا بضرورة الدفع وفي حالة التأخر يقطع التيار عن المشترك، خاصة ان قطع الكهرباء يتم بسهولة من خارج الشقة، المهم تناولت طعامي امام التليفزيون فشاهدت الرجل »المسحول« عاريا كما ولدته أمه امام قصر الاتحادية يتقاذفه الجنود في معركة كر وفر بين طرفين الاول »عاريا« واكثر من عشرة جنود مسلحين وفي يد كل منهم عصا غليظة ويوسعون بها الرجل ضربا في صورة وحشية، صدمتني ومن حولي!
أكملت طعامي واخذت اتجول في الغرفة واتابع الفضائيات بعد ذلك شاهدت د. هشام قنديل رئيس الحكومة يعلن في مؤتمر صحفي خطير ان سحل الرجل »المسحول« الذي تم تعريته وتعذيبه علي الهواء لا يسدد قيمة فاتورة استهلاك الكهرباء!!
تخيلت نفسي مثل الرجل »المسحول« عاريا يتقاذفني رجال الامن بالضرب والسحل وفضائيات العالم تنقل المشهد وانا لا حول لي ولا قوة، علي الرغم من انني اعرف قيادات وزارة الكهرباء جميعا منذ سنوات بحكم عملي ومع ذلك شعرت بالخوف لانه يبدو ان عملية السحل لمن لا يدفع قيمة فاتورة الكهرباء تعليمات من السيد رئيس الوزراء الذي يعمل جاهدا لزيادة موارد الدولة وبدأ بالتطبيق علي الفقراء والغلابة اولا.. المهم قررت احترام نفسي وحجزت قيمة الفاتورة حتي لا يبلغ عني احد رئيس الوزراء الذي سيقيم عليَّ الحد لانني لم ادفع الكهرباء!!
تتبع المأساة من منظر الرجل »المسحول« الذي صورته الكاميرا ووزعته علي أربعة أركان المعمورة كي يتفرج العالم علي المستوي المسف الذي وصل اليه الصراع السياسي في مصر، وإنما المأساة الحقيقية تنبع من قصة الرجل المسحول الذي تمت تعريته تماما من حقوقه الآدمية علي امتداد سنوات عمره قبل ان يتم سحله فعليا عند جهة الاتحادية، فالرجل يعيش في غرفة ضيقة مساحتها عدة امتار في هذه الغرفة يأكل ويشرب ويطبخ وينام ولديه بنتان قد بلغتا سن الزواج، وليس لديه مصدر للرزق لان فرص العمل قد تآكلت بسبب فساد متراكم لحاكم تجرد من كل أنواع المشاعر الانسانية فذهب يكتنز الاموال هو واسرته وجمع حوله طبقة كاملة من الفاسدين والمرتشين وعديمي الاخلاق والضمير الذين لا دين لهم ولا ملة فلا وعظ ينفعهم ولا إحساس بالمسئولية الوظيفية يردعهم.
لأجل كل ذلك ولكل ذلك فإنهم صنعوا مباهجهم علي اجساد بشر واحمرت لياليهم بدماء شباب وصبايا فقدوا فرصة الحياة الكريمة لأن اللصوص اعتلوا ظهر الوطن فاجاعوا واذلوا واشردوا، ولأجل كل هذا الهوان كانت ثورة اسقطت الفاسد واعوانه.
ولكن لأجل »قليل الحظ يلقي العظم في الكرشة« وبينما هو يحمي ابنتيه بيديه اصطادته ايدي الشرطة فجردته من ملابسه وسحلته علي الاسفلت، وكلنا شاهدنا هذا الفيديو الذي يعتصر القلب عصراً، لكن الحزن علي هذا الموقف المؤلم قد تبدد بمجرد ان اطلعنا علي الظروف البائسة التي يعيش فيها هذا المواطن ومثله ملايين من العاطلين الذين ظلمتهم الدنيا اشد الظلم واعنفه.
لقد تبين ان المواطن المسحول يعيش في ظروف شديدة الوطأة وسدت امامه منافذ الرزق أوليس في ذلك قتل للنفس بطيء ونزع للكرامة مؤلم لم احزن حينما انكر المواطن وانكرت زوجته انه تعرض للسحل علي يد الشرطة، ذلك انه في حالة هذا المواطن فإن الضغوط والاهانات ليس مصدرها عنف الشرطة، بل ان مصدرها عنف المجتمع وجبروته الذي ترك الملايين من ابنائه دون عمل يملأ البطن ويستر العورة، ولو أن أحداً آخر مكان هذا المواطن »لا قدر الله« لقبل أي ترضية تقدمها الشرطة فمن كان في مثل موقعه لا يملك شرف الرفض لأي عرض يعرض عليه، خاصة بعدما علمت انه يبحث عن مكان له خارج وطنه بعد ما حدث له!!
إن الوصول إلي الوظيفة الحكومية هو وضع يفوق احلام الرجل المسحول، ولان اوضاعه الاجتماعية لا تعطيه فرصة للتردد، فيا أيها الحكماء الذين سوف تسندون ظهوركم للوسائد لا تتعجلوا في اتهام الرجل بالضعف والتخاذل فقد احتمل الرجل حمولة فوق طاقة البشر، ولم يجد في طول هذا المجتمع وعرضه بارقة أمل أو بادرة عطف علي مأساته وربما تكون حادثة السحل التي رأيناها جميعا عملا بشعا ومأساويا ربما تكون فاتحة خير علي هذا المواطن.
وفي الفرق بين ترجمتنا للواقعة وترجمة المواطن لنفس الواقعة ما يؤكد ان انقساما وانفصالا حادا قد اصاب بنية المجتمع الذي سرقت فيه قلة اقوات طبقات عريضة من الشعب فحرمتهم السكن الآدمي وحرمتهم اللقمة الشريفة وحرمتهم فرصة العمل الكريمة ولا تسأل عن علاج هؤلاء الناس اذا ما ضربتهم الامراض، اقول ربما تكون هذه الواقعة فاتحة خير علي المواطن يظل يشكر هذه المصادفة كلما تذكرها، كما حدث مع الاعرابي الذي زار خليفة المسلمين عبدالملك بن مروان، فقد كان عبدالملك يأنس إلي الاعرابي ويسعد لرؤيته وتعبيرا عن فرحته بقدوم الاعرابي دعا بقوس فشد وترها ورمي عنها وذلك عملا من اعمال التدريب الرياضي تستلزم قوة ومهارة ثم اعطي القوس علي سبيل التحية للاعرابي لكي يشدها ويرمي بها سهمه.
لكن الاعرابي حينما ذهب يشد القوس برط وتلك سبة وعار كبير علي العرب وقد أغتم الاعرابي والقي بالقوس غاضبا فحزن امير المؤمنين وادرك ان الاعرابي قد تغير مزاجه ولن يستمتع الامير لبشاشته ولا حلو حديثه ثم اراد امير المؤمنين ان يغير الموضوع فدع بالطعام وبدلا من ان يقول تقدم يا اعرابي لتأكل قال تقدم يا اعرابي لتبرط.. قال الاعرابي قد فعلنا وانا لله وانا اليه راجعون، فأمر امير المؤمنين له بمائة ألف دينار اعتذارا منه عن هذه الاهانة فكاد الاعرابي ان يطير من الفرح.
فإن صدقت الحكومة فإن عليها ان تدفع للمواطن المسحول مائة الف دينار طبقا للسنة التي استنها عبدالملك بن مروان امير المؤمنين فنحن اعزكم الله في ظل نظام إسلامي لابد ان يأخذ بهذا الاجتهاد والله اعلم.
السادات وكامب ديفيد
بعد 35 عاما من توقيعها مازالت اتفاقية كامب ديفيد مثار جدل وتشكك وريبة في مصر واسرائيل والعالم العربي والولايات المتحدة الامريكية وبعد ثورة 25 يناير فرضت الاتفاقية نفسها وبقوة علي القوي السياسية كافة وعلي الصعيد الإقليمي والدولي وطرحت العديد من الاسئلة.. كل ذلك دفع الباحثة فاتن عوض بإصدار أول كتاب لها بعنوان »السادات و35 عاما علي كامب ديفيد« الكتاب أول تقييم علمي وسياسي للاتفاقية، استغرق اعداده خمس سنوات احتوي علي الوثائق السرية لكامب ديفيد ويشرح مدي امكانية تعديل أو الغاء الاتفاقية وارتباطها بتنمية سيناء وهل تدار العلاقات الدولية بحسن النوايا ام لا؟ وهل كان الشك في تفكير السادات ونواياه من نقض كامب ديفيد والتنصل من القيود التي فرضتها اتفاقية السلام علي مصر وما هي اخطارها وتداعياتها علي الوطن.. ويتضمن الكتاب تقييما للدور المصري اقليميا ودوليا بعد توقيع الاتفاقية، وهل كانت الاتفاقية أحد اسباب اغتيال السادات، وهل كان الدور الامريكي هو دور الشريك في عملية السلام أم غير ذلك ؟!
الاجابة عن كل هذه الاسئلة قدمتها الباحثة فاتن عوض بجامعة عين شمس من خلال دراستها وتحليلها الدقيق للوثائق الامريكية والاسرائيلية والمصرية والعربية وقراءتها المتعمقة لكل مذكرات السياسيين والعسكريين والقادة في مصر وإسرائيل وأمريكا ممن شاركوا في كامب ديفيد وكانوا شهودا عليها وكانت نتائج تحليلاتها مثيرة وجديدة فجرت الكثير من الحقائق والاسرار تطرح لاول مرة امام الباحثين والمتخصصين في المجالات العسكرية والسياسية والاستراتيجية وتضمنتها صفحات الكتاب ومن يقرأه يجد الجذور التاريخية، وتفسيرات مهمة لما يحدث الآن في مصر ويفهم ما يجري علي الساحة السياسية وربما ما سوف يحدث في المستقبل.. ولماذا طلب الرئيس الامريكي الاسبق كارتر من اللجنة التأسيسية لوضع الدستور خلال زيارته الاخيرة لمصر وضع الاتفاقية في الدستور المصري الجديد!
باختصار الكتاب وثيقة تاريخية مهمة يتضمن الخطابات المتبادلة بين الرئيس السادات ومناحم بيجن رئيس الوزراء الإسرائيلي الاسبق والرئيس الامريكي جيمي كارتر تنشر لاول مرة، كما يتضمن الكتاب الاتفاقيات الموقعة بين الطرفين المصري والاسرائيلي والجانب الامريكي والملاحق المرفقة بالاتفاقيات والوثائق السرية الاربع للاتفاقية.
الصحافة تستعيد عرشها
آن الاوان للصحافة القومية ان تقوم بدورها الوطني الذي اغتربت عنه طويلا، فبسبب سياسات الاقصاء والتهميش التي اتبعها النظام السابق تم تفريغ الصحافة القومية من المواهب الوطنية وتم ملء المناصب الرئيسية فيها بالاتباع والمحاسيب من عديمي الموهبة، مما اساء كثيرا إلي صورة الصحافة القومية، وجعل القارئ يولي عنها بعيدا باحثا عن احتياجاته الاعلامية في الصحف المستقلة والقنوات الفضائية التي شكلت تحديا قويا للصحافة المكتوبة.
وقد أدي هذا إلي تقهقر قيمة وفاعلية المؤسسات الصحفية القومية التي تراجع توزيعها وتقلص وجودها، ومع انتشار ظاهرة العولمة تضاءل إلي حد بعيد اهمية الاعلام الموجه واصبح ينتمي الي الادوات المأجورة للسلطات القمعية في العالم الثالث أكثر من انتمائه إلي المدارس الصحفية.
ومع التحولات العميقة التي شهدتها الاصعدة السياسية في العالم العربي فإن الصحافة الحكومية لدي الانظمة العربية عموما والنظام المصري خصوصا عليها ان تدرك ان زمان اللبن والعسل قد ولي وان القادم يفرض علي الصحافة ان تعيد هيكلة نفسها وان تنفض عن نفسها ما لحق بها في السنوات الماضية من عوار علي مستوي القيادات ومستوي السياسات وعليها ان تنحاز بلا تردد إلي جانب الحركة الوطنية الشعبية اولا لكي تكفر عن الكثير من خطاياها التي ارتكبتها في حق شعوبها بقبولها ان تكون بوقا من ابواق الدعاية الفاسدة للانظمة البائدة التي نهبت شعوبها وفرطت في أمنها القومي.
والآن مع النظام السياسي الحالي والحرية المتاحة غير المسبوقة آن لنا ان ننظر بجدية إلي مهمة استعادة مكانة الصحف القومية واستعادة جمهرة القراءة وذلك لا يتأتي إلا بأن نحدد لانفسنا رؤية وطنية تضع مصالح الشعب وقضاياه الرئيسية علي صفحات الصحف ليكون اعلاما شعبيا بحق وكذلك علينا التمييز بين من له القدرة العقلية المبدعة ومن كان همه هو الثرثرة والانتساب زوراً إلي قبيلة الكتاب وبدون تحقيق هذه الاسس التي تتطلب جرأة في التحرير وشجاعة في الادارة الصحفية، فإن الصحافة الحكومية سوف تتدهور.
فضيلة المفتي مبروك
من أقوال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: »أيها الناس اننا نستقبل من النوازل ما لم يكن مثلها في عهد رسول الله، ولا نجد فيها حكما في كتاب الله، فنقول برأينا وفهمنا لغايات الدين وصالح الرعية، فإن رأينا رأيا فلا يقولن احدكم هو حكم الله، ونكون كمن يتآلي علي الله ويزعم ان الله اختصه بعلمه ومقاصده دون الناس«.
برقية تهنئة للدكتور شوقي عبدالكريم بمناسبة انتخابه مفتيا للديار المصرية واختياره لهذا المنصب الرفيع اعانه الله علي القيام برسالته السامية في خدمة مصر والمسلمين اجمعين، وتحية تقدير لفضيلة الدكتور علي جمعة علي ما قام به في خدمة الاسلام والمسلمين ومتعه الله بالصحة والعافية مع دوام عطائه لخدمة الدعوة الاسلامية.
الحب الذي نريده
حكي ممرض يعمل في احد المستشفيات ان رجلا في الستين من العمر دخل عليه في الثامنة صباحا لازالة بعض الغرز من يده وذكر انه في حيرة من امره، فهو علي موعد في التاسعة، فتحدث إليه الممرض وهو يزيل الغرز وسأله عن طبيعة موعده؟ فأجاب بأنه يذهب كل صباح إلي دار الرعاية لتناول الافطار مع امه التي تجاوز عمرها الثمانين. وهي مصابة بالزهايمر.
فسأله الممرض: وهل ستقلق لو تأخرت عليها قليلا.. فأجاب: أنها لم تعد تعرف من انا منذ سنوات فسأله: ومازلت محافظا علي موعد الافطار معها؟
فقال الرجل: هي لا تعرف من انا ولكنني اعرف من هي. قال الممرض اضطررت لاخفاء دموعي حتي رحيله ثم قلت لنفسي هذا هو نوع الحب الذي نريده!
هدف قديم جديد
تعددت طلبات مجمع اللغة العربية إلي المجلس الأعلي للصحافة باعتباره المسئول الاول عن الصحافة في مصر، هذه الصحافة التي قام كتابها والعاملون فيها علي مدار عقود من الزمان بالدور الأكبر في تطوير اللغة العربية وجعلها صالحة للوفاء باحتياجات العصر ومعارفه وثقافاته راجيا ان يكون من بين ما يهتم به المجلس الآن الممارسات اللغوية الحالية في كثير من الصحف والمجلات التي تمتلئ بالاخطاء حتي في العناوين الرئيسية، وتفشي استخدام العامية بدلا من العربية الصحيحة، واتساع بعض الصحف للاعلانات المكتوبة بالانجليزية دون ان تكون مقرونة بملخص منشور باللغة العربية يساعد القطاع الاكبر من المواطنين علي الفهم والمتابعة، وضرورة إعادة النظر في رفع مستوي المصححين اللغويين الشبان الذين يعملون الآن في الصحف والمجلات والذين لم يعودوا في مستوي الاجيال السابقة التي كانت اقدر علي القيام بدورها المهم في الحفاظ علي السلامة اللغوية.. الطلب قديم ولكن الاخطاء مستمرة.
الصورة الكاملة
يظل العمل الاعلامي »علما وفنا« وليس مهنة كل من لا مهنة له، ويتمكن من اقتحام الشاشة الصغيرة ويصيب المشاهدين بارتفاع ضغط الدم وحرق اعصابهم واظلام الحياة امامهم وادعاء معرفة كل شيء علي وجه الارض، بل وينتقل بالمشاهدين من كونه محللا سياسيا إلي خبير في الاقتصاد وقائد عسكري وباحث قانوني وفقيه دستوري دون ان يكون لديه الحد الأدني من العلم في اي مجال من هذه المجالات.
قلة من المذيعين ومقدمي البرامج الفضائية التي تجعلك تثبت في مكانك ولا تحرك ساكنا ولا تفكر في تغيير القناة إلا ربما بعد انتهاء البرنامج. من هؤلاء لبنانية الجنسية ومصرية الهوي المذيعة المتألقة ليليان داود مقدمة برنامج الصورة الكاملة علي قناة o.t.v علي الرغم من انها تحمل الجنسية اللبنانية الا انك تشعر بأنها بالفعل مصرية 100٪ فهي تعرف كل ما يجري في مصر من مشاكل سياسية واقتصادية واجتماعية وقانونية وتحاور ضيوفها وهي علي علم بتفاصيل الموضوع ومناقشاتها تتسم بالذكاء والفطنة والاعداد الجيد قبل الظهور علي الهواء فيكتشف المشاهد أنه امام اعلامية ممتازة وخبيرة متخصصة فيما تحاور من موضوعات.. وتتميز بالادب الجم ولا تتعالي علي ضيوفها او مشاهديها ولا تقاطع الضيوف ولا تسمح لضيوفها او من يقومون بمداخلات بالتطاول او توجيه عبارات تخدش الحياء او اهانة ضيف أو مشاهد ولها طلة علي الجمهور تشيع البهجة والسعادة بابتسامة هادئة وتقدم اسئلتها باختصار وذكاء دون تعال او كبرياء علي ضيوفها. باختصار نحن امام مقدمة برامج مثالية تملك كل ادواتها. اتمني من مقدمي ومذيعي البرامج الشبان ان يتعلموا من هذا النموذج المثالي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.