تونس تدخل »منعطفا خطيرا« بعد اغتيال معارض بارز

احتجاجات لليوم الثاني.. و»النهضة« الحاگم يرفض تشگيل حگومة گفاءات تشييع جثمان بلعيد اليوم.. والمعارضة تدعو لإضراب عام والانسحاب من البرلمان

شرطى تونسى ىلقى التحىة العسكرىة على سىارة إسعاف تحمل جثمان بلعىد
أعلن حزب "النهضة" التونسي الحاكم، رفضه اقتراح رئيس الحكومة حمادي الجبالي حل الحكومة الحالية، وتشكيل حكومة كفاءات وطنية مؤقتة، حتي إجراء الانتخابات البرلمانية في البلاد. وقال مسئول رفيع في حركة النهضة التونسية الحاكمة إن الحركة ترفض مقترح رئيس الوزراء حمادي الجبالي تكوين حكومة كفاءات وطنية مصغرة، وقال إن الحركة ستواصل إجراء مناقشات من أجل حكومة سياسية. وقال عبد الحميد الجلاصي نائب رئيس حركة النهضة في تصريح لإذاعة "شمس إف أم" إن "رئيس الوزراء لم يأخذ رأي النهضة... نحن غير موافقين علي حكومة كفاءات مصغرة". جاء ذلك بعد ساعات من إعلان رئيس الوزراء التونسي حمادي الجبالي عن حل الحكومة التي تقودها حركة "النهضة" الإسلامية وتشكيل حكومة كفاءات غير حزبية. وأضاف في خطاب وجهه للأمة التونسية أن علي الجميع دعم الحكومة الجديدة، لأن تونس تمر بمفترق طرق الآن وقال "إن اغتيال بلعيد جريمة نكراء". ويأتي التوجه لإعلان حكومة غير حزبية في محاولة لاحتواء الغضب الشعبي بعد اغتيال المعارض اليساري البارز شكري بلعيد أمام منزله بالرصاص أمس الأول. في الوقت نفسه اندلعت مواجهات عنيفة أمس لليوم الثاني علي التوالي بين الشرطة ومحتجين مطالبين باستقالة حكومة حزب النهضة الاسلامي عقب مقتل بلعيد. وأسفرت تلك الاشتباكات عن مقتل شرطي. وأعلن شقيق بلعيد أن جنازته ستشيع اليوم. وفي السياق ذاته، دعت أربعة أحزاب تونسية معارضة إلي إضراب عام في تونس أمس وإلي تعليق عضوية الأحزاب المعارضة في المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان المؤقت) المكلف بصياغة دستور الجمهورية الثانية في البلاد، وذلك ردا علي عملية الاغتيال. كما دعا الاتحاد العام التونسي للشغل إلي الدخول في إضراب عام اليوم وإقامة جنازة وطنية لبلعيد. في غضون ذلك، أعلن المحامي التونسي أحمد نجيب الشابي رئيس الحزب الجمهوري المعارض أن اسمه مدرج علي "قائمة شخصيات مستهدفة بالاغتيال وانه يتمتع بحماية رسمية". وأضاف الشاب أن وزارة الداخلية التونسية أبلغته أنه مهدد وعلي تلك القائمة منذ 4 أشهر وأن رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي وضع له حراسة أمنية خاصة. يشار إلي أن شيخا سلفيا في جرجيس جنوب تونس قد دعا في خطبة له أواخر عام 2012 بقتل الشابي وبلعيد ووصفهم بأنهم "علمانيون". علي الصعيد نفسه، أجمعت اغلب الصحف التونسية الصادرة أمس علي أن تونس دخلت "منعرجا خطيرا" بعد اغتيال بلعيد. وقالت صحيفة "الشروق" أن تونس دخلت "في منعطف خطير لم تشهده في تاريخها الحديث، رغم سيادة عقود من الدكتاتورية والتضييق علي المعارضين وأصحاب الرأي المخالف" في عهدي الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة وخلفه زين العابدين بن علي. وحذرت من أن الاغتيال "قد يتكرر ضد شخصيات أخري وقد يدفع البلاد إلي اتون العنف الممنهج والتصفيات الجسدية". واعتبرت صحيفة الصباح أن تونس "تقف علي شفا منحدر خطير". من جهتها أدانت الولايات المتحدة بشدّة اغتيال المعارض التونسي اليساري ، لكنها أوضحت انه بالرغم من بعض الانتكاسات فإن واشنطن متفائلة بالمسار الشامل داخل تونس. وعبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند، خلال مؤتمر صحفي، عن إدانة واشنطن بشدة اغتيال بلعيد، معبرة عن تعازيها لعائلته وأصدقائه وزملائه.
شاب تونسي يقفز فوق قنبلة مسيلة للدموع خلال اشتباكات مع الشرطة