زمان حينما كان يراد ضرب المثل بالرخاوة وغياب المعايير مع عدم الحزم والحكم بالمزاج يقال نحن في دولة عزيزة، اليوم نشاهد مجموعات تطلق علي نفسها بلاك بلوك الجامعات لمحاربة الفساد، وتطهير الاتحادات الطلابية، والتصدي لاهدار المال العام، يعلنون أنهم سيبدأون نشاطهم مع بداية الفصل الدراسي الثاني غدا وان اللائحة الطلابية، وجامعة النيل، والانفلات الأمني هي اهم الملفات التي سيهتمون بمعالجتها، واللائحة الطلابية، من اهم مشاكلهم، فقد أعلنوا رفضها تضامنا مع الطلاب الذين أقاموا دعوي قضائية، اختصمت رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس الوزراء، ووزير التعليم العالي، ورئيس جامعة حلوان، لإلغاء القرار الخاص باللائحة مما يهدد بعدم اجراء الانتخابات الطلابية، التي كان مقررا ان تبدأ مع التيرم الثاني طبقا لتصريحات الدكتور مصطفي مسعد وزير التعليم العالي ليصبح مصير تلك الانتخابات معلقا بين السما والارض. وقد انتشر الانفلات الأمني بشكل كبير في التيرم الاول، رغم وعود وتصريحات رؤساء الجامعات بزيادة افراد الأمن وتركيب ابواب إلكترونية للكشف عن المعادن فإن حالة من الذعر مازالت تصيب الطلاب بسبب عدم تنفيذ تلك الوعود علي ارض الواقع ووصفوها بانها " تصريحات جرائد" خاصة بعد انتشار العنف في التيرم الاول وسقوط عدد من الطلاب قتلي علي أيدي بلطجية. وبالنسبة لجامعة النيل فالخلافات بينها وبين زويل مستمرة وتنتظر حكم القضاء، ومازال طلاب النيل معتصمين، ويؤكدون انهم سيستأنفون الدراسة في مقر اعتصامهم حتي يتم تنفيذ مطالبهم يضاف الي كل هذا مشاكل الجامعات الخاصة التي عانت طوال التيرم الاول من المظاهرات والاعتصام والخلافات الدائمة بين إدارات الجامعات والطلاب. والسؤال هل تتحول ساحات الجامعات الي حرب شوارع يقودها أشباح مقنعون يدعون أنهم يمثلون الحق، وهل كل هذه المشاكل تحتاج إلي كتل سوداء تنوب عن المنطق أم تحتاج عودة الدولة بكل هيبتها لفرض النظام والقواعد وتفعيل اللوائح وإيقاظ القوانين من النوم.