كنا دائما ونحن أطفال نستمتع بحكايات عصابة القناع الأسود.. لم نكن نخاف لأننا كنا نعرف أنها مجرد حكايات.. أما الأن ونحن كبار فإن مغامرات القناع الأسود تخيف الصغار والكبار.. تخيفنا علي أنفسنا وعلي وطننا. هذا ما أشعر به ويشعر به الكثيرون بعد ظهور ذلك الشبح المقنع المغلف بالسواد والذي يسمي البلاك بلوك. والبلاك بلوك (بالانجليزية:Black Bloc تعني الكتلة السوداء، هو أسلوب للمظاهرات والمسيرات يرتدي فيه الأفراد الملابس السوداء والأوشحة والنظارات والأقنعة وخوذات الدراجات النارية أوغيرها من الأشياء التي تحمي وتخفي الوجه. وتستخدم الملابس لإخفاء هويات المشاركين في المسيرة، وتسمح لهم أن يبدوا وكأنهم كتلة موحدة كبيرة، تعزز التضامن بين الأفراد. ظهرهذا الاسلوب عام 1980 في احتجاجات حركات الإستقلال الذاتي الأوروبية ضد عمليات إخلاء وضع اليد، وسياسات الطاقة النووية وفرض قيود علي الإجهاض إلي جانب أمور أخري. اكتسبت الكتل السوداء اهتماما أوسع من وسائل الإعلام خارج أوروبا خلال المظاهرات المناهضة لمنظمة التجارة العالمية عام 1999، عندما أتلفت كتلة سوداء ممتلكات محلات الملابس (جاب) GAP)) وستاربكس وغيرها من مواقع البيع بالتجزئة متعددة الجنسيات في وسط مدينة سياتل الامريكية. وقد إرتبطت جماعات البلاك بلوك عادةً بأعمال الشغب والمظاهرات كما حدث في ألمانيا وكذلك في إيطاليا في الأحداث التي إستمرت ثلاثة أيام أثناء إنعقاد مجموعة الدول الصناعية الثمانية. في البداية احتار الناس في أمر هؤلاء الشباب. . البعض قال انهم مدفوعون من الداخلية لتنفذ ما يعجز رجال الشرطة عن فعله.. والبعض قال أنهم فرع لميليشيات الأخوان.. ولكن بعدما ظهرت توجهاتهم، قيل أنهم مسيحيون دفعت بهم الكنيسة لمناوئة جماعة الأخوان المسلمين وحرق مقارهم , ولكن بعدما نشرت صور لبعضهم وهم يؤدون الصلاة في الشارع، قالوا مفيش غير انهم مدفوعون من جمال مبارك ورجال الحزب الوطني جاءوا لينتقموا من الاخوان.. تري من أي هذه العباءات تخرج البلاك بلوك؟. وأنا هنا لا أسأل عن نوايا هؤلاء الذين يتخفون وراء الأقنعة السوداء ويسمون أنفسهم البلاك بلوك.. لأنني أرفض أي نشاط يقوم به ملثمون.. غير واضحي الهوية.. وبالتالي غير واضحي الهدف. وكما رفضنا ما يقوم به شباب ما سمي ب »ميليشيا الأخوان« وآخرون سموا أنفسهم »حازمون«.. فاننا في الوقت ذاته نرفض البلاك بلوك لأنهم تنظيم مسلح يثير الرعب ويغلق الطرق ويعطل المصالح ويقلق الناس ويقضي تماما علي أي محاولة لطمأنة الناس وتهدئة الشارع وجذب السياح. ولكن علي أية حال.. فإن قرار النائب العام الخاص بالقاء القبض علي أعضاء البلاك بلوك كان يجب أن يسبقه قرار القبض علي حازمون. .وكان يجب أن يسبق القرارين قرار بمنع وجود أي ميليشيات أوقوة مسلحة لأي تنظيم أوجماعة.. فالنائب العام معني بحفظ الأمن في المجتمع كله ولا يجب أن يكون متربصا بفئة اذا خرجت عن القانون والقواعد والتقاليد اتهمها بالارهاب واذا خالفت أخري أغمض العين عنها. ولا يصح أيضا أن يقوم الطرف الآخر الرافض للبلاك بلوك بارتكاب الخطأ نفسه ويعلن عن تكوين جماعة مضادة تحت اسم »الوايت بلوك« أوالكتلة البيضاء وكأننا في صراع الألتراس. أهلاوي وزملكاوي.. أخواني وليبرالي.. وغدا مسلم ومسيحي. هذا يعني اننا في غابة ولسنا في بلد محترم.. كأننا في طابونة ليس فيها قواعد ولا أصول وليس فيها كبير يحكمها. وليه كلمة "كأننا".. احنا فعلا في بلد بلا حكومة. . بلا كبير. . لذلك أصبحت الفئران هي ملوك الغابة. .عليه العوض. أصبحت القوة هي الكلمة العليا. . والحق لا يؤمنه القانون. .كل واحد ردد كلمة أحمد السقا في فيلم الجزيرة: "من النهاردة مفيش حكومة. .أنا الحكومة." ونظرا لاستمرار حالة مفيش حكومة. .فان أصحاب الفيلم قرروا انتاج جزء ثان منه هذا الصيف. تري ماذا سيقول أحمد السقا؟.. أظنه سيقول :"من النهاردة مفيش دولة.. أنا الدولة."