مديحة عزب مجزرة جديدة في بورسعيد أسفرت عن وقوع أعداد كبيرة من القتلي والجرحي، اشتعلت بها ولها البلد عقب صدور أحكام الإحالة يوم السبت الماضي، وكان المنتظر والمفترض أن يبادر رئيس الحكومة إلي التهدئة والتعامل بحكمة مع الموقف.. خاصة وأن ما حدث من ردود الأفعال في بورسعيد من أهالي المتهمين كان متوقعا ولم يكن مفاجأة، ولكن المفاجأة الحقيقية كانت في التواري المخجل والصمت الرهيب والغياب من المشهد تماما من جميع المسئولين.. وحتي قرار تطبيق حالة الطواريء في مدن القناة جاء متأخرا وبعد وقوع الكارثة.. لوكان هؤلاء يتمتعون بأدني قدر من الحس السياسي لكانوا قد قرأوا كل هذه الأحداث قبل وقوعها.. ولكانوا استعدوا لها جيدا واتخذوا جميع الاحتياطات اللازمة لمنع حدوثها أساسا.. وإذا كانت لابد واقعة فبأدني قدر من الخسائر، لكن أقول إيه ؟ احنا حتي الكلام اللي عليه القيمة مابنعرفش نقوله.. هل سمعنا كلمة عليها الطلا من أي مسئول.. فوضي عارمة تضرب في جميع أنحاء الوطن بكل قوة وحالة ترد أمني رهيبة.. هذه الحوادث الكارثية عندما كانت تقع أيام المجلس العسكري مثل ماسبيرو ومحمد محمود 1 ومحمد محمود 2 كنّا نصبّر أنفسنا بأن كل ذلك سينتهي بمجرد أن يتواجد في مصر حاكم منتخب يجيء عبر صناديق اقتراع تعبر عن إرادة الناخب المصري.. لكن عندما تقع هذه الكوارث في ظل هذا الحاكم المنتخب فماذا يعني هذا ؟ نريد أن نفهم.. وإلي متي سنظل في هذه الدائرة الجهنمية المنغلقة علينا.. ان البلد لا تحتمل هذه السلبية المميتة والعجز القاتل.. نحن علي وشك الانهيار إن لم نكن قد انهرنا بالفعل.. وياريت محدش يقول اللي بيتكلم عن الانهيار هم المنهارون ( تطبيقا لمبدأ الشتيمة بتلف تلف وتروح لصاحبها ).. كيف هان المصريون علي بعضهم وهانت دماؤهم وحياتهم إلي هذا الحد.. كيف استسهلنا القتل إلي هذه الدرجة.. هل ننتقم من أنفسنا أم من مصر.. كيف طاوعتنا قلوبنا علي أن تمتد أيادينا بالتدمير والتخريب لمرافق الدولة وللمنشآت الحيوية.. أسئلة كثيرة يعجز العقل عن إيجاد أي جواب لها.. ونظرا لأن مفيش دولة في مصر أخاطبها فأنا أدعو الله في الأول وفي الآخر أن ينقذ مصر مما هي فيه.. وأن يهدي المصريين ليعودوا إلي سابق عهدهم أناسا طيبين مسالمين.. إنه ولي ذلك والقادر عليه.