اليوم يتم الحشد، والحشد من ابتكارات الشعب المصري الرائعة خلال انتفاضته العظمي في يناير، حتي الآن لم تكتب تفاصيل تطور الأحداث منذ أن بدأ تدفق الشعب إلي الشوارع والميادين، وجري الاشتباك مع قوات القمع التي فقدت فعاليتها، في القاهرة كان ميدان التحرير هدفا، وفيه جري الحشد، كيف بدأت فكرة الاعتصام، كيف جري التنظيم، تأمين المداخل، الإعاشة، تطور الأحداث، موقعة الجمل وغموضها، كثير من التفاصيل المتعلقة بتكنيك الثورة والحركة والاعتصام. وخلال هذه الأيام الثمانية عشر ظهر أروع ما في الشعب المصري، اليوم يتجدد الحشد بكثافته المادية ورمزيته السياسية والحضارية، غير أن الحشد بعد عامين من الانتفاضة يجري وأمور لم تحسم بعد كانت من الأهداف التي خرج من اجلها المصريون واستشهد في سبيلها من استشهد، منها أيضا ما سار عكس الاتجاه الذي كان من الطبيعي أن تمضي إليه الأمور، أي إلي التقدم، ولكن النتائج دفعت بحركة الشعب بعيدا. لذلك يجب أن يكون للحشد المهيب الذي يجري اليوم مهامه العملية وأهدافه، اتصور أن من أهم الأهداف الحفاظ علي سلمية الحشد وأتمني ألا تلجأ القوي النقيضة أو الخفية فمصر الآن مفتوحة لكل من هب ودب إلي التحرش والعنف الذي سيولد عنفا، أتمني الوصول إلي مطالب محددة أولها اعلان حكومة ائتلافية تمثل فيها جميع القوي السياسية الفاعلة خاصة الشباب وأن يكون حزب الحرية والعدالة طرفا فيها وليس مهيمنا. اتمني إعادة كتابة الدستور، وقف الخطوات التي تتم من أجل تغيير هوية الدولة المصرية والحفاظ علي تماسك مؤسساتها ومكوناتها وليس هدمها أو ضعافها كما جري مع الشرطة والقضاء والإعلام وجهات أخري أتمني مشاركة القوي السياسية في القرارات المصيرية التي تتعلق بأصول الدولة، اتمني التأكيد علي تجسيد المعاني العميقة التي جسدها الشعب المصري ببساطة، عيش، حرية، كرامة، أما التحية التي يجب أن نتذكرها ونوجهها اليوم فإلي الجيش الذي لولا موقفه المساند للانتفاضة لما جرت الأحداث بما ابهر العالم واضاف إلي الإنسانية تراثا جديدا نابعا من ميدان التحرير وقري مصر ونجوعها.