فاض الكيل طال الفساد كل مكان، استشري الظلم وانقلبت الموازين اصبح الحق باطلا والباطل حقا، ساد قانون الغابة والبقاء للأقوي بل أن الحياة كانت من حق الأقوي فقط الذي امتلك النفوذ والمال والقوة والسلطة وظن ومن معه انهم إمتلكوا أرواح ومقدرات الضعفاء وسط هذا البلاء الذي عشناه لعقود متتالية، خرجت أرواح طاهرة تنادي بالعيش والحرية والعدالة وتبحث عن حقوق البسطاء الضائعة. خرجت بأياد بيضاء لا تحمل سوي حلمها بوطن جديد وبضعة شعارات ومبادئ أخذت تصرخ وتنادي بها في الشوارع والميادين. وتحول ميدان التحرير إلي ميدان الأحرار الصامدين في معادلة مصرية بخلطة سرية ادهشت واعجبت العالم تلك التي جمعت بين الصغير والكبير الفقير والغني المسلم والمسيحي المصري والعربي والاجنبي. أيام الثورة التي عاشها الشعب المصري في فسحة وطنية ليخبر الطاغية أن له صوتاً يسمع وان طبيعته الاصيلة تأبي ان يتحمل كل هذا القهر والظلم. ثم جاءت لحظات حزينة قاسية لن يمحوها الزمن من ذاكرته عندما كنا نشاهد خيرة شبابنا يقتلون برصاص الغدر ويدهسون بالسيارات في الشوارع . تلك الدماء التي سالت لتنتصر مصر وتعيش وتتنفس نسمات الحرية من جديد بعد أن أسقطت الديكتاتور وأعوانه. ولكن هل حقا تؤمنون بأن لدينا عيدا لثورة يناير يستحق الاحتفال ؟ من اين جئتم بالعيد؟ لن يكون عيدا إلا لو أخذنا حق الشهداء الذين قتلوا بدم بارد كي نعيش ويعيش أبناؤهم في زمن آخر.. لن يكون عيدا إلا إذا خلقنا هذا الوطن الآخر الذي يحتفي ويفخر بأبنائه والملئ بالكفاءات في كل المواقع. لن يكون عيدا إلا إذا حاسبنا كل مقصر ومخطئ ومذنب وفاسد. وليس عيدا يا من حصرتم بناء مصر في اتجاه واحد وتجاهلتم بقية أبناء الوطن بمن فيهم من نوابغ وطاقات ومبدعين. ليس عيدا للمصريين بعد أن تجاهلنا كل ما يجمعنا وانشغلنا بالبحث عن أسباب للفرقة والانقسام وتركنا مصرنا تحتضر. فيا ايها المحتفلون تذكروا اننا طيلة عامين لم نحقق شيئا يدعون للاحتفال وتذكروا أن الثورة صالحة لكل العصور حتي نخلق الوطن الذي نحلم به، وان ذكري ثورة يناير مازالت مريرة بفقدان أشجع واطهر الشباب الذين لم نقتص بعد من قتلتهم. واتمني ان يأتي اليوم الذي نحتفل فيه جميعا بعيد للثورة يليق بتضحيات وعظمة كل الشهداء وحضارة وعراقة مصر. بلد علي الطاير بعد ان استعانت الحكومة بخدمات الاسعاف الطائر والشرطة الطائرة والشعب كله بقي بيشحن علي الطاير بعد غلاء كروت المحمول.. ادعوكم لإدخال هذه التقنية الجديدة في كل المواقع.. ويبقي عندنا العربيات الطائرة للتغلب علي الزحمة.. والقطار الطائر للتغلب علي حوادث القطارات، والميدان الطائر لو حد حب يعمل مظاهرات عشان حال البلد ما يوقفش.. والمسئول الطائر اللي يفتش علي اي مكان ..ويا سلام بقي لو الزعيم كمان يبقي طائر ويوصل لشعبه في اي وقت قبل ما الشعب كله يطير.