لا يتواءم مع جلال النبي صلي الله عليه وسلم أن نذكر مناسبته مقرونة بكلمة »ذكري« وذلك علي نحو ما تساهل به الكثيرون من الكتاب والمحدثين حين يقولون ذكري المولد النبوي، لان كلمة ذكري حين تقرع الآذان تعني في الذهن معني النسيان.. ومناسبة المولد اسمي من هذا وأرفع.. لا يوجد سلوك ولا مظهر من مظاهر الحياة يدل علي النسيان.. ولو للحظة.. كيف ذلك؟.. وتأتي الخميس المقبل احتفالاتنا بالمولد النبوي الشريف. اسمه ينطق به المؤذن كل يوم خمس مرات واسمه ينطق به المصلي في كل صلاة فرض أو نافلة.. فليس مولده ذكري.. ولكن مولده حياة دائمة ومستمرة ومنهج قائم الي يوم الدين.. أليس الله هو الذي اوصاناادائماً ان نصلي عليه فقال تعالي.. »إن الله وملائكته يصلون علي النبي يا إيها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً« صدق الله العظيم. وقد نبه بمولده أحبار اليهود فمنهم يهودي في مكة اسمه يوسف.. قال لبعض وجهاء قريش هل ولد فيكم الليلة مولود.. قالوا والله ما نعلم.. فقال احفظوا ما اقول لكم.. ولد هذه الليلة نبي هذه الامة وهو منكم وعلي كتفيه شامة فيها شعيرات متواترات كأنهن عرف فرس.. وتلك هي خاتم النبوة. توجه الجميع الي أمنة بنت وهب أم النبي صلي الله عليه وسلم وقالوا لها أخرجي لنا ولدك.. فاخرجته فلما كشفوا عن ظهره.. رآوا تلك العلامة تحسر الحبر يوسف وسقط مغشياً عليه.. فلما أفاق قالوا ويلك مالك؟ قال ذهبت النبوة من بني إسرائيل.. اما الراهب المسيحي وهو في مكة آنذاك كان اسمه »عيص« كان يترقب ولادة النبي صلي الله عليه وسلم فقال هذا زمان نبي هذه الامة تدين له العرب ويملك العجم فمن ادركه وأتبعه اصاب حجته ومن خالفه اخطأ وان نجمه طلع البارحة الذي يوافق 21 ربيع أول عام 175 ميلادية كان يوم اثنين.. فقال يا عبدالمطلب أن ابنك هذا لن يبغي علي أحد.. كما يبغي عليه.. وإن طال عمره لن يبلغ السبعين.. ولكن يموت عند إحدي أو ثلاث وستين. وإذا فاضلت بينك يا حبيبي يا رسول الله.. وبين الانبياء.. نادي عليهم رب العزة بنداء العلامة »يا آدم يا نوح يا ابراهيم يا موسي يا عيسي« ولما نادي علي حبيبه محمد نادي» عليه بنداء الكرامة »يا إيها النبي.. يا أيها الرسول.. يا أيها المزمل يا أيها المدثر« وانظر معي ماذا طلب الكليم من الله قال »وعجلت اليك ربي لترضي« وقال المولي سبحانه وتعالي لحبيبه محمد »ولسوف يعطيك ربك فترضي« وقال موسي عليه السلام »رب اشرح لي صدري«.. وقال الله لحبيبه محمد »ألم نشرح لك صدرك«. فالانبياء كانوا يطلبون من الله »والله يعطي لحبيبه بدون طلب.