محيى عبدالرحمن سألني في مرارة.. مصر رايحة علي فين؟ قلت والله انا مثلك اركب احدي عربات قطارها ولا ادري الي اين، ولكن المهم ان يتحرك القطار، صمت قليلا ونظر في الارض ثم قال: تعرف ربنا كبير، قلت ونعم بالله فقال: ذات مرة شعرت بألم ومغص شديدين وزرت الطبيب فقال انها حصوة كبيرة انفلتت من الكلي وسدت الحالب ولابد من عملية جراحية لاخراجها، باعت زوجتي قرطها الذهبي ورأٍس مالها من بط واوز ودبرت 500 جنيه وقلت للطبيب هذا كل ما املك، فقال انها لاتكفي حتي اجر طبيب التخدير، قلت ربنا موجود، فقال إذن انتظرحتي انتهي من الكشوفات واجري لك الجراحة، ارتكزت علي الحائط حتي خف عدد المرضي ثم توجهت للحمام فوجدت الممرض يضع ادوات الجراحة في وعاء ويغسلها بمياه الصنبور، سألته فقال عندنا عملية وأجهز الادوات للطبيب؟! هربت خوفا للشارع وقد طار العقل مني ، اسير ولا اري امامي الا مقدار خطوة، مر بجانبي رجل عجوز تأخذ بيده امرأته التي في مثل سنه وسمعته يقول لها "يعني حبكت بنتك تزورنا في هذا الوقت، مش قادرة تستني كام يوم حتي اقبض المعاش واقدر اشتري "فرخة" لها ولاولادها !"، امتدت يدي الي جيبي دون ان اشعر واخرجت الخمسمائة جنيه ووضعتها في يد العجوز فصاح .. لا يا بني انت فهمت خطأ، لست متسولا، فقلت انها لك خذها او القها في الشارع وفررت من امامه، عدت لمنزلي وسألتني زوجتي ماذا فعلت مع الطبيب؟ قلت اخذ النقود واجل العملية الي الغد، كان الالم يعتصرني فتظاهرت بالنوم وكتمت صرخاتي خوفا من غضب زوجتي اذا علمت الحقيقة، في الفجر شعرت برغبة في التبول فأسرعت الي الحمام واذا بالبول يندفع طاردا امامه تلك الحصوة اللعينة، في الصباح توجهت بها للطبيب ليقوم بتحليلها ويحدد العلاج، نظر اليها بدهشة وقال مستحيل ان تخرج حصوة بهذا الحجم دون تدخل جراحي، قلت: ربنا كبير، عدت لمنزلي وقلت لزوجتي بعد ان اخبرتها بالحقيقة.. صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم"داوو مرضاكم بالصدقة".