حتي الأممالمتحدة أقرت وأدركت ما لم يدركه حتي يومنا هذا السادة العرب الذين رفضوا قبول عملية السلام دون أن يقدموا أي بديل عسكري، أو سياسي اللهم إلا مهاترات، واتهامات، ومؤامرات، وعناد صبياني استمر ما يزيد علي ثلاثين عاما بالتمام والكمال.. ثلاثون عاما استغلها الجانب الآخر في تغيير شكل الأرض الي الحد الذي أصبح معه من المستحيل قيام أي كيان فلسطيني، اللهم إلا اذا تم ازالة هذه المستوطنات.. وهو الأمر الذي هو، بالنسبة للجانب الاسرائيلي، المستحيل ذاته! ففي بداية الاسبوع الحالي خرج علينا السيد ريتشارد فولك مقرر الأممالمتحدة الخاص بحقوق الانسان - خرج علينا معلنا ان فكرة قيام دولة فلسطينية تبدو كمشكلة أكثر منها كحل للصراع، وذلك أساسا بسب الاستيطان الذي غير تماما وكلية من الأرض المتنازع عليها! وأكد فولك انه طالما شكك في امكانية تبادل الأراضي بهدف انشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة، وأنه لا علاقة بين عملية السلام الجارية الآن، والوهم القائل بأن دولة فلسطينية ذات سيادة يمكن ان تولد من خلال هذه المفاوضات. ومن جانب أي عاقل فإننا لابد ان نتفق تماما مع وجهة نظر السيد ريتشارد فولك ولكن في الوقت ذاته، فإن أي عاقل وأي منصف لابد أن يري أن الحل الوحيد والأمثل هو أن تخرج هذه المنظمة الدولية »العنينة« وتؤكد، ولو لمرة واحدة في تاريخها الباهت، أنها منظمة قوية، وقادرة، ومحترمة، وان تصدر قرارها بعودة الأوضاع الي ما كانت عليه قبل الاحتلال، وان تعمل بكل السبل، علي تنفيذ هذا القرار الشرعي والعادل حتي لو أدي ذلك الي استخدام القوة لإزالة هذه المستوطنات التي يصورون لنا أنها مقدسة!!! حينئذ لابد ان تقف الكرة الأرضية بأكملها احتراما، وتقديرا، وان نشعر جميعا بأنه أصبح لدينا منظمة دولية حقيقية جاءت أخيرا كما أرادها العالم كله عند بداية التفكير في انشائها في أعقاب حرب عالمية مازالت آثارها وجراحها عميقة وغائرة!!