د.سمية سعد الدين »افتح يازن.. زن.. ذهب..ياقوت.. مُرجان.. أحمدك يارب«! الاثنين: لاأدري حقا من أنت أيتها السنة الطارقة علي أبواب حياتي وعمري وبلدي؟ لاأدري.. من أنت ياسنة 2013؟ لاأدري هل أنت الطارقة أم الطارئة؟ من المؤكد أنك السنة التي لاأستطيع أنا ولاأحد إلا الله التنبؤ بما تحمله لنا من أقدار غير متوقعة وسهام نافذة واتجاهات تقذف بنا في تيارات الغيب! كل ما أعلمه أن الشأن الخاص لم يعد هو الشاغل لأي منا كمصريين.. فلم يعد لدينا رفاهية وترف التفكير في أحلامنا الإنسانية الجميلة، وماكان أروعها رغم بساطتها! وهكذا.. انتقلت أحلامنا وأمانينا إلي خانة الوطن.. وإلي صراعات وخصومات الوطن.. إلي حيث لم نعد نوقن هل الطريق الذي نسلكه كأُمة هو الطريق المستقيم أم هو الطريق الملتوي.. ولم نعد نعرف، ما الذي تخبئيه لنا في جعبتك، فربما تحملين لنا الفرج.. وربما تلقين بنا في موجات الإفلاس الاقتصادي، ربما تدخرين لنا النجاة من السياسات التي قسمت بلادنا إلي أطياف متصارعة، وربما أنت تأخذين بنا دون رحمة إلي ترديات السياسة بكل ماتشمله من متناقضات أو مؤامرات ، ربما تعيدين لُحمتنا الاجتماعية، وربما تعتصرين قلوبنا وسط تحديات الرهانات الاجتماعية الخاسرة التي تأخذ بنا إلي انقسامات عقائدية ونفسية؟ لا أحد يدري أو كما قلت يستطيع التنبؤ.. ومعني هذا ببساطة أننا نتنقل من خانة ماكان معلوما، إلي خانة ماسيظل مجهولا! ثم إن المأساة إنما تتجسد في عدم وجود الرغبة في الحل أو التقارب أو الاحتكام رغم خطورة لحظة الانفجار الذي سيأخذنا كمصريين كأسري لشظايا الصراع المدمر الأناني لاحتكار السلطة، احتكار لايمنح الضحية وهي (مصر والمصريين) أي رؤية مستقبلية إلا أن يكونوا جالسين في مقاعد الفُرجة في مسرحية هزلية اكتئابية وفي دور" شاهد شاف كُل حاجة.. لكن مفهمش أي حاجة"! ولعلي أتساءل مثلك أيتها القارئة العزيزة، وأيها القارئ العزيز، عن أي بادرة أمل تلوح لنا في الأفق؟ وأحاول أن أجيب حيث لاأملك الإجابة.. أن كُل ماتبقي هو شئ واحد، وإن كان عظيما، ومبشرا، وآمنا، ويقينيا، وهو الأمل في الله، وهو أمل لايعني الهروب من ساحة التحرير والتوكل إلي باحة التواكل، بل علي العكس هو مزيد من الانغماس في شأن المستقبل، الذي إن عجزنا فيه نحن البشر برؤيتنا المحدودة عن فهم مغزي القدر، فإن علينا أن نتوجه بسؤالنا عنه إلي خالق الكون، وصاحب المكان، ومالك المُلك، والكاشف لحركة الأزمان، والعالم ببدايات الأمور ونهاياتها، وأن نسأله بيقين بُشري النجاة والخلاص أن يمنحنا سر السلام وغاية الأمان النفسي، واللُطف في القضاء، والنصر علي الأعداء، والأمل في استعادة حريتنا وكرامتنا وعدالتناوحقوقنا. يا أيتها السنة الطارئة الطارقة.. أطرقي بابنا بلطف اللطيف.. وهلّي علينا بخيرك لا بشرك.. وأطلي علينا بملائكتك لابشياطينك. محمد العريان رئيسا لوزراء مصر! الثلاثاء.. " نحن في انتظارالاختيار خلال ساعات مابين تعيين د.محمد العريان، أو محمود أبو الليل، رئيسا لوزراء مصر ، هكذا أطلت علينا الأخبار، وبشرت باسميهما كأبرز المرشحين للمنصب الخطير خاصة أن مصر تمُر بظروف اقتصادية صعبة هذه الأيام. ظل السؤال.. ولكن من هو د. محمد العريان.. خاصة أن المشهد الاقتصادي العاصف لايحتمل العبث بمقدرات وموارد الوطن! الإجابة جاءت مراهنة علي شخص يُشبه ذكر اسمُه، ذكر ملاك الرحمة الذي أرسلته العناية الإلهية ليقود دفة اقتصاد مصر وسط التيارات العاتية ليصل بها إلي شاطئ الأمان الاقتصادي. أما من هو بالتفصيل، فهو الخبير الاقتصادي المصري المقيم في أمريكا د.محمد العريان الذي تصدر اسمه قائمة المرشحين لرئاسة الوزارة ،مع الدكتور محمود أبو العيون محافظ البنك المركزي الأسبق.. ود.العريان هو مولود لأم فرنسية وأب مصري، وكان أستاذا للقانون ثم قاضيا في محكمة العدل الدولية، ويعد د.محمد العريان المرشح لرئاسة الوزارة ، أحد الخبرات والكفاءات المصرية النادرة التي نالت اهتماما دوليا عالميا وحصدت مكانا مرموقا في مجال المال والاقتصاد، بفضل خبرته العريقة، وتُلقي محاضرات العريان في أنحاء عديدة من دول العالم، بسبب اهتمام نخبة المجتمعات والسياسيين بالاستفادة من رؤيته الاقتصادية. وقد شغل العريان، منصب الرئيس التنفيذي في مؤسسة بيمكو الاستثمارية التي تعتبر من أكبر شركات إدارة الأصول في العالم، وتدير أصولا تزيد علي 1100 مليار دولارأمريكي، وذلك منذ عودته إليها في يناير 2008، بعد أن عمل عامين رئيسا تنفيذيا في وقف جامعة هارفارد الذي يتولي إدارة صندوق المنح الجامعية والحسابات التابعة لها، ورغم أنه لم يطل مكوثه هناك، فإنه خلال سنة مالية كاملة من قيادته استطاع الصندوق أن يحقق عائدا نسبته 23٪، هو الأعلي في تاريخ الجامعة. وقبل ذلك، كان الدكتور العريان يشغل منصب المدير الإداري وعضو مجلس الإدارة المنتدب بشركة سالومون سميث بارني بمجموعة سيتي جروب في لندن، وعمل في صندوق النقد الدولي لمدة 15 عاما، في منصب نائب مدير من 1995 إلي 1997. وهو عضو في مجلس إدارة مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، والمكتب الوطني للبحوث الاقتصادية، ويرأس اللجنة الاستشارية للاستثمارات بشركة مايكروسوفت، كما أنه عضو في لجنة المستثمر الاستشارية للأسواق المالية في بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك. وقد حصل الدكتور العريان علي درجتي البكالوريوس والماجستير من جامعة كامبريدج، وحصل علي درجة الماجستير والدكتوراه في الاقتصاد من جامعة أوكسفورد، وقد نال في عام 2008 جائزة عالمية عن كتابه "عندما تتصادم الأسواق". هذا ومن المقرر أيضا، أن يعلن الرئيس محمد مرسي اسم رئيس الوزراء، خاصة أن الرأي استقر علي المهندس خيرت الشاطر نائبا لرئيس الوزراء ، والدكتور عصام العريان مرشحا لمنصب مستشار الرئيس للشئون الخارجية" . هل جاءنا الفرج يا د.العريان؟ الإجابة للأسف لا بالطبع" فالمتعوس منحوس حتي لو علقوا له أثناء الأزمة الاقتصادية فانوس"، فهذا الخبر قديم يعود تاريخ نشره بالتحديد، إلي يوم 1 يوليو 2012. أما الخبر الجديد والحقيقي ، فكان في 22 ديسمبر 2012 ، وهو أن الرئيس الأمريكي أوباما وفقا لبيان صادر عن البيت الأبيض ،قد عين الخبير الاقتصادي المصري د.محمد العريان رئيساً للمجلس الرئاسي الأمريكي للتنمية العالمية! مغارة "علي بابا زين العابدين" افتح يازن.. زن! ذهب.. ياقوت.. مرجان! أحمدك يارب.. وهكذا انفتحت مغارة علي بابا " زين العابدين" في تونس، للمرة الثانية، بعد انكشافها الأول عن الخزانات المهولة التي ضمت كل كميات وأنواع وأشكال وألوان العملات المحلية والعالمية، والتي اختزنها المخلوع التونسي- ثم تركها وراءه- هو وزوجته عند لحظة الفرار من لهيب الثورة التونسية، حيث كانت تمثل ثروات هائلة مرصودة تحت عين وعناية السيدة الأولي من أجل " لوثات الثراء ومظاهره وصرعات الموضة " التي خلبت لبها، فاختصت بها نفسها وزوجها دونا عن باقي الشعب المكافح الذي أصبح الكثير منه معدما تحت وطأة النهب المنظم للثروات الذي احتكرتها وأدارتها العائلة "الزينية" للإنفاق علي طلباتها ورغباتها وشهواتها، والتي دفعت الشاب الجامعي "بوعزيزي" إلي إحراق نفسه تحت اختناق أنفاس حياته من الفقر والبطالة والمهانة، وهو ما أشعل الثورة إيذانا بلحظة انفجار الفساد السلطوي والسياسي والاقتصادي والمالي والاجتماعي في وجه صُنّاعه! عودة إلي الانكشاف الثاني لثروات بن علي، فبعد تسلم التونسيين للثروات المادية المتمثلة في العملات، التي خلفها الرئيس الهارب، قررت الحكومة التونسية - ممثلة في وزير المالية التونسية، جمع المزيد من الأموال المنهوبة، والتي وجدت في القصور الرئاسية من الممتلكات والمقتنيات والأغراض الشخصية لكل من المخلوع وزوجته،عن طريق تنظيم مزاد لبيعها في العاصمة التونسية، وبحيث توجه العائدات المالية إلي خزينة الدولة. وبالفعل فقد افتتح رئيس الحكومة حمادي الجبالي، المعرض أمام المزايدين المتعطشين لرؤية المُبهر من المجوهرات الماسية، والمجوهرات والأقلام المرصعة بالماس وبالأحجار الكريمة، وملابس السهرة من الماركات العالمية للسيدة الأولي، وحقائب اليد والكم الهائل من الملابس التي تخصها والبدل التي تخص زوجها، والأحذية والساعات اليدوية الباهظة الثمن لهما، والأغطية والمنسوجات والمنتجات البلورية والخزفية واللوحات الفنية والتحف النادرة، ومنها تمثالان من الذهب لأبي الهول، والأجهزة المنزلية والسجاد النادر والأثاث والدراجات الرياضية والمائية، أما مجموعة السيارات التي تخص بن علي وزوجته ليلي الطرابلسي، فقد كان لها شأن آخر من الوجاهة والإبهار، حيث ضمت 39 سيارة فارهة، من بينها سيارة لامبورجيني جالاردو إل بي 460، وسيارة بنتلي كونتناتل رياضية، وسيارة كاديلاك مصفحة، وسيارة رولز رويس، وعدد من السيارات المرسيدس، والبي إم دبليو من فئات محدودة الإنتاج، كما تشمل المجموعة سيارة مرسيدس مايباخ أهداها معمر القذافي لإبن علي عام2003.. أما المثير فهو أن كل المعروضات التي أبهرت الحضور من التونسيين والأجانب وهواة جمع المقتنيات للمشاهير، وتعلقوا بصورها وعاينوها عبر الانترنت ، أن عملية البيع كانت لاتمثل أكثر من 15٪ - 20٪ فقط من الممتلكات المصادرة للعائلة. ومن الطريف أن تعلم أن أسعار أحذية وحقائب يد ليلي الطرابلسي تتراوح من 300 إلي 3000 يورو، في حين يتوقع العارضون أن يبلغ سعر بدلات بن علي 3.000 يورو للقطعة الواحدة، أما سعر إحدي السيارات فقد حدد بمبلغ 3 ملايين يورو. ورغم كل المعاناة التي مازال الشعب التونسي يرزح تحتها بسبب الآثار السلبية التي تركها الحُكم الفاسد علي المشهد الاقتصادي التونسي، فإن المزاد قد جذب جمهورا كبيرا خلال أيامه الأولي، حيث دفع الفضول الناس إلي القدوم للتعرف علي حياة الأثرياء الذين حكموهم، ولرؤية مدي الرفاهية التي كان بن علي وأسرته يعيشون فيها! ومع الذهول الذي أصاب التونسيات والتونسيين من جراء ماشاهدوه في المزاد مما لارأت عين ولا اشتهت أنفُس، فقد علقت إحدي المشاهدات للمعرض بحسرة قائلة: "إنه ثراء فاحش وفساد دفع ضريبته شعب من المعاناة والفقر والحرمان، فسعر القلم المصنوع من الألماس أو الساعة اليدوية كان يمكن أن يسهم في تنمية محافظة من المحافظات أو يحل مشكلة بطالة الشباب". علي حين ردت عليها صديقتها قائلة: "جئنا اليوم لنشاهد مكان أموالنا المنهوبة طوال أكثر من 20 سنة، وقد صعقنا من المجوهرات المرصعة بالألماس والزمرد والأحجار الكريمة، ومن هذا الكم الهائل من الأحذية والحقائب ذات الماركات العالمية والسيارات الفارهة،إنه شيء مذهل لا يصدق". والمزاد مازال منعقدا كشاهد علي رئيس وزوجته استوليا علي خير بلد، وأكلا بمفردهما علي مائدة نهمهما حقوق شعب بأكمله! أنا.. وأنت أنا.. وأنت.. أنت الغائب.. وأنا الحاضرة.. وتساؤلات حائرة عنك لما ذهبت؟ وكيف ذهبت؟ وتساؤلات أكثر غموضا عني.. كيف أصبحت؟ ومن سأصبح؟ لم يعد يهم من كنتُ أنا بالنسبة لك..لا يهم حقا الآن من كنت.. سواء كنت أمك أو أخُتك أو حبيبتك أو حتي ابنتك! فنحن لم نكتمل، ولن نكتمل.. حقا كنت أنا وأنت كيانا لاينفصل.. كيانا واحدا شجاعا متحديا مؤمنا بأن اللقاء بيننا لايجمعه إلا ميدان الثورة والحرية والعدالة والكرامة.. كان الجميع يبارك حبنا الطاهر.. والذي احتضنته رغبتنا المشتركة في أن يكون رباطُنا حلوا بطعم الحرية، وبريئا بلون النقاء، ومتحررا بنسمة الكرامة.. وطيبا بحلاوة طعم طين مصرنا. أما اليوم فلم أجدك بجانبي، ربما كنت أحتضن صورتك الغائبة الحاضرة.. ربما كنت أحاول وقف نزف دمائك بطرف ثوب زفافي الأبيض الذي اخترناه معا كي أرتديه لك وسط زغاريد انتصار الوطن، وليلة حنة مصر، ووسط زغرودة نيلية تشق ضفاف النهر.. فتمنحه بهجة مصرية صافية.. ولكن الحُلم غاب وسط تيارات الفوضي المنسوبة زورا لفعل رغبة البقاء.. نعم أنت دفعت بنزاهة فاتورة حب الوطن، وقدمت مهر مصر.. ولكني أنا مازلت لا أعرف كيف أسوي ضرائب حبي لك ولمصر.. وكيف أوفي بعهدي لك ولها.. لقد قدمت أنت الإخلاص ونُلت الخلاص.. أما أنا فلازلت أوزع زهوري الوردية حول شاهد قبرك.. وأنتظرك كيف تهمس لي كما اعتدت بكلمات حبك لي وحبنا لمصر.. علي ضفاف السطور.. يامصر لم أعد أعرف شوارعك.. ولاطرقك.. ولا إشارات مرورك التي تغيرت وتلونت وحذرت من اللون الأسود.. ثم توقفت عند اللون الأحمر.. يامصر قولي لي متي أعبُر كي أصل بأمان إلي شاطئ بيتي!