اعتقد انه آن الأوان أن يهدأ الفرقاء السياسيون قليلا، ويأخذون هدنة مؤقتة، وأن يظهر علي الساحة خبراء الاقتصاد ليدلوا بدلوهم في الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي نمر بها والتي جاءت نتيجة التناحر السياسي وعدم الاستقرار. نحن في أزمة شديدة لاشك في هذا.. وتتطلب أن تتضافر جهود الجميع حتي نخرج من هذه الأزمة.. وان نستعين بأهل الخبرة حتي لو كانوا يخالفوننا في التوجه السياسي وان نستمع لكلام الاقتصاديين باهتمام شديد.. وأن تعمل الحكومة علي تحويل توصياتهم ومقترحاتهم الي خطط تنفيذية.. فالشعب لن يستطيع تحمل الدواء المر الي مالانهاية.. اقترح أن يدعو الرئيس محمد مرسي الي عقد مؤتمر قومي للاقتصاديين المصريين سواء الموجودون في الداخل من مختلف الأطياف السياسية.. أو الموجودون في الخارج ويتبوأون مناصب رفيعة في البنك الدولي وصندوق البنك الدولي والمؤسسات المالية العالمية.. ولعل آخر من ألقت وسائل الاعلام العالية الضوء عليه أخيرا الدكتور محمد العريان الذي استعان به الرئيس الأمريكي أوباما لانقاذ الاقتصاد الامريكي. فاذا كان رئيس أقوي دولة في العالم قد استعان بعقلية اقتصادية مصرية فذة مثل الدكتور العريان فلماذا لا نستعين به وبأمثاله من ابناء مصر لاصلاح الاقتصاد الذي ينهار بسرعة حتي اوشكنا علي اعلان افلاسنا. اننا اذا ظللنا نتناحر حول المكاسب السياسية ولا نلتفت لمايحدث في الاقتصاد فسنصحوا يوما لنجد أنفسنا قد سقطنا في جب سحيق.. يجب ان نبدأ وفورا في ادارة عجلة الانتاج وفي جذب الاستثمارات العربية والعالمية وتقديم تسهيلات لهؤلاء المستثمرين.. وأن ننشط وبسرعة حركة السياحة بمختلف انواعها.. وأن نسعي الي المشروعات التي تستوعب عمالة كثيفة وأن نحاول تصنيع ما لدينا من ثروات معدنية بدلا من تصديرها كمادة خام لتعظيم الاستفادة منها.. وان نرشد استهلاكنا الترفي.. ولا مانع من ان نمنع استيراد هذه السلع الكمالية ونقتصر علي استيراد السلع الضرورية والمواد الأولية المستخدمة في الانتاج وان نسعي الي تشجيع الصناعات الصغيرة والمتوسطة وازالة اي عراقيل بيروقراطية من طريقها.. وان نهتم بالابحاث العلمية التطبيقية التي تساعد علي تحسين منتجاتنا وتتيح لها فرصا اكبر في الاسواق العالمية. كلمات حرة مباشرة: لن نستطيع أن نخرج من هوة انهيار الاقتصاد إلا اذا اشعل كل منا شمعة بدلا من ان يلعن الظلام.