كالعادة تقدمت المرأة المصرية الصفوف الطويلة في الاستفتاء علي الدستور،ورغم برودة الجو وطول ساعات الانتظار صممت نساء مصر وفتياتها علي أداء واجبهن الانتخابي وبمعني أصح حرصن علي الحصول علي حقوقهن كمواطنات يساهمن في رسم مستقبل البلد . تصاعد نشاط المرأة المصرية مع بداية ثورة يناير وقدمت الشهداء من الأبناء والأزواج ، ونضجت خبرتها السياسية بصرف النظر عن مستواها التعليمي أو الاقتصادي،في كل أحداث العامين الماضيين كانت المرأة المصرية في المقدمة، وتسابقت الكاميرات علي تصوير طوابير النساء وركزت علي كبيرات السن والفقيرات ومدحت إقبال النساء الذي فاق إقبال الرجال لكن مازال المجتمع الرجولي والحكومة المنحازة للرجال تستخدم النساء كديكور يزين العملية الانتخابية ..المرأة في بلادنا وردة في عروة جاكيت المجتمع نباهي بها الدول بينما تحرم من حقوقها في تولي المناصب العليا وفي الترشح لعضوية المجالس النيابية ،وبقدر ما أثبتت الفتاة المصرية من تفوق دراسي تظل الفرص الأفضل في العمل من نصيب الرجال لأن الفتاة سوف تتزوج وتنجب وتحتاج لاجازات وضع ورعاية أطفال وكأن دور الزوجة والأم سبة وعيب تستحق الفتاة المتفوقة أن تعاقب عليه فتحرم من بعض الوظائف وتختفي قاعدة المساواة وتكافؤ الفرص ..اننا لا ننادي بتمكين المرأة إلا اذا تمتعت بالكفاءة والقدرة علي اداء العمل ، ولعلنا لا ننسي كفاح المرأة المصرية التي تعول أكثر من ثلث الأسر لأنها مطلقة أو أرملة أو لمرض الزوج أو سفره أو تعطله عن العمل وأحيانا تشقي الزوجة كخادمة في البيوت وتعود ليستولي زوجها علي أجرها وينفقه علي السجائر أو المخدرات ولو اعترضت ضربها حتي تخضع ، مشكلات المرأة الريفية تبدأ من حرمان الفتاة من التعليم ومرورا بالختان والزواج المبكر وسوء الرعاية الصحية، أما فتاة المدينة فلو لم تكن من المهمشين وسكان العشوائيات وتمكنت من الالتحاق بالمدرسة فربما لا تجد عملا يقبلها لمجرد أنها فتاة ..صحيح أن المرأة المصرية أصبحت أكثر وعيا وجرأة في المطالبة بحقوقها لكن الطريق مازال طويلا لتغيير نظرة المجتمع المتخلفة للمرأة .