مساء 7 أغسطس 1974 وقف الشعب الأمريكي علي أصابع رجليه مشدوها ، وهو يتابع خطاب الرئيس ريتشارد نيكسون عبر التليفزيون إلي الأمة يعلن فيه استقالته من الحكم.. وذلك اثر أكبر فضيحة سياسية في تاريخ أمريكا.. القضية.. تنصنف نيكسون الرئيس الجمهوري علي الحزب الديمقراطي المنافس اثناء معركة التجديد للرئاسة عام 1972. والذي كان قد فاز في الدورة الأولي علي منافسه همفري بفارق 1.5٪ جريمة قام بها كبار مساعدي نيكسون في البيت الأبيض وبعلم كامل منه، وتورط معهم مسئولون بمكتب التحقيقات الفيدرالية وجهاز المخابرات الأمريكية cia الصحفيان »بوب وود ورد و»كارل برنستين« بصحيفة الواشنط بوسن اللذان كفا الفضيحة واصبحا من ألمع الصحفيين العالميين، لم يكتشفا القضية فقط، ولكن استمرا في متابعتها حتي هزت عرش الحكم، وتبني الكونجرس قرارا بعزل نيكسون، وتولت المحكمة العليا التحقيق في القضية وتجبر الرئيس علي تسليم جميع الأشرطة التي تم تسجيلها بالتنصت داخل مبني »ووترجيت« لمقر اللجنة القومية للحزب الديمقراطي، والتنصت علي الشخصيات السياسية المعارضة والمنافسة.. اضطر البيت الأبيض لتسليم الشرائط.. ولكن المحكمة فوجئت بقيام الاجهزة الامنية بحذف اجزاء منها بحجة دواعي أمن الدولة.. ولكن المحكمة تقر بعدم دستورية استخدام الرئيس لسلطاته التنفيذية بحجب المعلومات.. ولاحق الاجهزة الأمنية في حذف أجزاء من الاشرطة.. وتؤكد علي أن هذه التسجيلات السرية التي قام بها الرئيس وجماعته من المعاونين له جريمة يمنعها القانون والأخلاق مهما كانت الأسباب. وتصدر حكما بادانة نيكسون وعدد من مساعديه وأعضاء حملته الانتخابية وعدد من الاجهزة الأمنية.. اضطر نيكسون للاستقالة وتولي نائبه جيرالد فورد، والذي اصدر عفوا عن نيكسون. صحافة حرة.. قضاء مستقل هما الضمانة الوحيدة لكيان أي دولة؟!