حبي للحياة ينسيني في كثير من الاحيان انني كبرت وان العمر اصبح ورائي.. انظر الي قسمات وجهي في المرآة فلا اري فيها الا خريف الايام وربيعا ذبل وراحت الي غير رجعة نسمات سنواته الرطبة.. تأخذني الحسرة لايام ثم اعود من جديد وانسي مسألة السن والعمر الذي تقدم واتعامل مع اصدقائي واقاربي وكل من حولي بنفس منطق السنين الغابرة واسعد كثيرا بلقاء من هم اصغر مني واندمج معهم في الحديث اكثر من أتراب عمري وأشعر معهم بالتواصل النفسي الذي فقده الكثير ممن تقدم بهم العمر فأصبحوا لا يرون الا الجانب المظلم من الحياة.. لقد قررت الا ترهبني او تخيفني كلمات حفيدتي للي وهي تناديني »ننا العجوز« وقررت ايضا الا احتفل بيوم ميلادي بالبكاء والتباكي علي ما فات كما كنت افعل كل عام والاكثر انني قررت الا اراقب قسمات وجهي كل يوم حتي اتعافي من الاحباط وكره الواقع واحقق لنفسي التصالح الجميل الذي يدفع الي مزيد من العمل والعبادة.. وكل أملي ان يحمي الله رفقاء الاعوام الاربعين الماضية الذين يسيرون معي في رحلة العمل والحياة. نظافة اليد قلت لكم انني سألتقي بكم في حملة قادمة نقودها جميعا من اجل نظافة اليد.. وفي رأيي انها اهم كثيرا من حملتي نظافة الشوارع ونظافة اللسان.. بعد ان انحطت سلوكيات معظمنا وسقطت الاخلاقيات في بئر سحيق وذهب التزامنا بتعاليم ديننا بعيدا.. واصبح النهب والسرقة والرشوة والبلطجة امور طبيعية جدا وتقام علي اساس هذه الدخول الحرام بيوت ويربي ابناء ثم نتساءل بعد ذلك لماذا آل حالنا الي ما هو عليه ولماذا لا يبارك لنا الله في الرزق.. لانه رزق حرام.. ولانه انتشرت بيننا علي مر سنوات الضياع الثلاثين فكرة مؤداها.. اشمعني الكبار يسرقوا واحنا احق منهم بفلوسنا.. طيب يا سيدي ها نحن نحاصر الكبار او الذين كانوا كبار ونحاول استرداد اموالنا منهم ومحاسبتهم علي جرائمهم.. ارجوكم يا من تمدون ايديكم للمال الحرام اعلموا ان اشد قصاص يكون في ابنائكم.. هذا الكلام بالذوق.. اما بالقانون فيجب ان تفعل الدولة قوانين تردع بشدة كل من تسول له نفسه خراب هذا البلد بتسيير اعمالها بالرشوة والمحسوبية. صباحك اضراب أنا كافي خيري.. شري.. استيقظ وزوجتي واولادي صباح كل يوم نتجه الي مدارسنا واعمالنا رغم ما يواجهنا من مصاعب طبيعية تسري علينا كما تسري علي كل المصريين.. الكلام علي لسان مواطن مصري عادي جدا يعيش حياته بحلوها ومرها وهو المواطن الذي عرفته النخبة قبل ذلك بانه من حزب الكنبة يعني لا بيهش ولا بينش علي رأي المثل.. ماشي.. لكنه يؤدي عمله ويربي اولاده، فاذا صحا من نومه يفاجأ بمصيبة في انتظاره تعطل هذه المعاناة اليومية البريئة تنقلب حياته رأسا علي عقب.. فلا رئيسه في العمل يرحمه ولا مدرسة اولاده تجد له حلا او مبررا للتأخير ماذا يفعل هذا الرجل وملايين مثله حينما يعطل المدرسون المضربون التعليم في المدارس.. وحينما يعطل سائقو النقل العام حركة المواصلات.. وحاله يدوب علي القد لا يستطيع ان يلحق اولاده بمدارس خاصة ولا حتي يستطيع ان يستقل تاكسي يوصله لعمله.. ايها السادة المضربون.. قد تكون الرحمة فوق العدل فمصر لم تمطر عليها السماء ذهبا ولا فضة.. ولم تعثر علي كنز تحت الارض.. الموارد هي ذاتها والاقتصاد في حالة يرثي لها ومازلنا علي مفترق الطريق نصعد السلم من اوله.. والاجدر بنا الان ان نطالب بشيء من ثبات الاسعار حتي يكفي دخلنا مطالبنا اليومية.. اما الاضرابات فقد آن الاوان الي فرض قبضة حادة لردع كل من تسول له نفسه تعطيل حركة الحياة في البلد.