يقول أصحاب المنطق انه عندما تكونُ الغباوة نعيماً .. فمن الحماقة أن تكون حكيماً ، وهكذا كان الأمر عندما عاتبني أحد زملائي، وقال أنني أصبحت فيما أكتب " اخوانجيا "، ورد عليه زميل لنا بقوله، أنني قبطي أقرب مني الي الاخوان، ولا يعنيني أن أحظي باعجاب البعض، اذا انتقدت الاخوان، كما في مقال " ان بعض الاخوان لفي خسر "، أو أن ينقلبوا ليهاجمونني ما استطاعوا، اذا قلت انهم رمانة ميزان المشهد السياسي، وأكثر القوي السياسية فضيلة وأمانة، برغم مافيهم من نطيحة وموقوذة ومتردية، يسيئون الي الاخوان أكثر مما يفيدونها ! لا يعنيني من المشهد، سوي اراقة دماء حرام في شهر حرام، وأن أري الثلاث اللاتي يهدمن الدين، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد أصبحن واقعا، وهي زلة عالم وجدال منافق بالقرآن وأئمة مضلون.. وأن يصل الأمر الي الا ستهانة بأرواح ودماء المصريين، من أجل الكرسي الذي قال عنه من قال " والله ما هلك من هلك إلا بحب الرئاسة" !! دعوني اعيش معكم حكاية من الصفحات الاولي للكتاب الجميل "بستان الرهبان " للقديس أنطونيوس الكبير،عندما جاء اليه في صومعته مجموعة وقالوا له: يا أبانا،قل لنا كيف نخلص؟، فقال لهم: هل سمعتم ما يقوله الرب؟، فقالوا: من فَمك أيها الأب، فأجابهم قائلا: من لَطَمك علي خدك الأيمن حول له الأيسر، فقالوا له: ما نطيق ذلك، قال لهم: إن لم تطيقوا ذلك فاصبروا علي اللطمةِ الواحدة،فقالوا له: ولا هذه نستطيع، فقال لهم: إن لم تستطيعوا فلا تجازوا من يظلمكم، فقالوا له: ولا هذا نستطيع، فما كان من القديسِ إلا أن دعا تلميذه وقال له: أصلح مائدة واِصرِفهم لأنهم مرضي. إن هذا لا يطيقون، وذلك لا يستطيعون" !! ونحن المصريون، وكلنا بلا استثناء هكذا مثلهم لا نقدر لا نطيق.. لانستطيع أن نحب الله أو الوطن ولا أن نحافظ علي مصر.. لعننا الله وأولادنا وكل من سيأتي بعدنا !!