بسبب الانقسام الذي يشهده الشارع المصري الان حول الإعلان الدستوري الاخير، وجهت الكثير من اصابع الاتهام الي الإعلام » مرئي، مسموع، مقروء) حيث ارجع البعض سبب الازمة الي الإعلام وما يقدمه من جرعات اثارة كبيرة للمشاهدين، فيما قال آخرون ان الإعلام ماهو الا ناقل راصد للإحداث. عن موقع الإعلام في الانقسام المصري تحدث الخبراء..... د. سامي الشريف أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة يقول لا يمكن بأي حال من الأحوال اتهام الإعلام بأنه السبب فيما يحدث الان فالازمة حقيقية والإعلام تأثر بها، ولكن، ما نستطيع ان نأخذه علي الإعلام في هذه الفترة ان بعض القنوات والصحف زادت كثيراً من جرعة الاثارة لجذب المشاهدين وبالتالي »الإعلانات«، وما ينتج عن زيادة جرعة الاثارة هو تأجج الصراع بين الطرفين وزيادة شدته، وهو ما يمكن ان يضعنا بالفعل دون مبالغة في أزمة حقيقية سيكون ثمنها مصر. وهنا علي وسائل الإعلام الترفع عن الصغائر وعدم النظر لربح قصير والنظر الي مصلحة الوطن حتي تخرج بمصر من هذه الأزمة الحادة، فعليها ان نتبني مبادرات لم شمل القوي الوطنية بمختلف طوائفها. الاعلام راصد للحدث ويؤكد د. محمود خليل أستاذ اعلام جامعة القاهرة ان محاولة البعض إلغاء تهمة ما يحدث الآن من انقسام علي الاعلام ما هو الا استسهال عقلي، ويقول حالة الانقسام والاستقطاب بدأت منذ 91 مارس العام الماضي عند الاستفتاء علي المواد المعدلة من الدستور واستمرت في الاتساع مع كل استفتاء أو انتخابات الي ان ظهرت علنية مع الاعلان الدستوري الاخير وهذه حقيقة لا يمكن أن ننكرها او نتجاهلها. الأزمة بالفعل حقيقية وخطيرة والإعلام ماهو الا راصد للحدث ومحلل له ولم يخرج عن المهنية وراعي في كثير من الاوقات عدم بث الفتنة، الا أن بعض الفصائل تريد تسخير الإعلام الي خدمة مصالحها فتلصق التهم بالإعلام حتي يكون لها الذريعة في استبعاد من تشاء والاستعانة بمن يخدمه الواقع اشد بكثير تقول د. ليلي عبد المجيد عميد كلية اعلام جامعة القاهرة السابق، ان ما يحدث في الواقع اشد بكثير مما تنقله شاشات التلفزيون او تعبر عنه كلمات خبر في إحدي الصحف، فالازمات المختلف عليها جوهرية ومصيرية في مستقبل الوطن ولا يمكن للإعلام ان يتجاهل او يغض النظر عنها ولذلك ارفض التعليق علي من يقول ان الإعلام هو السبب في الانقسام الحادث الآن، فالإعلام هو ناقل لما يحدث وعلي وتيرة الاحداث يسير ولا أنكر ان هناك بعض التجاوزات من بعض مقدمي برامج التوك شو الذين يعلنون رأيهم صراحة فيها يحدث، ولكن هذه التجاوزات قليلة ولا يمكن لتأثيرها أن يصنع أزمة. سوق عكاظ وتقول الإعلامية نجوي أبو النجا ان الاعلام الآن اصبح كسوق عكاظ كل يلقي بما عنده من أفكار ومقترحات ووجهات نظر، وقد اعتقدنا ان تعدد القنوات التليفزيونية هو نافذة لدخول هواء ومتنفس حقيقي للحرية عن طريق معرفة الرأي والرأي الآخر ولكنه اصبح عاملا للتشتيت للمواطنين، فالمشاهد ما يلبث ان يسمع رأيا في إحدي القنوات إلي أن يري نقيضه علي قناة أخري، ولكن رغم هذا الاختلاف وهذا الوصف الا أني أرفض ان يكون الإعلام هو الشماعة التي تعلق عليها الأخطاء السياسية وارفض أن يتم إلصاق تهمة الانقسام به، فالإعلام ماهو الا عارض وجهات النظر المختلفة وأن تعددت وأن كثرت. الاعلام هو المسئول اما د. سهير عثمان استاذ اعلام بجامعة القاهرة فترجع اسباب الأزمة الي الإعلام، حيث قالت بنسبة 06٪ الإعلام هو المسئول عن الأزمة التي يشهدها الشارع المصري الآن فيما يعود ال 04٪ إلي صناع القرار، وذلك لان الصحفي أو المذيع يتعامل مع الحدث علي أنه سبق وفي سبيل هذا السبق من الممكن أن ينسي أو يتناسي الكثير من الاشياء الهامة والا يراعي اشياء كثيرة نهانا عنها ميثاق الشرف الإعلامي، كما أن القنوات الفضائية وهي الاكثر تأثيراً.الان تعدد من مصادرها ولكنها لا تراعي التنوع اوالاختلاف فيأتي المضمون خاويا وسطحيا وموجها، وهذا ما يصنع الفرقة والانقسام.