رضوى عبد اللطىف تحمل الأممالمتحدة ذنبا تاريخيا لمسئوليتها عن ضياع دولة فلسطين منذ ان اصدرت قرارها المشين رقم 181 عام 1947 الخاص بتقسيم فلسطين وتأسيس دولتين عربية واخري يهودية علي التراب الفلسطيني. ومنذ ذلك التاريخ ومع توالي الأحداث المأساوية والمذابح الدموية التي ارتكبت في حق الشعب الفلسطيني أنهمرت قرارات المنظمة الدولية التي كانت في مجملها تضر القضية الفلسطينية أكثر مما تنفعها حتي قرارات الادانة التي كانت صورية للجرائم التي ارتكبتها اسرائيل في حق الشعبين العربي والفلسطيني. تذكرت هذا السجل من القرارات وأنا أتابع الجلسة التاريخية التي صوت فيها الدول الأعضاء في الأممالمتحدة بالإجماع علي الاعتراف بفلسطين كدولة بصفة مراقب غير عضو في المنظمة الدولية.ورغم سعادتنا كعرب بعودة هذا الحق الضائع منذ اكثر من 64 عاما وتحقيق هذا الانتصار السياسي للقضية الفلسطينة إلا أنني لازلت غير راضية عن الأداء السيئ للأمم المتحدة والتي استكثرت بعد كل هذه الاخطاء التي لا تغتفر ان تعطي فلسطين العضوية الكاملة التي اعطتها لإسرائيل الغاصبة المحتلة منذ عام 1949 . واصرت علي النظر إلي فلسطين بنفس نظرتها غير العادلة وتعاملت معها وكأنها دولة مؤقتة ليس لها حقوق او تاريخ. في الماضي انتظرت طويلا ان يكون للدول العربية موقف حاسم من تلك المنظمة الدولية التي تطبق عدالة القوي العظمي المنقوصة والمنحازة دوما لاسرائيل لكنني اليوم لا اقوي علي انتظار موقف عربي قوي يدعم حصول فلسطين علي حقوقها غير منقوصة وإلا يكون الأشرف لنا الانسحاب من هذا الكيان الدولي الذي يدعي العدالة ويتشدق ليل نهار بالدفاع عن حقوق الانسان وادانة مجرمي الحروب ولم يجد في جرائم اسرائيل علي مدار تاريخها شئ يستحق الادانة ولم يجد في جنرالاتها المتعاقبين مجرم يستحق العقاب. كما لم يجد في فلسطين اناس يستحقون الدعم والمساندة والانقاذ ولا دولة تستحق الوجود. جماعات محظورة عندما كانت جماعة الاخوان المسلمين جماعة محظورة علي مدار تاريخها الممتد لأكثر من 80 عاما فرضت عليها الظروف ان تتعامل بحذر وغموض مع خصومها السياسيين والرؤساء المتعاقبين كي تحافظ علي كيانها وعقيدتها من حملات القمع والاعتقالات والحياة غير الطبيعية التي عاشها أعضاؤها في ظل الأنظمة السابقة. لكن بعد قيام الثورة المصرية انتظرت ان تتغير سياسة الجماعة لكن لم يحدث.. اتصور ان الاخوان مازالوا يتعاملون مع المصريين باعتبارهم جماعة محظورة وكيان مغلق غامض منفصل عن المصريين لا يعرفون عنه غير ما يسمعونه من تصريحات السياسيين والتي كان أغلبها للأسف يزيد الهوة ولا يقربها بين الجانبين نتيجة قلة الخبرة وليس عدم صدق النوايا. حتي وصلنا لحالة التشتت والعداء الذي وصل لحد أن يقف الثوار أمام رئيسهم المنتخب باعتباره رئيسا للاخوان وينسون دور الاخوان كشريك في الثورة المصرية.. في المقابل تعامل الإخوان باعتبار أنهم اصحاب رؤية وقوامون عن الشعب المصري في كل شئ واستأثروا بالمشهد علي حساب شركائهم في الثورة. وبين الفريقين ظهر الفريق الثالث وتلك الجماعات غير المحظورة من البلطجية وذيول النظام الفاسد والنخب الفاسدة واعلام اثارة الفتن والتي تهدف جميعها للوقيعة بين الطرفين لأنهم ببساطة أستفادوا من هذا التباعد ولم يجدوا من يحاسبهم ويبعد سمومهم حتي عن ميدان الثورة. لن تهدأ مصر حتي يزاح هؤلاء ويصبحون جماعات محظورة مقابل أن تتخلي جماعة الاخوان عن صفة المحظورة علي المصريين وتذوب في نسيج الوطن قبل فوات الأوان. دستوري قررت أساعد الجمعية التأسيسية رغم انها انتهت من اعداد الدستور دون أن تستشيرني ولكنني متأكدة انها ستستفيد كثيرا من هذه المواد المبتكرة لدستوري العبقري الذي يتناسب مع المرحلة.. المادة الأولي كل مواطن يعيش حر نفسه يعني (لا بلد تهمني ولا رئيس يلمني) ..المادة الثانية من يجرؤ ويختلف معي في الرأي (يا هضربه يا هولع فيه هوه وشقته ).. المادة الثالثة ممنوع منعا باتا التظاهر لأكثر من اثنين (كل مواطن ونفسه ) حد تاني غير نفسه وقف معاه تتسحب منه الجنسية فورا ونسفره لميدان بوليفار الشقيق.