لا أدري كيف قتل مدرس فرشوط اطفاله الثلاثة.. كيف طاوعه قلبه علي ارتكاب هذه الجريمة التي اهتزت لها السماء.. اطفال في عمر الزهور اغتالتهم يد اب يقال انه مريض نفسي واذا كان هذا صحيحا فكيف يعيش وسط اسرته وكيف يتعامل معهم ومن اين يأتي لهم بالحب والحنان والرعاية ثم انه مدرس كيف كان يتعامل مع تلاميذ المدرسة ونحمد الله انه لم يمسك برشاشا ليطلق رصاصاته علي التلاميذ.. لقد كان هذا الاب في شبابه يتمني ان يرزقه الله بطفل او طفلة وعندما يستجاب لدعوته ويملأ عليه الاطفال المنزل بهجة وسعادة وفرحة وعندما يكبرون امامه كعيدان الياسمين ينقض علي طفولتهم البريئة يقتلها ويدمرها ويفترسها وهي مازالت في ريعان الطفولة ولا حول ولا قوة الا بالله كان الله في عون ام هؤلاء الاطفال الثلاثة كيف تلقت الصدمة صدمتها في اطفالها فلذات اكبادها وصدمتها في زوجها الذي اطلق الرصاص علي نفسه ويعيش الآن بين الموت والحياة لابد ان حالها مثل حال هؤلاء الامهات التي اغتالت يد القدر اطفالهم في حادث قطار اسيوط انها تعيش في دائرة اللامعقول والتي حتما ستؤدي بها الي الجنون ففي لحظات فقدت اطفالها الثلاثة وزوجها ادعو معي ان يلهمها الله الصبر والمقدرة علي مواجهة هذا الحدث الجلل وحتي لا يمر علينا هذا الحادث مرور الكرام نتساءل هل كان الطبيب الذي يعالج عنده هذا المدرس يعلم بخطورة المرض النفسي لمريضه المدرس؟ وهل كان يعلم ان المرض ممكن ان يتطور معه ويحوله من انسان طيب هاديء الي انسان شرير قاتل؟ وهل لو كان الطبيب يعلم ذلك فلماذا لم يبلغ اسرته وعائلته والمدرسة التي يعمل بها حتي يتخذوا احتياطاتهم ولماذا لم يأمر بوضعه داخل مصحة نفسية حتي يتشافي.. صحيح ان الحذر لا يمنع قدرا لكن علي الانسان ان يسعي وان يأخذ حذره (يا أيها الذين امنوا خذوا حذركم).