كادوا أن يألهوا »الخميني« في حياته، و بعد موته تنكروا له ولكل ما كانوا يقولونه عنه ويصفونه به! أحد هؤلاء يدعي:»محمود أحمدي نجاد«. لولا الخميني، وثورته، وجمهوريته، لما سمع أحد عن اسمه. فهو أي »نجاد« كان فرداً وسط ملايين. فلا شكله يسمح له بتمثيل بلده في دورة الألعاب الأولمبية، ولا منظره يشجع أحداً علي تعيينه ممثلاً لإيران في أحد مكاتبها الخارجية، ولا جليطته، وقلة تربيته، وفجاجة ألفاظه، تتيح له الفرصة لتولي أي منصب قيادي أو ريادي أو حتي تربوي. رغم هذه الاعتراضات كلها.. استطاع هذا الرجل أن يتقرب من الثورة الخمينية، ويجد من يأخذ بيده ليقدمه إلي هذا أو ذاك من ال »آيات« المعاونة والمساعدة والعاملة في بلاط كبير الآيات: »خميني«. أقول لولا »خميني«، ونظامه، وجمهوريته ، لما قامت لهذا الرجل قائمة. وبدلا من أن يظل »نجاد« حتي آخر لحظة في حياته ساجداً، وراكعاً، وذليلاً، أمام من انتشله من العدم وقذفه إلي »سابع سما«، فاجأنا بتنكره للخميني، و لآله، و للذين ظلوا علي وفائهم له بعد رحيله. »الرئيس محمود أحمدي نجاد« لم يكتف بالتنكيل بمن يذكرونه بماضيه، وإنما امتد التحرش، والتنكيل، ليشمل من كانوا أقرب المقربين من مؤسس الجمهورية الإسلامية. »زهرة إشراقي« حفيدة الإمام الراحل الخميني فوجئت في العام الماضي بالزبانية يطرقون بابها ويقتادونها إلي المجهول، لا لشيء إلاّ لإمتهان كرامتها، وإذلال زوجها: »د. رضا خاتمي« الذي »نسي نفسه« وتصوّر أن من حقه بصفته رئيساً لحزب سياسي معارض أن يعلن اعتراضه علي تزوير الانتخابات الرئاسية، فما كان من أفراد الحرس الثوري إلاّ اقتحامهم بيته وإلقاء القبض علي زوجته، ثم عليه شخصياً وإبلاغه بقرار حل حزبه »حزب جبهة المشاركة« بأمر من الرئيس الذي يشكك »خاتمي« في نتيجة انتخابه! لم يشفع للسيدة »زهرة« أنها حفيدة الإمام الراحل. فأحمدي نجاد لا يتساهل مع من ينتقده، فما بالك بما يمكن أن يفعله مع من يشكك في شرعية توليه منصب رئيس الجمهورية؟! » زهرة وزوجها رضا« مثلهما مثل ملايين الإيرانيين الذين أحال »نجاد« حياتهم إلي جحيم. وآخر أخبار» زوج زهرة« أنه أرسل رسالة بثها موقع metransparent.com إلي »حسن نصر الله« الأمين العام لحزب الله اللبناني بمناسبة الاستقبال الكبير الذي أعده »حزب الله« للرئيس الإيراني. ويبدو أن المعارض الإيراني د. رضا خاتمي ما يزال يحسن الظن في حسن نصرالله، و يظنه علي مباديء خميني حافظاً، بدليل ما كتبه في بداية رسالته، ويقول فيها: [عزيزي السيد حسن نصرالله.. ما جعلني اختارك من بين جميع مستضيفيه يعود إلي ارتباطك الوثيق بالمثل العليا والشعارات الأساسية التي تبنتها الثورة الإسلامية في إيران وما تزال. أخاطبك أنت لأن مصير الجمهورية الإسلامية مهم إليك، ولزاماً عليّ أن أذكرك بالواقع المر الذي وصلنا إليه هذه الأيام في إيران. هذا الواقع الذي يتحمل مسئوليته من أفرغ الثورة من شعبويتها واحتكر إنجازاتها لنفسه]. ويضيف »رضا خاتمي« شقيق رئيس إيران السابق محمد خاتمي موضحا لنصرالله مظاهر الظلم الذي يخيم علي بلاده في هذه الأيام، فكتب يقول: [تعلمون جيداً أن حافظي إرث الإمام الخميني قد أصبحوا قلة قليلة في إيران هذه الأيام. فالسابقون من ورثة فقيدنا الراحل الحقيقيون يتعرضون بجرم الحفاظ علي مباديء الثورة الأساسية لأصعب الضغوطات و أقسي حملات التضييق. كما أن مئات الأشخاص من الرعيل الأول لثورتنا العظيمة الذين لم ينحرفوا عن خطها الأساسي وشعاراتها الأصيلة يقبعون حالياً في السجون وفي أسوأ الظروف الإنسانية]. بعدها فاجأني المعارض الإيراني الكبير بسطور غريبة، سرعان ما أضحكتني من فرط سذاجتها أو خبثها.. أيهما أصدق! فزوج حفيدة الخميني وشقيق الرئيس الإيراني السابق لم يجد في العالم كله من يساعد الشعب الإيراني، وينقذه من ويلات ظلم أحمدي نجاد، غير حسن نصرالله؟! يمهّد د. رضا خاتمي، لطلب »الدعم«، و»المساندة« بتساؤلات وجهها لحسن نصر الله، مثل : [ كيف يمكن لشخص مثله أي »نجاد« أن يتكلم عن مقاومة نظام غاصب إسرائيل وهو في الوقت ذاته يزج في السجون بآلاف المخلصين ممن أمضوا سحابة عمرهم يجاهدون في سبيل إعلاء كلمة الله ودعم الثورة وتأسيس الجمهورية الإسلامية؟! لا يمكن لأحمدي نجاد أن يدعي محاربة الكيان الصهيوني، من جهة، وهو يظلم ثوريين حقيقيين، من جهة أخري. هل يمكن للإثم أن يكون مرادفاً للبراءة؟! إن السكوت علي ظلم هو تأييد له]. وينهي زوج حفيدة خميني، وشقيق الرئيس الإيراني السابق د. رضا خاتمي رسالته المفتوحة مطالباً »حسن نصرالله« ب: [ إن شعبنا الإيراني ينتظر من كل من يدعي أنه يجاهد ضد الظلم والتسلط، أن يمد يده لمساعدتنا في رفع الظلم عن جميع المعتقلين في سجون أحمدي نجاد. كما كان شعب إيران داعماً أساسياً للبنان وشعبه وللطائفة الشيعية علي وجه الخصوص، نتمني منكم أن تبادلونا الوفاء بالوفاء وتساعدونا في رفع الظلم عن كاهل شعبنا]. انتهت الرسالة.. ولا أعرف إذا كان كاتبها ساذجاً، مستهبلاً، في طلبه »مساعدة حسن نصرالله لرفع الظلم عن عشرات الملايين من الإيرانيين«، أم أنه خبيث، لئيم، في كشف علاقة حسن نصرالله بولي نعمته القابع في طهران؟!