رغم مرور 4 اسابيع فقط علي بداية الدراسة الا ان بعض المدارس شهدت موجة من العنف المدرسي بكل أنواعه فيما بين الطلاب وبعضهم والطلاب والمعلمين. وكان آخرها واخطرها ما شهدته مدرسة بني سويفالجديدة»شرق النيل« الابتدائية، فقد طعن طالب بالصف السادس الابتدائي طالبا بالصف الثاني الابتدائي بمطواة. د. محمد المفتي عميد كلية التربية بجامعة عين شمس الاسبق أكد ان العنف ليس له سبب واحد ولكن مجموعة من الاسباب يرجع بعضها للجو الاسري والمشاحنات والصراعات بين الاباء والامهات او بين الاخوة حيث ينعكس ذلك علي سلوك الفرد داخل الاسرة وخاصة الطفل صغير السن وليس بالضرورة ان تكون تلك الصراعات باستخدام العنف البدني ولكن قد تكون لفظية ذات معان ومشاعر سيئة ينعكس علي سلوك أفراد الاسرة. وأضاف د. المفتي أن المدرسة والمدرس لهما دور في ظهور العنف بين الطلاب وذلك إذا كانت المدرسة تستخدم العنف او الغلظة عن طريق المدرسين مع التلاميذ فإن ذلك سيكون له رد فعل مماثل من اتجاه التلاميذ لان التلميذ سيكون مشحونا نتيجة المعاملة السيئة من المدرسة والمدرسين ويظهر ذلك في العدوان علي التلاميذ فيما بينهم واعتداء التلاميذ علي المدرسين.. ومن جانبها تضيف د. سامية خضر استاذ الاجتماع بجامعة عين شمس ان وسائل الإعلام فقدت دورها التوجيهي والارشادي فإذا قمنا باسترجاع اعمال نجيب محفوظ واحسان عبدالقدوس نلاحظ أنها ركزت علي الدورالارشادي والتوجيهي فنجد ان العمل له رسالة واضحة علي عكس الاعمال التي يبثها الإعلام في الوقت الحالي مشيرة إلي أن بعض الاسر المصرية اصبحت الان تحرض ابناءها علي استخدام العنف ومعاملة من يستخدم العنف معهم بالمثل بل وقد تذهب الاسرة إلي المدرسة للاعتداء علي التلميذ او الطالب او المدرس الذي استخدم العنف مع ابنهم وهذا مفهوم في منتهي الخطورة فبدلاً من استخدام التفكير العقلي السليم والحوار لحل المشاكل اصبحت الاسرة تلجأ الي استخدام العنف اعتقاداً ان هذا هو الحل لاعادة كرامة ابنهم المعتدي عليه. فلابد من وضع استراتيجية منظومة ومتكاملة اطرافها الاسرة والمدرسة ووسائل الإعلام لتوجيه التلاميذ الي القيم الاخلاقية والدينية لمواجهة العنف المدرسي. ويقول د. احمد عبد الله مدرس الطب النفسي بجامعة الزقازيق أن أهم الاسباب المؤدية للعنف في المدارس بل في المجتمع ككل هي بيولوجية ومنها التلوث السمعي والضوضاء وتلوث الهواء الذي يؤدي إلي زيادة نسبة الرصاص في الهواء وبالتالي زيادة نسبة الرصاص في مخ الانسان مما يجعله يلجأ للعنف في حل المشاكل هذا بالاضافة الي الزحام المستمر وعدم وجود حيز فراغ في معظم المدارس لتفريغ الطاقة المكبوتة لدي التلاميذ اضافة إلي المشاكل والضغوط النفسية والاجتماعية إذا وجدنا حلولا لتلك الضغوط والمشاكل سيقل العنف في المجتمع.. بالاضافة إلي ضرورة ممارسة الانشطة المدرسية في مختلف المجالات وتنظيم الرحلات باستمرار للترفيه علي الطلاب والخروج من الحيز الضيق الي الاماكن المفتوحة والواسعة.