"الحق علينا اننا علمنا ولادنا .. الجهل لهم أحسن " هذا التصريح الخطير نشرته الصحف علي لسان اهالي اطفال الصعيد الابرياء الذين قتلهم الاهمال. الي هذا الحد وصل فقدان الثقة بين الناس والحكومة، الي الحد الذي يرون فيه ان بقاء اطفالهم في البيت افضل من تركهم ضحايا الفوضي والاهمال, فوضي غياب الامن في الشوارع، واتوبيسات المدارس المتهالكة، والمزلقانات البدائية، والمدرسين الذين يخرجون "عقدهم" في الاطفال الابرياء .. المصريون كانوا في يوم من الايام مثالا للدقة والتفاني والاخلاص في العمل، كل هذا اصبح مجرد ماض تشهد عليه آثار أجدادنا، اما الآن فأصبحنا نضرب المثل في الاهمال والتراخي من الصغير للكبير، ومن الغفير للوزير، تصريحات المسئولين في حادث اسيوط هي نفسها تصريحات المسئولين في حادث قطار العياط، لم يتغير شيء، الكبار يؤكدون عدم التقصير، والكل يبحث عن كبش فداء لتعليق المشانق رغم اننا جميعا نعرف ان النجاح او الفشل يأتي من الادارة . لم يعد امامي الا ان اضم صوتي لصوت الدكتور محمد مرسي نائب الشعب عام 2002 حينما قدم اشهر استجواب في حادث قطار العياط وطالب فيه بمحاسبة كل المسئولين الكبار بما يوازي حجم الكارثة، وفي عام 2012 أذكر د. مرسي رئيس مصر بكلماته قبل أن نستيقظ قريبا علي كوارث اخري لا نعرف من سيكون ضحاياها.