أطفال الشوارع قصة لا تنتهي يعتقد الجميع انهم مذنبون بل مجرمون يحكم عليهم الأغلبية العظمي من بعيد علي انهم مصدر من مصادر الفساد التي تسئ لمجتمعنا كأنهم فئة يجب إبادتها والقضاء عليها نهائيا ..ولكن ما تقوم به جمعية الحرية لتنمية المجتمع والبيئة بالإسكندرية مع هؤلاء الأطفال يجعلك تشعر أنهم عالم آخر يستحق الرعاية والمساعدة لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه.. »الأخبار« حاولت دخول هذا العالم والتعايش ليوم كامل مع أطفال الشوارع لمعرفة نمط الحياة الذي يعيشون عليه والقصص وراء تحولهم إلي هؤلاء الأطفال الذين ينفر منهم الجميع عند رؤيتهم في مكان ما حيث اتضح أن أغلبهم وقعوا ضحايا لعلاقات اسرية فاشله ومعاملات سيئة ادت بهم إلي الشارع.. حيث يقول محمد »أحد اطفال الشوارع« 14 سنه أنه يعيش في الشارع منذ كان في الصف السادس الإبتدائي وعبر محمد بلامبالاة شديدة أنه عند ذهابه للمدرسة كان اكثر الطلاب نشاطا وإجتهادا وكان محبا للدراسة ولكن كان هناك معلم يقوم بإضطهاده من أجل الدروس الخصوصية ويتعدي عليه بالضرب المبرح امام زملائه الأمر الذي كان يضطره للهروب من المدرسة والتعرف علي أطفال الشوارع الذين أشعروه بالأمان والحب فقرر الحياة معهم. »طموح« ويقول خالد »19 سنة« انه كان يعيش في الجمعية منذ صغره وحتي سن ال 18 عاما بعد ان انفصل والداه واضطرت أمه لإدخاله الجمعية لعدم قدرتها علي التكفل به ورعايته.. ويضيف انه تعلم الكثير في الجمعية واصبح يجيد حرفة النجارة وحفظ أجزاء من القرآن ولكنه لم يكمل تعليمه ..وعندما وصل إلي السن القانونية خرج من الجمعية ولكن مرة ثانية للشارع دون وظيفة ومكان امن للعيش فيه ولكنه رفض ان يضيع كل ما تعلمه من اخلاقيات ومثل بعودته للشارع مرة ثانية حيث كافح من اجل الحصول علي وظيفه بإحدي الشركات براتب 550 جنيها شهريا من الساعة السادسة صباحا وحتي السادسة مساء.. موضحا انه ينام امام باب الشركة حتي موعد العمل.. ويقول أنه خائف من وقوف الحياة ضده وتجبره علي العودة مرة ثانية لحياة الشارع التي هرب منها منذ الصغر ..املا ان تكون هناك جهة مسئولة تتبني اطفال الشارع بعد سن 18 لحمايتهم من العودة للتشرد والإجرام ثانية. »سردينه« ويقول محمد عصام الشهير »بسردينه«14 سنه انه يحب حياة الشارع علي الرغم من ان له أسرة وإخوة بالتعليم الا أنه يفضل الحرية..حيث خرج تاركا المنزل بعد انفصال والديه وكثرة المشاكل بين أمه وشقيقته كما ان والدته كانت تتعدي عليه دائما بالضرب دون اي نقاش.. ويقول أن اكثر ما يعجبه في الشارع انه يأكل ما يحب ويلعب ما يريد ويشعر انه شخص مسئول لا يتحكم فيه أحد.. ويرفض سردينه دخول المدارس لأنه لن يقبل أن يتحكم أويتطاول عليه مدرس امام الجميع حتي ولوكان ذلك من اجل صالحه.. أما أحمد حسن الشهير ب »أراجوز « 16 سنة فيقول أنه وصل إلي الصف الثاني الإعدادي ويجيد القراءة والكتابة ولكنه يعيش في الشارع منذ 7 سنوات موضحا ان مدير المدرسة هو السبب الرئيسي وراء خروجه من المدرسه لأنه دائما كان يضربه علي الرغم من أنه كان طفلا هادئا ولكنه وجد في الشارع حرية التصرف بل يشعر انه الحاكم وليس المحكوم عليه .. ويقول احمد الشهير ب "بشله "عمره 15 سنه أن والده دخل السجن وتشرد هو وأخوته واصبح يبحث عن مصدر رزق فلم يجد غير "الستكه "والمقصود بها التسول وهي الحل الوحيد خاصة وانها مهنه مربحة عن بقية المهن الاخري .. وقال بشله "أن أطفال الشوارع تكون كل منطقة لها قائد يكون منهم حيث ينظم العمل بينهم وخاصة في مناطق تواجد السياح فهم يجيدون التسول في هذه المناطق . مد يد العون ومن جانبه يؤكد المستشار محمد عبد العزيز الجندي النائب العام الاسبق ورئيس مجلس إدارة جمعية الحرية لتنمية المجتمع والبيئة بالإسكندرية أن طبيعة مشروع إعادة التوافق بين طفل الشارع واسرته يقوم علي الحد من تلك الظاهرة ومد يد العون لهؤلاء الاطفال واسرهم ورفع العنف عنهم .. موضحا ان ذلك عن طريق محاولات عدة من بينها إعادة التوافق بين الطفل والاسرة بغرض حماية الطفل من المخاطر التي يتعرض لها بوجوده بالشارع. »خيبة أمل« ومن جانبه يؤكد أسامة إبراهيم مشرف الوحدة المتنقلة بجمعية الحرية لرعاية الاطفال أن الجمعية تقوم بصفة دورية بعمل جولات ميدانية لزيارة أطفال الشوارع في أماكن تجمعاتهم موضحا أنهم ينظمون جدول زيارات لهم في عدة أماكن في الاسكندرية لتقديم الخدمات .. مبينا أنهم يقومون بعمل إستمارات إستبيان مسبقة لمعرفة أماكن تجمع هؤلاء الاطفال والتي غالبا ما تكون في المناطق البعيدة عن تواجد تجمعات رجال الشرطة خوفا من مطاردتهم .. ويوضح أن الوحدة المتنقلة تتكون من عيادة طبية مجهزة بغرفة عمليات وأجهزة تعقيم وعيادة طبية للامراض الجلدية والباطنة والاسنان بمرافقة الطبيب لعلاج الاطفال من الامراض التي قد تصيبهم مشيرا الي أنهم يتعرضون للعديد من الامراض نتيجة إقامتهم الدائمة في الشارع.. ويبين أن السيارة معدة أيضا بقسم إجتماعي يتكون من تليفزيون وجهاز "dvd"« تلعرض بعض الافلام الهادفة للاطفال بالاضافة الي تقديم بعض الالعاب وتعليمهم بعض المهارات كالرسم بالصلصال وغيره من الالعاب موضحا أنه يرافقهم إخصائيون إجتماعيون للجلوس مع الاطفال ومحاولة إقناعهم للعودة الي أهاليهم... ومن جانبه أكد عوف همام رئيس جمعيته محبي وفناني الاسكندرية أنه تم عرض فكرة إقامة مجمع سكني لاطفال الشوارع الذين تعدت أعمارهم السن القانونية علي اللواء عادل لبيب محافظ الاسكندرية وذلك بعد طرح الفكرة من المجلس القومي للمرأة بناء علي تعليمات السيدة سوزان مبارك بضرورة عمل مكان لايواء هؤلاء الاطفال حتي لا يعودوا الي الشارع مرة أخري .. وتمت الموافقة علي المشروع بالفعل وتم تخصيص قطعة أرض 800 متر بمنطقة الحضرة لاقامة هذا المشروع بالتعاون مع جمعية كريتاس الخيرية.. موضحا أن المبني سيكون مجهزا بمطاعم وأماكن للاقامة ومستشفي لرعايتهم مشيرا الي أن جمعية محبي و فناني الاسكندرية تقوم بعمل حفلات ولقاءات مع نجوم الفن ومهرجان الاغنية كل عام ويتم تخصيص 30 ٪ من إيرادات هذه الحفلات لصالح المشروع .