ياساتر ، ما هذا كله ولماذا يا أستاذ أنت غاضب ومستهجن ومستاء ومندهش؟ أجيب أن تلك ما هي إلا مفردات قليلة عما أشعر به منذ سنوات بسبب ما يحدث في بلدان الأمة الاسلامية وغيرها من أعمال ارهابية جبانة ممن يدعون انهم يعملونها من أجل الاسلام وهي موجهة أساسا ضد المسلمين الأبرياء في المقام الأول. طبعا كلنا سمعنا عن عمليات القتل وبث القنابل في مساجد العراق وأفغانستان وباكستان واليمن وغيرها والتي تحصد سنويا الآلاف من أرواح المصلين الأبرياء، بل وصلت الدناءة بهؤلاء القتلة انهم يستهدفون المعزين الذين يشيعون جثث أقربائهم الذين سقطوا ضحية هذه الأفعال الدنيئة مما يؤدي إلي سقوط ضحايا أبرياء آخرين. هذه الأعمال لا تفرق بين المسلمين السنة والشيعة علي حد سواء بل وضد المسيحيين العرب أيضا، أي تستهدف المساجد والكنائس معا. من يفعلون ذلك لا يقومون بها خفية وإنما يتفاخرون بها علانية ويصدرون البيانات الطنانة التي يعلنون فيها مسئوليتهم أو يرسلون شرائط مصورة لفظاعتهم إلي قناتهم المفضلة الجزيرة التي تحتكر الآن شرائط وبيانات بن لادن وأيمن الظواهري وقبل ذلك أبوالمصعب الزرقاوي وغيرهم ممن يقتلون الأبرياء بدم بارد. وفوق ذلك يتفاخر هؤلاء القتلة بقتل غير المسلمين خاصة من السيدات والأطفال وخاصة ممن قدموا إلي بلادنا لدوافع إنسانية لتقديم العون الإنساني للمحتاجين والمرضي والفقراء وينشئون مراكز الرعاية، بل ويصورون كل ذلك علي شرائط وأمامهم الضحية مغطاة الأعين وهم يصوبون أسلحتهم إلي رأسها وبعد ذلك يلقون بجثتها إلي الطريق ويصدرون البيانات بأنهم فعلوا ذلك من أجل الاسلام وهو منهم براء وسيصلون بإذن الله نار جهنم وبئس المصير. هؤلاء بالطبع مجرمون تحركهم عصابات اجرامية قد تكون وراءها حكومات أو جمعيات أو جماعات أيضا تطلق علي أنفسها حكومات اسلامية أو جمعيات اسلامية. وهذه الأعمال بالطبع تستحق الادانة القاطعة وأعرف ان الغالبية العظمي من المسلمين تشعر بغصة في أنفسها من جراء هذه العمليات الاجرامية، ولكن غضبي واستهجاني واستيائي ودهشتي الخ.. ليست منصبة علي هؤلاء فقط ولكن علي فئات ثلاثة هي: أولا: الهيئات والحكومات الاسلامية ومنظمة المؤتمر الاسلامي التي تنأي بنفسها عن ادانة هذه العمليات وبعضها للأسف يقول انها تدخل في مواجهة المحتل وعمليات المقاومة المشروعة، واذا حاول بعض هذه الحكومات اثارة ذلك ستتصدي لها بقوة حكومات أخري للأسف الشديد. ثانيا: الهيئات الاسلامية بمختلف أنواعها، بعضها يفضل الصمت والبعض الآخر يقول ان ذلك ما هو مقاومة للمحتل وعملياتها مشروعة بل ويحلل هذه الأعمال ويدعو لها. للأسف الشديد أسمع وسمعت ذلك بين خطباء المساجد في أنحاء عديدة من العالم الاسلامي حتي الآن. ثالثا: جماعات الرأي وممن نطلق عليهم تجاوزا جماعات المثقفين والمفكرين الذين ينظرون لهذه الأعمال في كتابتهم ومشاركاتهم في القنوات التليفزيونية بل حتي في القنوات الدينية ويهاجمون ويشتمون من يتصدي لإدانة هذه الأعمال الاجرامية. البعض يفعل ذلك تزلفا للجماعات الاجرامية التي تقوم بها والبعض الآخر يعتقد انه يساير التيار الشعبي الذي يؤمن بخرافة ان هؤلاء هم المقاومون والمغاوير الذين يدافعون عن الاسلام والمسلمين، ولا نسمع الآن عن سقوط ضحايا من جنود الاحتلال جراء عمليات »المقاومة« هذه. هل عرفتم الآن لماذا أنا غاضب ومستاء ومستجهن ومندهش. هل تشعرون معي بنفس الشعور؟ أرجو اخباري لأنني أشعر أحيانا انه ربما أكون وحدي ضمن قلة ممن ينتابهم ذلك الشعور، ولكن حدسي هو ان الغالبية الساحقة من المسلمين والمسيحيين هم ضد هذه الأعمال البربرية ولكن جزءا كبيرا يفضل الصمت والانزواء. أمين عام الجمعية الافريقية