مع كامل تقديري واحترامي للشعب المصري الذي أفخر بانتمائي إليه.. فأنا مصرية حتي النخاع.. ولكني لا أحب شعبي حبا أعمي يري فقط الصفات العظيمة - وما أكثرها - بل حبا مبصرا بالسلبيات أيضا، نحن نخوض الآن معركة الدستور الذي يكتب في أجواء عاصفة وسط معارضة العديد من القوي السياسية والشخصيات العامة . وما يتسرب لنا من مواد بعضها يبعث علي القلق، ومازالت قضايا المعارضين لتشكيل الجمعية التأسيسية لم يفصل فيها القضاء بعد لكن اللجنة ماضية في عملها وسط ضغوط أغلبية من الأعضاء التي تحاول فرض آرائها علي مواد الدستور ثم نفاجأ بتعديلات لإرضاء بعض الفئات ومحاولات لسلق الدستور خلال أسبوعين ثم طرحه للمناقشة المجتمعية قبل طرحه للاستفتاء العام. وهنا دعونا نتحدث بصراحة عن فكرة الاستفتاء التي استغنت عنها دولة عريقة في الديموقراطية هي فرنسا رغم ارتفاع نسبة التعليم وقدم الممارسة السياسية فيها بينما يصر صانعو الدستور علي طرحه للاستفتاء ببطاقة الرقم القومي في حين أن نصف شعبنا تحت خط الفقر ونسبة الأمية تقترب من40٪ فكيف يمكن لشعب بهذه الصفات أن يحكم علي مواد الدستور مهما جري تبسيطها وشرحها عبر وسائل الإعلام، في الوقت الذي يصعب اتفاق أساتذة القانون الدستوري حوله؟! من خلال تجربتنا منذ قيام الثورة ندرك تماما هدف بعثات طرق الأبواب التي بدأ حزب الحرية والعدالة في تنظيمها لاقناع المواطنين في القري والنجوع بالتصويت (بنعم ) للدستور الذي لم يتم الانتهاء من كتابته بعد هذا إذا لم يكن معدا من قبل ؟ إنها نفس الطريقة التي تم بها حشد الناس للتصويت (بنعم) علي التعديلات الدستورية ليدخلوا الجنة.. نفس الخدعة ولكن هل ستنطلي علي الناس هذه المرة أيضا؟ وكيف نستفتي علي مواد الدستور بالكامل وقد نختلف حول بعض مواده؟ هل نتبع شعارالأجانب: خذ الكل او أترك الكل! رغم بالغ احترامي وتقديري للشعب المصري العظيم لكن اسلوب الاستفتاء العام علي الدستور لا يناسبنا علي الاطلاق فابحثوا عن اسلوب آخر لتمرير هذا الدستور الذي لايرضي عنه إلا صانعوه!