منذ أن قدم شخصية العمدة »سليمان غانم« في حلقات »ليالي الحلمية« وارتبط اسم الفنان الكبير صلاح السعدني بلقب »العمدة« حتي الآن.. ولكن رغم مشواره الفني الطويل ظل يحلم بتقديم رواية »الإخوة الأعداء« إلي أن تحقق حلمه مؤخراً أمام كاميرات التليفزيون.. وفي هذا الحوار يتحدث العمدة عن هذه التجربة الدرامية وعمله القادم.. وأيضاً عن صديقه المخرج الراحل اسماعيل عبدالحافظ.. ومتي تستطيع الدراما أن تعبر عن روح ثورة 52 يناير.. ورأيه في الدراما التركية.. وإلي أين تتجه مصر حالياً؟! لماذا تقديمك لمسلسل الإخوة الأعداء المأخوذ عن الإخوة كرامازوف في هذا التوقيت؟ التوقيت لا يعني شيئاً، فهذه الرواية تغازلني منذ 05 عاماً أي منذ عام 2691 وكنت في ذلك الوقت طالباً في كلية الزراعة وأرادت فرقة الكلية تقديم رواية الإخوة كرامازوف بقيادة المخرج هشام أبو النصر وبحضور عادل إمام، ولأسباب عديدة اعتذرت عن المشاركة فيها، ثم تجددت أمامي في تقديم هذه الرواية العام الماضي عندما هاتفني المنتج محمد السبكي وأخبرني برغبته في تقديم هذه الرواية معي وأخبرني أيضاً أن المؤلف أحمد عبدالله انتهي من كتابة أكثر من 01 حلقات من العمل وتحمست للفكرة ولكن المشروع توقف لأسباب لا أعلمها، إلي أن أخبرني المخرج محمد النقلي برغبته في تقديم العمل بعد 5 أشهر وبالفعل تم الاتفاق علي معظم التفاصيل وتم تقديم العمل ليتحقق حلمي. ولكن في رأيك هل أضافت المعالجة الدرامية للمسلسل أبعاداً جديدة للقصة الأصلية؟ بذل شريف حلمي مجهوداً كبيراً في تحويل هذه الرواية لمسلسل تليفزيوني، فكان لابد له أن يبتعد عن أشياء كثيرة منها »فكرة وجود الله« التي كان يعتقد فيها أحد الأبناء، أيضاً فكرة الاشتراكية وبدأ في تمصير القصة وأضافة الطابع المصري عليها بمناقشة قضايا الفساد في مصر عامي 9002 و0102 ومنها البضائع المستوردة الآتية من الصين، وأستطيع أن أقول بجملة مختصرة: إن شريف حلمي أخذ روح رواية الإخوة كرامازوف وصنع منها مسلسلاً مصرياً. وهل شاركت في اختيار أبطال العمل؟ المخرج محمد النقلي هو المسئول الأول عن الاختيارات، فأنا ممثل وأحترم عملي ولا أستطيع سوي أن أقدم المشورة إذا طلبت مني، ولكني كنت سعيداً بهذه الاختيارات، فأنا كمواطن مصري من عشاق الفنان فتحي عبدالوهاب، أما أحمد رزق فأنا معجب بأدائه، أيضاً ياسر جلال وشريف حلمي قدما أداءً متميزاً وما المحطة القادمة للعمدة؟ أستعد لتقديم عمل جديد مع المؤلف محمد صفاء عامر بعنوان »الميراث الملعون« وهو مسلسل صعيدي رومانسي كتب بمنتهي الإتقان وهو من إنتاج شركة صوت القاهرة. وماذا تقول عن المخرج الراحل اسماعيل عبدالحافظ؟ في البداية أستطيع الجزم بأن اسماعيل عبدالحافظ لم يكن مخرجاً فقط فهو كان تجربة إنسانية كاملة، وفلاحا مصريا حقيقيا احتفظ بكل تراثه حتي الجلباب، ففي أثناء تصوير أحد الأعمال زارنا في موقع التصوير وزير الإعلام الاسبق صفوت الشريف، فقال مداعباً لاسماعيل عبدالحافظ »أحضرت لك أحدث الكاميرات في العالم وأنت مازلت بالجلباب« فرد عبدالحافظ وقال »أنا راجل فلاح وبرتاح في الجلبية«. في رأيك متي تستطيع الدراما تقديم أعمال درامية عن الثورة؟ عندما قامت ثورة 2591 توقف نجيب محفوظ عن الكتابة لمدة 5 أعوام كاملة ظل يترقب فيها ما يستجد من أحداث، ثم بعد ذلك بدأ في كتابة أعماله العبقرية عن الثورة، وأعتقد أن هذا ما سوف يحدث مع ثورة 52 يناير، ولن نستطيع تقديم أعمال تحليلية جادة عن الثورة إلا عندما يبدأ أدب الثورة ويظهر علي السطح. وهل يستطيع الفن تجسيد التحولات التي تحدث الآن في المجتمع المصري؟ الفن ما هو إلا انعكاس للواقع وما يحدث فيه، وهنا لا أقصد أن ننقل الواقع بكل ما فيه من عيوب فهذا سيجعل مجتمعنا مشوهما أمام غيرنا ولكننا يجب أن ننقل الواقع بواقعية لا تخلو من تجميل، والفن دائماً ما كان قادراً علي عكس تحولات المجتمع المصري.