عصام حشىش أنظر حولي في هذه الصفحة التي تضم نخبة من كتاب جريدة »الاخبار« وسوف تجد أكثر من عشر مقالات تتناول السياسة وشئونها وشجونها ثم قل لي بماذا خرجت إلا بوجع القلب والهم علي ما وصلنا إليه من تشرذم وتفكك وصدام. نعم ستجد السلفيون في مواجهة الليبراليين واليساريين ضد الإخوان المسلمين واصبح كل فصيل يرفض الآخر فكراً وسلوكاً والخاسر الوحيد هو الثورة المصرية التي نمضي جميعاً بوعي وبدون وعي لافشالها بخطط خبيثة لا يقدر علي وضعها إلا الشيطان نفسه.. وقد رأيت ان افضل ما افعله ان أعود الي الخلف خطوة لاكتب عن العودة الي الله بما يحب لعله يرضي.. فإذا رضي أصلح لنا ديننا ودنيانا وآخرتنا. فلا صلاح أو اصلاح إلا بمشيئته. فكل القلوب بيد الرحمن يقلبها كيف يشاء وإذا اصلحنا أولا ما بيننا وبينه أصلح هو لنا حياتنا ودفع السلام والوئام بيننا لنخرج من هذه الازمات التي ما أن تنتهي واحدة حتي تجد أخري أكبر فتنة منها مكانها.. وقد علمنا جميعاً أن هناك أعمالاً تطفيء غضب الرب ومنها الصدقة فلماذا لا ننشغل جميعاً بإخراج الصدقات بنية ارضاء الله وفك كرب الأمة.. نعم أعمال صغيرة تبدو في أعيننا بسيطة ولكنها عند الله كبيرة جداً.. حتي ان النبي صلي الله عليه وسلم يقول »اتقوا النار ولو بشق تمرة«.. وأرجوك لا تظن أنما أقوله لك وعظاً وارشاداً بل هو علاج لك ولي وللبلد وللأمة كلها فلو انشغلنا بربنا بصدق رفع عن بلدنا الكروب والازمات. وفي كل الظروف كما يقول الحبيب صلي الله عليه وسلم فإن ما تنفقه سيعود إليك في الدنيا بالبدل وفي الآخرة بالثواب والجزاء. والله يعدك بذلك »وما انفقتكم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين« (سبأ 93). وفي الحديث القدسي يقول الله تعالي » انفق.. انفق عليك« ثم انك تتصدق لنفسك لتكون من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله. إذن إنفق عن سعة وأنت مطمئن بأن ما تعطيه للفقراء والمساكين والمحتاجين والسائلين انت في الحقيقة تضعه في »حصالة« أو صندوق إدخار.. سوف يستثمره الله لك ويربيه لتجده بعد ذلك وأنت في أحلك اللحظات عند الموت أو عند الحساب فتستفيد منه وينظر الله اليك وهو ضاحك لك راضيا عنك.. ورغم أن المال مال الله الا أنه يطلب منك قرضا »من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له«.. وعليك الآن أن تقول: أنا يارب اقرضك في صورة هذا الفقير أو هذه المحتاجة وبنية إصلاح حالي وحال بلدي وأهلي.. فكم من حسنة بسيطة منعت كوارث.. وكم من نية صادقة ينقذ الله بها أمة كاملة! فأخلص النية.. وتصدق من اجل صلاح مصر.