تعقيبا علي مقال سابق عن الانفلات الأمني في الشارع .. تلقيت رسالة هامة من أحد ضباط الشرطة.. يقول فيها : أنا ضابط شرطة سابق طلبت إنهاء خدمتي قبل الثورة بعام وخرجت قبل الثورة بأربعة شهور وكان ذلك بناء علي أمور عديدة منها أنني كنت اعلم أن من سيحركون الشارع ضد النظام الفاسد سيضربون جهاز الشرطة ضربة تجعله ينهار وربما إلي غير رجعة والحقيقة أن الأمن هو مربط الفرس في اي وجه من أوجه الحياة.... والمشكلة التي أناشدك ان تحلها هي مشكلة العوار القانوني الذي يحكم قانون الإجراءات والعقوبات فيما يخص الشرطة فالشرطة مشكلتها التي لا يريد اي وزير ان يقترب منها حتي لا يتهم بمحاباة وزارته لا تكمن في نوعية الدراسة بكليات ومعاهد الشرطة ولا في التأهيل النفسي ولا التسليح ولا الإمكانيات إنما المشكلة في القانون العجيب الذي لا مثيل له في العالم لان القانون المصري من دون قوانين الكرة الأرضية جعل حق الشرطة المصرية في إطلاق النار هو حد الدفاع الشرعي بشرطي التلازم والتجانس وهذا يعني ببساطة ان لا تطلق الشرطة النار علي من يبرز سلاحا ناريا الا لو أطلق البلطجي النار أولا علي الشرطة ولا يحق للشرطة إطلاق النار ضد من يحمل أو يستعمل السلاح الأبيض مع أن الشرطة في انجلترا أم الحريات أو أمريكا حيث كان يعيش الرئيس مرسي تطلق النار علي كل من يبرز سلاحا مهما كان ومن تستوقفه الشرطة يضع يديه علي مقود السيارة ولو نزل لابد أن يكون ذلك بأمر الشرطي ويكون عليه وضع يديه علي رأسه ومن يحاول النزول من الباب العكسي يضرب بالنار فورا أما في مصر فحدث ولا حرج فمن حق كل بلطجي اقتحام القسم وحرقه ولا ننسي ان مأمور قسم الساحل اتصل بوكيل النيابة وابلغه أنهم يقتحمون القسم وانه يريد تفعيل كلام رئيس الوزراء السابق عصام شرف وسيطلق عليهم النار الا ان وكيل النيابة منعه وطلب رشهم بالماء واقتحموا القسم وأصابوا النقيب محمد عماد أثناء فراره منهم واللواء طه عبد المعبود ضرب بالرشاش من سيارة في طريق السويس واستشهد لأنه كان ينتظر أن يطلق النار عليه أولا ثم يرد وهل تذكر واقعة اغتيال المصرية مروة الشربيني في المانيا لقد انصب دفاع المحامي المصري علي ان الشرطي الالماني تجاوز الدفاع الشرعي واطلق النار علي زوج مروة ومن يتشاجر معه وطلب التحقيق معه والتحفظ علي سلاحه واندهش المحقق الالماني لان الشرطي طبق القانون وبالطبع القاضي لا يعلم شيئا عن القانون المصري (......) . ان الشرطة أمام ذلك القانون العجيب تفعل أمرا من اثنين الأول هو الهروب والتقاعس حتي لا يتم قتلهم أو حبسهم لو استخدموا السلاح ولك ان تتخيل إننا كنا أول درس نتعلمه هو ان لا تلمس سلاحك مهما رأيت لان النيابة حاتحبسك!! والأمر الآخر غير الهروب هو شغل الشمال وهو مصطلح شرطي سييء يعني أن نفبرك واقعة إطلاق نار ولا أجد الا أن أقول ألا هل بلغت اللهم فاشهد.