د الشوادفى منصور شرىف كنت وزملائي المجندون من المعيدين بالجامعات المصرية ووكلاء النائب العام بالجيش المصري بقيادة احدي فرق الدفاع الجوي المصرية علي جبهة القتال ؛ التي تحمي سماء مصر قبل واثناء حرب اكتوبر المجيدة 1973 ... مغرمين بمشاكسة أحد القادة العسكريين بقيادة الفرقة... هو قائد المدفعية والصواريخ والمسئول عن حماية نصف سماء مصر. والذي لقبناه في ذاك الوقت بقائد مدفعية رمضان... فقد كان يوزع الجزاءات والغاء الاجازات والحبس بسهولة علينا بدون سابق انذار ثم يعود ويلغيها حينما نلتقيه بمسجد الفرقة.... بعد اداء الصلاة جماعة بعد تقديم واجب الاعتذار ورقيق الحديث والمجاملة لسيادته... وكان يروي لنا بطولاته في حرب الاستنزاف العظيمة في المسجد من أن لآخر.... ثم يختلي بالزميل إمام وخطيب المسجد ومصدر ثقته وكان معيدا بالجامعة الازهرية بأسيوط.... ليروي له كيف لاتمر ليلة إلا و يري في المنام سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام. في الحقيقة .... كنا لانصدق معظم رواياته فليس من المعقول ان يري الحبيب كل يوم.... لهذا اطلقنا عليه قائد مدفعية رمضان بالقلعة... في المقابل كان قائد مخابرات الفرقة.... شخصية متدينة ومحترمة ومتزنة ولم يصدر عنه يوما جزاء تأديبي لاحد منا؛ يجلنا كثيرا كمعيدين بالجامعة ولادائنا المتميز بالموقع ؛ ولايترك صلاة بالمسجد علي الاطلاق؛ وكان يشكو مر الشكوي لزميلنا امام المسجد انه لايترك وسيلة من وسائل التواصل مع الله إلا ويفعلها ابتغاء مرضاة الله ورؤية الرسول الحبيب (صلي الله عليه وسلم) دون جدوي.... كانت الطامة الكبري والكدر العظيم يحل علي الرجل حينما يخبر قائد المدفعية والصواريخ الشيخ/ جابر الإمام انه رأي الحبيب بالأمس.... كان ذلك في ربيع 1973 اي قبل حرب اكتوبر بعدة شهور... وكنا نقول فيما بيننا اذا ماقامت الحرب مع اسرائيل كيف لهذا الرجل غير المنظم قائد مدفعية رمضان.... ان يدير المعركة... حقيقة.... ثقتنا فيه كانت شبه مفقودة. ومضت الايام ودقت طبول حرب أكتوبر -رمضان وعبرت القوات المصرية قناة السويس في إعجاز تاريخي شهد به الاعداء قبل الاصدقاء... واعتبارا من صباح يوم 7 اكتوبر بدأت اسرائيل تستخدم يدها الطولي في حروبها السابقة من قواتها الجوية التي لاتقهر بشن اضخم غارات جوية بطائراتها من القاذفات المقاتلة الثقيلة الحديثة الفانتوم 16 والميراج 4و5 والسكاي هوك وبكثافة لم تحدث في تاريخ الحروب العالمية السابقة؛ بطول وعمق الجبهة المصرية من الشمال والجنوب والشرق والغرب لصد هجوم المصريين الكاسح وتدمير المطارات المصرية لتحييد سلاح الجو المصري الذي ضرب ضربته الأولي في اليوم الأول للمعركة وافقد العدو توازنه فكان فاتحة النصر المبين. وهنا ظهرت عبقرية العميد /علي سلامة والملقب بقائد مدفعية رمضان... في ادارة المعركة ومفاجأته المذهلة للعدو باسقاط اكثر من 24 طائرة في اليوم الاول للهجوم المضاد دون خسارة لجندي واحد او تدمير لأي دشمة بمطاراتنا علي الجبهة، ولم يبخل الرجل بالقيام بجولات مكوكية لزيارة جنوده في المواقع المتقدمة بالجبهة؛ للاطمئنان علي جنوده والعودة لمقر القيادة، والاستعداد للجولات القادمة والتي لم تتوقف يوما واحدا حتي انتهاء الحرب فكان نموذجا فريدا للتضحية والقيادة الواعية الشجاعة والمؤمنة بالله.. وهنا تيقنت وزملائي ان الرسول الحبيب (صلي الله عليه وسلم) لم يخذل احبابه امثال العميد/ علي سلامة في جيش مصر وكانوا كثيرين... ولعل رؤاه للرسول عليه الصلاة والسلام المتعددة حقيقة مؤكدة... وكانت لبث الطمأنينة في قلوب من احب من عباده... وتأكيدا ان النصر ليس ببعيد.. ولعل الزيارة التي قام بها فضيلة الإمام الأكبر الشيخ /عبد الحليم محمود شيخ الأزهر آنذاك للرئيس السادات قبل الحرب بعدة ايام وابلاغه برؤيته العطرة للرسول الحبيب يعبر قناة السويس مع جنود مصر لأبلغ دليل ان الله كان معنا وان نصر اكتوبر رمضان العظيم كان معززا ومدعما من الله ورسوله. فتأكد للسادات ان نصر الله قريب فاطمأن قلبه فنام هادئا مطمئنا وباعثا للثقة في رجاله فكان العبور العظيم0 تحية خالصة لابطال اكتوبر العظام من الاحياء والراحلين والشهداء وتحية خاصة لقائد مدفعية رمضان... فان كان حيا فسلام كريم.... وصحة وسعادة وان كان ممن رحل عن دنيانا فجزاه الله عن مصر كل الخير وجنة الخلد بإذن الله...