هل استطيع أن أدلي بصوتي في استفتاء 9 يناير المقبل؟ هل من حقي ان اقول لا للانفصال؟ هل لي أن أرفض ان يصبح السودان اثنين؟ أولاد عم وخالة.. إخوة وجيران قدامي.. زملاء مدرسة وجامعة.. ربما أزواج.. سيتم بينهم الانفصال. كيف سأنظر إلي خريطة قارة أفريقيا أو خريطة الدول العربية فأري الأرض أصبحت اثنين، وانشقت دوله نصفين؟ تري بماذا يشعر السودانيون الآن في الشمال أو في الجنوب.. كيف ستنقسم الضحكة إلي اثنين؟ كيف تجري الدموع علي خدين؟ المشهد أمامي مفزع.. مشهد رجل طويل القامة.. أسمر بلون الأرض التي احرقتها الشمس المشرقة طوال العام.. مازالت قدمه اليمني في الشمال، والأخري في الجنوب.. أمسك كل حاكم قدما، وبكل قوته شد الرجل إليه.. انقسم الرجل نصفين.. سالت دماؤه ودموعه ايضا.. اقسم كل حاكم أنه يستطيع ان يداري جراح وآلام الانفصال.. بعد أن مزقوه وشقوه اثنين كيف يستطيع السوداني العيش نصفين؟ نصف قلب.. نصف عقل.. نصف إنسان.. نصف جهد.. نصف ثروة.. نصف اقتصاد.. نصف أرض وزرع.. نصف انتماء.. نصف حب، وماذا سيصنع الحاكم بنصف شعب. نعلم جميعا من يغذي الفكرة، والتنفيذ.. من يدعم شق الأرض والإنسان نصفين.. نعرفهم جيدا، منذ زمن وهم يحاولون التفريق بين الكل حتي نصبح انصافا. وأخيرا.. السودان حبيبتي.. شقيقتي.. الشعب السوداني صاحب القلب الأبيض، الضارب في أعماق التاريخ.. فقط كل ما اتمناه أن تأتي نتيجة الاستفتاء مخيبة لآمال من يريدون الانفصال ويسعون إليه.. مرضية لكل سوداني وعربي، والمصري أولهم.. جميعنا نريدكم شعبا واحدا وقلبا واحدا.. لا نصفين.