في اعتقادي ان إحدي المناظرتين القادمتين بين الرئيس الديمقراطي الحالي للولايات المتحدة باراك اوباما ومنافسه المرشح الجمهوري رومني في سباق الرئاسة الامريكية التي ستجري بعد ساعات وسوف تكون حول السياسة الخارجية. ويري بعض المراقبين ان التفوق في هذه المناظرة سوف يكون لصالح اوباما. يقودنا ذلك الي ما عرف عن تورط حكم الحزب الجمهوري في العديد من المغامرات العسكرية التي انهكت الاقتصاد الامريكي رغما عما حققته من مكاسب للوبي صناعة السلاح. شملت هذه المغامرات العراق وافغانستان التي ينظر الامريكيون اليها باعتبارها »وحلا« اصاب الغطرسة العسكرية الامريكية. وفيما يتعلق بالعراق فقد نجحت واشنطن في تحقيق الهدف بتدمير الدولة العراقية وهو امر يحقق بشكل مباشر صالح حليفتها اسرائيل ومن ورائها الصهيونية العالمية . ولا يخفي من بين النتائج السلبية لهذه الحرب اعطاء الفرصة لايران للسيطرة علي الاوضاع السياسية العراقية وبالتالي القضاء علي غريمها في منطقة الخليج لسنوات طويلة. يضاف الي ذلك توفير الامكانات للمضي قدما في برنامجها النووي ليس لتهديد اسرائيل فحسب وانما لفرض السيطرة والهيمنة علي كل منطقة الخليج التي تعد منطقة في غاية الحساسية اقتصاديا لكل دول الغرب. قد يكون هذا المخطط الايراني سببا في هرولة دول الخليج العربي الي شراء السلاح من الغرب وزيادة الارتماء في احضانه. وهو امر ممكن ان يكون مقبولا في ظل ظروفها وامكانتها الدفاعية. وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية فربما يكون الامل اكثر توافرا بشأن قضية.. الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية واتخاذ بعض الخطوات الي الامام استنادا إلي أن الولاية الثانية لاوباما ربما تسمح له بحرية التحرك بعكس رومني الذي عليه ان يعمل حساب انتخابه لولاية ثانية اذا ما فاز في الانتخابات الحالية. هذا الامل سوف يدفعه الي زيادة جرعة النفاق والرياء والمساندة لإسرائيل. العقلانية التي لا تعرفها الانتخابات الأمريكية جنوحا إلي العدالة لانهاء صداع مشاكل الشرق الأوسط. وهو امر ربما يكون عاملا لصالح أوباما خاصة اذا ما تكتل الأمريكيون من أصل عربي وإسلامي لإعطاء اصواتهم له في الانتخابات. من ناحية أخري قد تكون العلاقات القوية التي اقامها أوباما مع الإخوان نقطة لصالحه من ناحية تأمين السلام مع إسرائيل وفي نفس الوقت ضده علي ضوء نجاح رومني في استغلالها لجذب اصوات الذين تسيطر عليهم فوبيا معاداة المسلمين والعرب. وللحديث بقية من نيويورك