م. عدلى القزاز فى حواره مع الأخبار تطوير التعليم اساس بناء جيل جديد ينهض بمصر، ومشكلات التعليم لن تحل بين يوم وليلة من تطوير مناهج ولرفع مستوي المعلمين وبناء مدارس وغيرها من المشكلات. لهذا حاورت »الأخبار« المهندس عدلي القزاز المستشار الجديد لوزير التربية والتعليم الذي أكد أنه لم يهبط علي الوزارة »بالبراشوت« لانه يعمل بمجال التعليم منذ الثمانينات، ولنتعرف علي ارائه في هذا الحوار: قبل ان يكون المهندس عدلي القزاز مستشارا لوزير التعليم لتطوير التعليم فهو رجل اعمال صاحب مدارس دولية ليس في مصر فقط بل وفي دولة الامارات العربية فبعد تخرجه في كلية الهندسة جامعة القاهرة سافر الي الامارات وأنشأ بها أول مدرسة مصرية هناك ولما عاد الي مصر أنشأ مدارسه الدولية الخاصة.. ولان التعليم في مصر كان همه الاكبر لما وصل إليه من سوء وضعف لدرجة أنه إعتبره (نكبة مصر الكبري).. لهذا قام بتكوين تحالف من أصحاب المدارس الخاصة هدفه تطوير المنظومة التعليمية في مصر. هل تغلبت مهنة التعليم علي إهتماماتك لدرجة أنك تركت الهندسة التي تعلمت وتخرجت فيها؟ رغم أنني مهندس لكي أعمل في مجال التعليم منذ عام 1980 فأنشأت أنواعا من المدارس الخاصة منهم أول مدرسة مصرية تم إنشاؤها خارج مصر وهي المدرسة التي أنشأناها بدولة الامارات العربية المتحدة عام 1986 وكنا نتعامل فيها مع كل من المنهج المصري والاماراتي والانجليزي والامريكي والكندي فاهتمامي بالتعليم ليس جديدا كما يقولون الي جانب انني حصلت علي دراسات في التدريب من جامعة كامبردج والاهم من ذلك ان لدينا رؤية لتطوير التعليم ولدي المقومات لتطبيقها لان مصر لن تنهض إلا بأبنائها ونهضة أبنائها مرتبطة بمهنة التعليم الذي أري أنه (النكبة الكبري) والهم الاكبر لان مستوي التعليم في مصر متخلف جدا ويحتاج الي إصلاح ولذلك أنشأنا تحالفا مكونا من المهتمين بالعملية التعليمية لنا رؤيتنا في (من أين نبدأ.. وكيف). أخونة التعليم!! هل رؤيتك لتطويرالتعليم هي نفس رؤية الاخوان المسلمين في مشروع النهضه؟ انا نشرت رؤيتي عن التعليم وضرورة إصلاحه وتطويره من خلال مقالات منشورة بالصحف المصرية منذ عام 2000 وعلي مدي العشر سنوات الماضية ومع ذلك فأنا يشرفني أن انتمي لهذا التوجه الاسلامي فنحن نتعامل فيما ينفع الناس والتحالف الذي أنشأناه بعد ثورة 25 يناير 2011 ليس تحالفا فنيا بمعني اننا لا علاقة لنا بالمناهج والكتب التعليمية أو الوسائل والاليات إنما نحن بمثابة (لوبي) سياسي أو جماعة ضغط ومهمتنا الاساسية في التحالف المصري لتطوير التعليم التوجه الي رؤساء الاحزاب وللمتقدمين للترشح للرئاسة الذين لديهم بالطبع برنامجهم فيما يتعلق بالعملية التعليمية ثم نقوم بالضغط لتنفيذ الخطط التي وعدوا بتنفيذها في برامجهم حتي لايكون أبناؤنا حقل تجارب لكل وزير تعليم يتولي المسئولية حتي لايتكرر إلغاء سنة تعليمية ثم إعادتها كما حدث في السنة السادسة الابتدائية وما حدث بالثانوية العامة.. ولذلك نحن نريد مجلسا قوميا للتعليم بالدستور الجديد ونسعي الي ذلك. البعض يري بعد تعينك مستشار أن هناك محاولة لاخونة الوزارة ما رأيك؟ ديوان وزارة التربية والتعليم به أكثر من 8000 موظف ونحن إثنين فقط فكلمة أخونة الدولة للاسف الشديد انتشرت وترددها أجهزة الاعلام. يري البعض أن الاخونة أمر منطقي لكي يستطيعوا أن يطبقوا مشروعهم للنهضة؟ وهذا هو ما يسري في العالم الديموقراطي كله أن تتحمل الاغلبية المسئولية وتمكن من أداء مهمتها بأن تكون لها الصلاحية.. فمجلس الوزاراءالمصري به 4 فقط من الاخوان المسلمين ليتحمل المسئولية فلا يجب أن نسميها تكويش أو هيمنة لان الشعب هو صاحب السلطة في الانظمة الديمقراطية وهو الذي إختار فصيلا معينا لكي يتولي المسئولية فيجب أن يأخذ فرصته كاملة وغير منقوصة. انت كنت تدير مدارس دولية ذات إمكانيات كبيرة لا يتحملها إلا الاثرياء من القوم فكيف سوف تتعامل مع مدارسنا الحكومية رقيقة الحال وفقيرة الامكانيات؟ حتي نكون واقعيين لابد ان نعترف بأن الدولة تتعافي وميزانيتها مثقلة بالاعباء ولدينا ديونا وعجزا كبيرا في الموازنة العامة للدولة ولان فأنا أري ان لدينا إمكانيات متاحة كبيرة يمكن أن أحسن توظيفها. ثانيا يمكن عن طريق ترشيد الانفاق ومحاربة الفساد والاهدار للمال العام ففي أقل من شهر قمنا بتوفير مئات الملايين التي كان يتقاضاها المستشارين والتي ساهمت في حل قضية كادر المعلم ثالثا إشراك المجتمع المدني بشقية سواء الجانب الاستثماري أو من خلال التبرعات.. وهناك إستجابة عالية منهم ورغبة في بناء مدارس وصيانة مئات المدارس علي مستوي الجمهورية وللعلم هناك كثير من رجال الاعمال أتوا إلينا »دون دعوة« من تلقاء أنفسهم ليعرضوا علينا خدماتهم ورغبتهم في المشاركة اصحاب مؤسستين كبيرتين من مؤسسات القطاع الخاص جاءوا متطوعين وراغبين في المشاركة لتحسين الخدمات التعليمية ولكي نعرفهم المناطق التي تحتاج الي دعم او إصلاح أعددنا بالوزارة قاعدة بيانات بكل المدارس بالمحافظات المختلفة ووضعنا خرائط باماكن المدارس التي تحتاج الي خدمات تعليمية او تحتاج لمساندة ودعم ونحن بدورنا نقوم بتوجيههم الي تلك الاماكن لدينا 2300مكان لا يوجد به خدمة تعليمية ومدارس فقيرة جدا ولدينا 240 تلميذا لايوجد لهم أماكن ويضطرون الي السير 5كيلو مترات لكي يذهبوا الي مدارس اخري. ماهو تفسيرك لهذا الاقبال الهائل للتطوع من قبل رجال الاعمال؟ بعد ثورة 25 يناير زاد إنتماء المصري لبلده حتي من الذين يعيشون خارج الوطن وأصبح لديهم شعورا بأن تبرعاتهم سوف توضع في مكانها الصحيح والمفيد لقد سألت رئيس هيئة الأبنية التعليمية عن حجم التبرعات ومقارنتها بالعام الماضي فأكد لي أن الفرق كبير جدا. تطوير المناهج كنت تتعامل مع مناهج عالية المستوي بمدارسك الدولية وكيف تري التطوير في مناهجنا المصرية وهل الحذف والاضافة من المناهج يدخل ضمن هذا التطوير؟ برنامجنا لتطوير التعليم هو (ثورة التعليم) لان إصلاح الموجود أمر عسير جدا والواقع الذي كان موجودا هو واقع أليم بالفعل يحتاج لثورة فالاصلاح قد يجعله أقل ألما أو اقل سوءا وهذا ما لا نريده نحن نريد واقعا جديدا بفكر جديد والتطوير ليس معناه تناول المناهج التعليمية فقط ولكن يتناول منظومة التعليم بأكملها وأولها المعلم (محور العملية التعليمية) بتأهيله.. وتدريبه.. ومتابعته.. وتقويمه لان ذلك هو المدخل الحقيقي لإصلاح التعليم في مصر. معني ذلك ان لديك معايير للجودة يتم علي اساسها المتابعة والتقييم تختلف عن معايير الجودة السابقة فماذا تري؟ لا طبعا فأنا أؤكد لك أن معايير الجودة الموجودة عندنا بمصر تفوق معايير الجودة بالمدارس الاجنبية المتطورة والموجودة باوروبا وامريكا!! ولكن الفرق الوحيد هو في التطبيق لانها للاسف تم استيفاؤها ورقيا فقط وليست عمليا لكن لدينا من الدراسات والابحاث وطرق التدريس والتقويم ما هو كاف جدا. ولكن يحتاج الي الارادة السياسية للتنفيذ وأرادة حقيقية للتغيير والدافعيه للقائمين علي العملية التعليمية والذين يعرفون جيدا أين تكمن العلة. هل دليلك في تطوير العملية التعليمية سوف يقتصر علي تطبيق برنامج حزب الحرية والعدالة؟ وماذا تري في مجانية التعليم ؟ لا بالطبع نحن كلنا أذان صاغية لاي فكر جديد أو رأي نافع يساهم في تطوير التعليم في مصر لانه قضية أمن قومي فعلا لا قولا فقط أما عن مجانية التعليم فهي حق للمواطن لكن مشاركة المجتمع المدني في التعليم مشاركة حقيقية أمر واجب وضروري والتعليم في العالم كله يتم بتمويل المجتمع المدني ولا ننسي أن جامعة القاهرة تم انشاؤها بوقف أهلي.