رفعت رشاد لم يجمع الشعب المصري علي حب أحد الأيام في التاريخ قدر حبه ليوم السادس من أكتوبر 1973. جاء هذا اليوم ليعيد للإنسان المصري روحه، ليبعث فيه الحياة من جديد. النصر الذي تم في أكتوبر لم يكن نصرا عسكريا فحسب، لكنه كان نصرا للإرادة ، تعويضا لما حدث في 1967. المواطن المصري وقتها كان يعيش التحدي في مواجهة الاستعمار والاحتلال. كان يحيا في ظل أزمات اقتصادية تطحن روحه. مشاكل في السكن، في المرور، في المواصلات، في لقمة العيش ، في العمل، وفي الروح المعنوية. لم يكن نصر أكتوبر مجرد معركة حدود في حرب مستمرة بين عدو موجود في واقع الجغرافيا، إنما هي معركة وجود بين ما من ومستقبل أمة بحجم الأمة العربية وبين كيان غريب زرعه الاستعمار في الجسد العربي فكان لابد من لفظه. وعندما قال جمال عبد الناصر مقولته الشهيرة " ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة " كان يعرف معني وحقيقة ما يقول، وهاهو الواقع يثبت أن ما قاله الزعيم منذ أكثر من 40 عاما، تثبت صحته يوما بعد يوم ، فهاهي إسرائيل تعيش وترتع بيننا لأنه لم توجد القوة التي يمكنها دحرها نهائيا. جاءت حرب أكتوبر لتنزع عن الإنسان المصري النظرة السوداوية التي عاشها علي مدي سنوات الهزيمة، أيقظت الحرب في داخل المواطن روح النصر ونبذ الاستسلام والعودة إلي رفع الرأس واستدعاء تاريخ طويل من الأمجاد علي مدي الدهر. لقد أحيا نصر أكتوبر الروح الوثابة لدي الشعب المصري وأشقائه العرب، فشعروا بأنهم قادرون علي تحقيق الانتصارات. لقد لعب السادات دور حياته في خداع العدو وتنظيم القوات المسلحة وقاد الجيش والشعب لتحقيق النصر بأقل الإمكانيات، لهذا كان النصر عملا معجزا، لم ينتصر فيه الجيش فحسب، بل نهض به الشعب وخرج من هوة سحيقة كادت تجعل حياته كلها ظلاما. تحية تقدير وتعظيم سلام لكل من صنع النصر.