جمعتني جلسة مطولة مع شقيق سوداني علي مائدة المهندس محمد السمان وكيل أول وزارة البيئة السابق.. دار الحوار حول التكامل مع السودان وتصريح رئيس الوزراء د. هشام قنديل بأن التكامل الاقتصادي مع السودان سيتم في غضون ثلاثة أعوام. قال لي الأخ السوداني: تري هل تفلح حكومتا مصر والسودان في تحقيق هذا الأمل الذي يراود الشعبين منذ عقود طويلة؟! قلت: اعتقد ان التحديات التي تواجه الشعبين ستسرع بتنفيذ هذا الملف. قال لي: يا أخي لقد تم إنشاء وزارة التكامل مع السودان في سبعينيات القرن الماضي.. ووضعت الخطط والبرامج لتحويل منطقة شمال السودان وجنوب مصر منطقة تكامل واطلق عليها محافظة التكامل.. وظلت الاجتماعات تعقد والوفود تتزاور بين القاهرة والخرطوم.. ولم يتم تنفيذ شئ علي أرض الواقع.. ومات مشروع التكامل.. وفي كل فترة ومع كل رئيس جديد يعود الكلام عن التكامل المصري السوداني.. وزراعة ملايين الأفدنة في السودان بسواعد الفلاحين المصريين.. وانشاء مصانع للسكر والزيوت والجلود وغيرها من الصناعات القائمة علي المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية لتحقيق الأمن الغذائي للشعبين وينتهي الأمر إلي لا شئ. وتدخل المهندس محمد السمان الذي كان يعمل في وزارة التكامل قبل إنشاء جهاز شئون البيئة ليقول لي: ان الأمل معقود بشدة علي هذه الحكومة بعد استفحال الأزمة الغذائية في البلدين الشقيقين رغم وجود الموارد الطبيعية.. والسواعد والعقول التي تنفذ المشروعات.. وكان المعوق الأكبر لتنفيذ التكامل في الفترات الماضية هو غياب الإرادة السياسية فإذا توافرت هذه الإرادة واظنها ستتوافر.. خاصة في ظل حكومة يرأسها الدكتور هشام قنديل وزير الموارد المائية والري السابق الذي يعلم تمام العلم مدي توافر الأراضي الخصبة في السودان .. ولهذا فإنني متفائل بأن مشروع التكامل سيتحقق. قلت للشقيق السوداني: نعرف جميعا ان السودان هو سلة غذاء العالم - هكذا أعلن الخبراء الدوليون - وأن المصري هو أول من شق بطن الأرض وزرع المحاصيل ونظم الري.. وكان المورد الأول للقمح للامبراطورية الرومانية.. ولكن الوضع الحالي في مصر لا يسر عدوا ولا حبيبا بعد ان اصبحت من أكبر مستوردي القمح في العالم.. فهل تتكاتف الإرادة السياسية والشعبية في الدولتين لتوفير رغيف الخبز وقطعة اللحم وزجاجة الزيت وقطعة السكر وكوب الشاي .. اعتقد أن الشعب المصري والأخوة في السودان لا يتمنون أكثر من ذلك.. وانا لمنتظرون. كلمات حرة مباشرة: يارب امنحني القوة ان أقول في وجه الأقوياء، وألا أقول الباطل لأحظي بتصفيق الضعفاء. طاغور