محمد الهوارى القطن.. الذهب الأبيض.. عيد الفلاح المصري.. فقد بريقه واصبح عالة علي الفلاح بسبب تكاليف زراعته وعدم تطبيق الدورة الزراعية مما يتسبب في اجهاد الأرض وانخفاض الانتاجية وفي نفس الوقت الذي يعد فيه الفلاح المصري خبيرا في زراعة القطن التي تحتاج إلي رعاية مختلفة عن جميع المحاصيل الأخري. والقطن ليس محصولا تاريخيا فقط دخل مصر من أيام محمد علي ولكن أهميته تكمن في انه المادة الخام لاكبر صناعة في مصر هي الغزل والنسيج التي يعمل فيها عشرات الآلاف من العمال المصريين والتي عانت هي الأخري من الاهمال الشديد وعدم احلال وتجديد الآلات وبيع بعض المصانع باثمان زهيدة. ليس هذا فقط بل أيضا هناك صناعات الزيت علي بذرة القطن والعلف والمنظفات واستخدام حطب القطن في صناعات عديدة. لقد كان القطن المصري ومازال ملك الأقطان في العالم وعند زيارتنا لمناطق زراعة القطن البيما الأمريكي في الولاياتالمتحدة قال لنا خبراء القطن الأمريكان انهم يحددون اسعار بيع القطن الأمريكي علي ضوء اعلان اسعار القطن المصري.. ونحن ننتج القطن طويل التيلة الذي يستخدم في صناعة المنسوجات الحريرية وخيوط العمليات الجراحية وهو علامة مسجلة عالميا تتيح لمنتجاته الانتشار في المنتجات فائقة الجودة وقد تدهور القطن المصري بشكل خاص والعالمي بشكل عام في السنوات العشرين الماضية بسبب المنافسة مع خيوط البوليستر وعندما أكد العلماء ان الملابس المنتجة منها غير صحية عاد القطن ليكون الخامة الأولي في الصناعات النسيجية والاغلي سعرا ولكننا للاسف لا نستفيد منه في التسويق الخارجي سواء في تصديره خام أو في الصناعة بسبب تخلف صناعات الغزل والنسيج المصرية. ان الحكومة مطالبة بالتدخل وانشاء منظومة للقطن تضمن للفلاح سعر عادلا وصناعة متقدمة حتي يستعيد الذهب الأبيض بريقة مرة أخري اضافة إلي خفض اسعار مستلزمات الانتاج من بذور واسمدة ومبيدات وان نستفيد من الميزة النسبية للقطن المصري من خلال وضع نظام للتسويق يحقق استقرار سوق القطن زراعة وانتاجا وصناعة بعيدا عن المسكنات ودعم الحكومة للانتاج الحالي ولابد من عودة صندوق موازنة اسعار القطن في اطار المنظومة الجديدة.