اتجهت أنظار العالم والدول المحبة للسلام والشعوب التي تتطلع إلي تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط إلي متابعة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، يحدوها الأمل في ايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.. يعترف بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية. وبدأت المفاوضات بين الجانبين برعاية الرئيس الأمريكي أوباما وحضور الرئيس مبارك والملك عبدالله ملك الأردن، وتعلقت الآمال بأن يثبت الاسرائيليون جديتهم في المفاوضات وذلك بحظر النشاط الاستيطاني في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية، علما بأن حظر النشاط الاستيطاني ليس هدفا في حد ذاته، كما انه ليس مجرد وقف للبناء في الأراضي المحتلة، ولكنه دليل علي رغبة جادة لتحقيق السلام العادل. انه من غير المعقول أن يكون هناك تفاوض للتوصل إلي سلام، وتقوم اسرائيل في نفس الوقت بالتوسع الاستيطاني علي حساب الشعب الفلسطيني والاعتداء علي ممتلكاته وهدم البيوت، ووضع العالم كله أمام الأمر الواقع، وإضاعة الوقت في أمور شكلية احترفها المفاوضون الاسرائيليون. وحانت ساعة الجد، ولم تتخذ الحكومة الاسرائيلية أية إجراءات أو قرارات لوقف النشاط الاستيطاني، وأعلن رئيسها أن حكومته لن توافق علي مدي الأجل بالنسبة لوقف النشاط الاستيطاني وبهذا أظهرت إسرائيل مرة أخري نواياها في التحدي السافر لكل الجهود الدولية الرامية إلي ايجاد حل عادل وسلام دائم في هذه المنطقة المؤثرة في العالم وأمنه واستقراره. وتوالت جهود أمريكا وفرنسا واسبانيا وبقية الدول الداعية لقضية السلام لاثناء إسرائيل عن هدم مفاوضات السلام وظلت اسرائيل حتي اليوم سادرة في غيها وعدوانها بتحديها العالم كله، ولكل قواعد الشرعية الدولية. والسؤال الذي نسأله ويسأله كل منصف في هذا العالم الردئ ما هو الرد الذي سيواجه به العالم هذه الحكومة المارقة التي تحدت العالم كله ما الذي سيفعله الرئيس أوباما. والسؤال الملح الذي يوجد علي كل لسان وهل سيخضع للابتزاز الاسرائيلي، أو للضغوط التي يمكن ان يمارسها اللوبي الصهيوني في أمريكا؟! لقد أعلن الرئيس أوباما سياسته بوضوح بالنسبة للقضية الفلسطينية القائمة علي اساس وجود دولتين وضمان حق الشعب الفلسطيني في إقامة الدولة الفلسطينية. علي الرئيس أوباما ان يعرف وان يدرك ان الشعوب لا تحترم إلا الحكام الأقوياء، وإذا كان يريد أن يكسب حرية الانتخابات النصفية المقبلة فيجب ان يكون قويا وواضحا وصريحا في مجابهة المشكلات التي يصادفها سواء في السياسة الخارجية أو في سياساته الداخلية. إن في المجتمع الأمريكي كتابا ومفكرون وهيئات يرفضون سياسة التوسع الاسرائيلي والتي تمارسها حكومة نتنياهو بمنتهي التبجح والغرور واللامبالاة. وبدلا من أن تستجيب الحكومة الاسرائيلية لنداء السلام، تخرج علي العالم بقرارها الخاص بقسم الولاء للدولة اليهودية العنصرية، وتشترط علي الفلسطينيين ضرورة الاعتراف بدولة إسرائيل اليهودية. علي الرئيس أوباما أن يقف موقفا حازما في مواجهة هذه الدولة المارقة، وعليه أن يتعلم من دروس التاريخ الأمريكي، عندما وقف الرئيس ايزنهاور في مواجهة العدوان الثلاثي علي مصر عام 6591 فكسب احترام العالم كله ونال تأييد الشعب الأمريكي. وعلي الاتحاد الأوروبي كمؤسسة دولية أو كدولة أوروبية مرتبطة ارتباطا وثيقا بقضية السلام في الشرق الاوسط، عليهم أن يتحملوا مسئولياتهم في مواجهة السياسة الاسرائيلية الاستفزازية. وعلي الدول العربية أن تقوم بتحريك دولي كبير يستهدف اقناع الدول ذات التأثير في العالم شرقه وغربه كي تتحمل مسئولياتها لمواجهة السياسة الاسرائيلية التي تؤكد ان اسرائيل دولة مارقة خارجة علي القانون الدولي، تمارس إرهاب الدولة، وتعتدي كل يوم علي الشعب الفلسطيني، وتنتهك المقدسات الاسلامية والمسيحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وعلي الدول العربية ان تعمل علي إقناع الأممالمتحدة بفرض عقوبات علي اسرائيل ومقاطعتها وإعادة تصنيفها كدولة عنصرية، كما حدث بالنسبة للنظام العنصري الذي كان سائدا في جنوب أفريقيا. أدعو زعماء الدول العربية وملوكها أن يحذو حذو الرئيس مبارك الذي لا يألو جهدا في سبيل تعزيز القضية الفلسطينية وتدعيم المفاوض الفلسطيني ويتجلي ذلك في زياراته ولقاءاته واتصالاته مع زعماء العالم لحثهم علي أخذ مواقف قوية لدعم تحقيق السلام الدائم والعادل للقضية الفلسطينية والتي هي كما يقول الرئيس مبارك بحق مفتاح السلام والأمن والأمان في منطقة الشرق الاوسط. وعلي جامعة الدول العربية أن تتحرك في ضوء استراتيجية متكاملة وان تجند كل إمكانياتها لحشد مجموعات كبيرة من الدول العربية والأجنبية والقيام بحملة قوية لمحاربة هذا التحدي الصارخ الذي تقوم به إسرائيل ضد الشرعية الدولية. وأخيرا وليس آخرا فإن علي الفلسطينيين أن يوحدوا صفوفهم بدلا من هذه الصورة السلبية التي تشوه الكفاح الفلسطيني، والتي لا يستفيد منها سوي إسرائيل! عليهم أن يتقوا الله في وطنهم السليب وان يضعوا حدا لهذا الشقاق الذي أثر بالسلب علي صورة الكفاح الذي قام ويقوم به الشعب الفلسطيني منذ عام 8491. وعلينا جميعا أن نقف مع الشعب الفلسطيني حتي تتحقق أمانيه المشروعة وتقوم دولته علي الأرض الفلسطينية وترتفع الاعلام الفلسطينية علي القدس الشريف. كاتب المقال: زعيم الأغلبية بمجلس الشعب