كان دخول المدارس والجامعات يمثل احتفالا كبيرا له طقوس جميلة لا تقل فرحة لدي التلاميذ والطلاب وحتي أولياء الأمور عن فرحتهم بالعيد.. إلا أن عامنا الدراسي الجديد بدأ بداية مختلفة.. حزينة تجعل الجميع يشعرون بأن هناك مشاهد قاصية سوف تعترض طريق الدراسة. ففي الأسبوع الماضي بدأ المعلمون في جميع المراحل اعتصامهم أمام مجلس الوزراء مطالبين بتحسين أوضاعهم المالية.. وعندما لم يستجب أحد لمطالبهم دخلوا في إضراب عام منذ اليوم الأول للدراسة واكتفوا بالتوقيع في كشوف الحضور والانصراف دون ممارسة دورهم في تعليم التلاميذ وأصروا علي مطالبهم.. وما زال الاضراب مستمرا حتي الآن رغم التصريحات الوردية التي يطلقها المسئولين بالتعليم عن انتهاء هذا الاضراب..ولم يكن اليوم الدراسي الجامعي الأول أفضل.. فقد فوجئ الطلاب بجميع العاملين والإداريين في معظم الجامعات المصرية يغلقون أبوابها أمام الطلاب لمنعهم من الانتظام في الدراسة مطالبين بزيادة رواتبهم وحوافزهم الجامعية مثل الزيادات التي حصل عليها الأساتذة.. ولم تفلح تهديدات قوات الأمن المركزي في فض هذا الاعتصام إلا بعد عدة أيام ولم يعد الهدوء داخل الجامعات الي طبيعته حتي الآن أيضا.. ثم كان المشهد الأكثر سخونة داخل جامعة النيل التي رفض طلابها أن يخرجوا منها لتسليمها إلي مدينة زويل العلمية تنفيذا لقرار لجنة وزارية يقضي بذلك ولكن سرعان ما انتهي الاعتصام الطلابي بتدخل قوات الأمن المركزي والقبض علي عدد من الطلاب والطالبات واستقالة عدد كبير من أساتذة هذه الجامعة احتجاجا علي ما حدث ثم جاء اعتصام طلاب الجامعه الأمريكية بالتجمع الخامس غاضبين من قرار زيادة المصاريف بصورة مفاجئة وغير مبررة.. هكذا كانت الصورة كئيبة وغير مشجعة للدراسة داخل المدارس والجامعات..وحتي تزداد الصورة قتامة فوجئنا جميعا بإضراب سائقي وعمال النقل العام في اليوم الدراسي الأول ويشاركهم أيضا سائقو الميكروباص رغم أن سائقي الأتوبيسات لديهم مطالب محددة وهي تحسين أوضاعهم المالية وزيادة حوافزهم وصرف شهرين عن كل سنة خدمة عند الخروج للمعاش ونقل تبعية هيئتهم من محافظة القاهرة إلي وزارة النقل أو جعل هيئة النقل العام هيئة مستقلة.. أما سائق الميكروباص فجاء إضرابهم لزيادة تعريفة الركوب مبررين ذلك بارتفاع أسعار السولار والبنزين لتشهد الشوارع شللا مروريا ولا يجد التلاميذ أو الطلاب أو حتي الأساتذة وسيلة نقل يذهبون بها إلي المدارس والجامعات.. ولا أحد يعرف سببا واضحا لتزامن هذه المشاهد المؤسفة وحدوثها فجأة مع دخول المدارس خاصة أننا بدأنا نسمع ونشاهد ونعيش أبعاد أزمة الوقود التي بدأت أيضا هذا الأسبوع وحدوث تناقص كبير في توافر البنزين والسولار بالمحطات مما أدي إلي ظهور طوابير كبيرة من السيارات الخاصة والأجرة أمام مضخات الوقود وحدوث الكثير من المشاحنات والمشاجرات بين ملاك وسائقي السيارات ثم نسمع الاتهامات المتبادلة بين وزارتي البترول والتموين يؤكد فيها المسئولون أن الجانب الآخر هو السبب عن سوء التوزيع وتصاعد الأزمة. هكذا كان الأسبوع الأول الدراسي غير موفق وشهد الاعتصامات والاضرابات التي كان من الممكن التصدي لها بأن يخرج مصدر حكومي يستطيع التفاهم مع أصحاب هذه القضايا ليتم وضع جداول زمنية لتحقيق مطالب هذه الفئات الغاضبة.. ولم نسمع عن أية قوة سياسية أو حزبية قامت بدورها في حل مشكلة واحدة من هذه المشاكل واكتفوا بالفرجة و"الطناش" وكأن الأمر لايعني لهم شيئا وكانت النتيجة المعلنة: لم ينجح أحد.