سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مرسي في مؤتمر صحفي مع رئيس المفوضية الأوروبية بعد مباحثات ناجحة ببروكسل: الشعب المصري متحضر ولا يعبر عن رأيه بالعدوان علي أي سفارة أو بعثة
باروسو: منطقة للتجارة الحرة بين مصر والاتحاد الأوروبي.. ونحترم معتقدات المسلمين
رجال الدين الاسلامى والمسيحى يرحبون بالرئيس مرسى فى بروكسيل أكد الرئيس الدكتور محمد مرسي، أن مصر قادرة علي حماية البعثات الدبلوماسية والسفارات الموجودة علي أراضيها. وقال مرسي في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويال باروسو أمس في بروكسل، إن مصر تقوم في الوقت الراهن بمرحلة الانتقال الديمقراطي السلمي. مؤكدا ان مصر اليوم انتقلت من مصر الماضي إلي مصر الجديدة المستقرة والدولة الوطنية والديمقراطية والدستورية والقانونية الحديثة ومصر اليوم ملك لابنائها. ومن جانبه اعلن رئيس المفوضية الاوروبية ان الاتحاد الأوروبي سيوفر خمسة مليارات يورو لدعم الاستثمار في مصر، مؤكدا احترامه للاسلام وادانته جميع صور الكراهية ضد الايادن. ونوه الرئيس مرسي إلي أن الضمانة لدعم الاتحاد الأوروبي لمصر هو جدية المشروعات التي تستخدم فيها، وقال: "لدينا دراسات جدوي لمشروعات عديدة للاستثمار الأوروبي". وكان الرئيس مرسي قد وصل الي بروكسل أمس في اول زيارة له إلي أوروبا وتشمل زيارة إيطاليا. وأكد الرئيس أن مصر ملك لأبنائها وأن قراراتها تؤخذ الآن بإرادة أبنائها، وقال إن مصر انتخبت رئيسا لها بإرادة شعبية حرة، وأن الحرية في مصر للجميع وأن الديمقراطية هي الآلية التي نشجعها ونحترمها، ونحرص عليها لاختيار القيادات وممثلي البرلمان، وأن الحريات العامة مكفولة، وأن الدولة الحديثة تعني تداول السلطة والاستقلال بين السلطات المختلفة التنفيذية والتشريعية والقضائية. ونوه الرئيس إلي اللجنة المستقلة التي تعد لمشروع دستور مصر وأنها سوف تنتهي من أعمالها في وقت قريب، وبعد ذلك سيستفتي عليه الشعب ثم تجري انتخابات برلمانية تعبر عن الشعب بحرية تامة، مضيفا نحن نحترم الحريات العامة.. المصريون جميعا انتقلوا من مرحلة التزوير والديكتاتورية والفساد إلي مرحلة جديدة فيها ضمان للحريات للجميع ومسيرة الديمقراطية.. ضمان تداول السلطة واحترام الحقوق. وأكد الرئيس مرسي أن المصريين جميعا متساوون في الحقوق والواجبات، لا فرق بينهم علي الإطلاق أمام القانون والدستور وأمام المصالح، وكذلك الواجبات، فالمصريون مسلمون ومسيحيون جميعا درجة واحدة، وأن المرأة المصرية ومنذ زمن بعيد والآن لها كل الاحترام والتقدير مع إقرار مبدأ حقوق الإنسان بصفة عامة في العالم كله. وقال: "إن الحرية والحفاظ علي النفس والممتلكات مسئولية الدولة المصرية وهي قادرة علي حماية آراء الناس، وإعطائهم الفرصة وحماية البعثات الدبلوماسية والسفارات والقنصليات الموجودة في مصر وكل الأجانب أو الزوار أو السائحين". وقال الرئيس محمد مرسي: "نحن في مصر وفي العالم العربي والإسلامي.. نري غضبة شديدة ضد الانتهاكات التي وقعت من بعض الأشخاص قليلي العدد، والذين أساءوا إلي الرسول محمد صلي الله عليه وسلم"، مشددا علي أننا نقف بكل قوة ضد هذه القلة ونعادي كل من يفعل ذلك ونقف ضد كل من يحاول رفع مثل هذه الشعارات الزائفة أو إحداث هذه الإضطرابات أو الفتن والضغائن والكراهية بين الشعوب. وأوضح مرسي أن الشعب الأمريكي يرفض كل هذه الإساءات وأنه وجه الدعوة إلي الشعب الأمريكي لكي يعلن رفضه لكل الممارسات السيئة التي تضر ولا تنفع، منوها أنه في ذلك الوقت لا يرضي بأن يكون هناك عدوان علي سفارات أو قنصليات أو أشخاص جراء ممارسات خاطئة. وأكد أن الشعب المصري شعب متحضر ولا يمكن أن يعبر عن رأيه بالعدوان علي أي سفارة أو بعثة أو قنصلية موجودة علي أرض مصر وأكد الرئيس مرسي، أن مصر لديها خطة متكاملة ومتعددة للاستثمار وأنها تنظر إلي مساهمة الاتحاد الأوروبي في دعم الاستثمار نظرة جادة، لاسيما بعد تشكيل مجموعات مهام العمل وعقد اجتماعاتها وفقا لما هو مخطط له في موعده في نوفمبر المقبل. وحول اللجنة الرباعية الخاصة بالأزمة السورية وإمكانية إرسال قوات عربية إلي سوريا، قال الرئيس مرسي إن هناك توافقا عاما علي أن تبدأ الرباعية الخاصة بسوريا بجدية وأن المبعوث الأممي - العربي الأخضر الإبراهيمي سيكون مقره في القاهرة، وهو حريص علي الاجتماع بالرباعية بعد عودته من سوريا من أجل التعاون مع اللجنة التي تمثل نواة من خلال الجامعة العربية والأمم المتحدة لحل الأزمة دون تدخل في شئون الشعب السوري الذي له مطلق الحرية في إقرار ما يريد، ولكننا حريصون علي نوقف نزيف الدم في سوريا وتغيير النظام السوري، لأنه لا مجال للحديث عن الإصلاحات في هذه الآونة وإنما الحديث عن ضرورة تغيير هذا النظام ووقف نزيف الدم السوري. وأكد رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو ، أن مصر هي الشريك الأول للاتحاد الأوروبي في منطقة الشرق الأوسط، كما أنها أيضا تعد شريكا أساسيا لدعم الاستقرار والسلام في المنطقة. وقال باروسو إن مصر تشهد استقرارا في الوقت الحالي وعلي الجميع أن يثق في هذه الدولة ومستقبل الاستثمار بها، موضحا أنه اتفق مع الرئيس محمد مرسي علي البدء في إقامة منطقة تجارة حرة بين مصر والاتحاد الأوروبي وزيادة حجم التعاون والتبادل التجاري بين الجانبين. وأكد باروسو في المؤتمر الصحفي أنه بإمكان مصر الاعتماد علي المفوضية الأوروبية والمؤسسات الأوروبية ودول الاتحاد الأوروبي، متعهدا بالعمل مع السلطات المصرية لبناء مصر جديدة حرة وديمقراطية. وأوضح أن المفوضية الأوروبية علي علم بالتحديات التي تواجه مصر في هذه المرحلة الانتقالية وأن الشعب المصري لديه توقعات كبيرة لتحقيق المنافع الاقتصادية علي المدي القصير، إلا أن ذلك يعد صعبا ويتطلب الصبر والعزيمة حتي تحقق جميع طموحات وآمال هذا الشعب. وقال إنه سيتم تقديم 5 مليارات يورو من الاتحاد الأوروبي لدعم المشروعات الصغيرة في مصر، كما أعرب عن الاستعداد لدعم الميزانية بحوالي 2 مليار ونصف المليار يورو. وأضاف: "أن الاتحاد سيدعم الاستثمارات في مصر حتي 2013 بمبلغ 449 مليون يورو في عدة قطاعات، و500 مليون يورو ستقدم عقب اتفاق مصر مع صندوق النقد الدولي و130 مليون يورو لخلق وظائف وفرص عمل جديدة. ورحب باروسو بتصريحات الرئيس مرسي مؤخرا فيما يتعلق بالأزمة في سوريا، مؤكدا ضرورة تنحي الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة، لأن الرئيس الذي يقتل شعبه لا يستحق أن يكون رئيسا للدولة فإن ما يحدث غير مقبول نهائيا. وذكر باروسو انه اتفق مع الرئيس مرسي علي تشكيل قوة مهام مصرية - أوروبية تشمل مؤسسات من الاتحاد الأوروبي ومؤسسات مالية وذلك بهدف تدعيم الاستثمارات في مصر، مهنئا مرسي علي انتخابه رئيسا للجمهورية، حيث إنه يعد أول رئيس منتخب بشكل ديمقراطي، كما أعرب عن شكره وتقديره له لاختياره بروكسل كأول وجهة أوروبية له منذ توليه مهام منصبه. كما أعرب عن تقديره لتعهدات الرئيس مرسي بشأن احترام الحريات وحقوق الإنسان وسيادة القانون وتحقيق الديمقراطية لجميع المصريين بالإضافة إلي احترام الكرامة الإنسانية. وشدد علي أن احترام حقوق الأقليات وحقوق الإنسان. وفي ختام المؤتمر الصحفي أدان باروسو الهجمات التي تعرضت لها البعثات الدبلوماسية الأمريكية مؤخرا، كما أدان مقتل السفير الأمريكي في ليبيا، مؤكدا أنه لا يوجد أي مبرر للعنف وفقد الأرواح. وطالب السلطات الليبية باتخاذ كامل الإجراءات لحماية البعثات الدبلوماسية بالبلاد لعدم تكرار ذلك الأمر، مشيرا إلي أنه علي علم بإصدار الرئيس مرسي أوامر باتخاذ إجراءات صارمة بهذا الشأن. وقال إن الاتحاد الأوروبي يدين الإساءة إلي الدين الإسلامي ويحترم المعتقدات الإسلامية كما أنه يعتبر الهجوم علي الدين الإسلامي غير مقبول.