بدأ المبعوث العربي الدولي الاخضر الابراهيمي أمس زيارته الأولي إلي سوريا منذ توليه مهامه خلفا لكوفي عنان، وذلك في إطار المساعي لحل الأزمة السورية سياسيا، في حين اعتبرت بريطانيا ان النظام السوري "زائل لا محالة" "بعد ان ارتكب العديد من الجرائم"، ويأتي ذلك قبل ذكري مرور عام ونصف علي اندلاع الثورة السورية غدا السبت. وأعرب نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الذي كان يرافق الابراهيمي عن ثقته في أن الابراهيمي تفهم بشكل عام التطورات وطريقة حل المشاكل علي الرغم من التعقيدات" وقال" نحن متفائلون ونتمني للابراهيمي كل النجاح". وقال أحمد فوزي المتحدث باسم الابراهيمي انه سيجري خلال زيارته التي تستمر ثلاثة أيام محادثات مع الحكومة ومع ممثلين عن المعارضة والمجتمع المدني". واوضح ان مختار لاماني رافق الابراهيمي وسيبقي في دمشق لتولي مهامه كرئيس لمكتب المبعوث المشترك الي سوريا. ومن المقرر ان يلتقي الابراهيمي -الذي اعتبر ان مهمته "فائقة الصعوبة"- مع الرئيس السوري بشار الأسد إلا ان التصريحات حول موعد الاجتماع لم يتضح بشكل محدد. من جانبه، شدد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري خلال مؤتمر صحفي مع نظيره البريطاني وليام هيج علي أن العراق وبريطانيا يدعمان مهمة الابراهيمي. وقال هيج إن التحول الي سوريا "اكثر ديموقراطية واستقرارا" هو الطريق الوحيد لتجنب حرب أهلية طويلة او انهيار الدولة السورية او وقوع عدد اكبر من القتلي وزيادة اعداد اللاجئين". من جهته، دعا العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أمس خلال لقائه وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان إلي حل سياسي يحافظ علي وحدة سوريا ويجنب شعبها المعاناة، وزار لودريان مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن قبل ان يتوجه أمس الي لبنان. جاء ذلك غداة تصريحات رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري، في ختام لقاء مع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، اعتبر فيها ان مهمة الابراهيمي "صعبة جدا ومستحيلة". وكان الحريري قد اتهم حزب الله بارسال مقاتلين الي سوريا. ودعا المجتمع الدولي الي تقديم اسلحة الي المعارضين السوريين. في تطور اخر، زارت موفدة المفوضية العليا لشئون اللاجئين الممثلة الامريكية انجلينا جولي أمس الي تركيا لتفقد أحوال اللاجئين السوريين هناك حيث استقبلها الآلاف بابتهاج بالغ، ومن المقرر أن تلتقي جولي اليوم مع الرئيس التركي عبد الله جول. واعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للامم المتحدة (الاونروا) ان نصف اللاجئين الفلسطينيين في سوريا البالغ عددهم 500 ألف شخص يحتاجون للمساعدة. في سياق آخر، ذكرت صحيفة "تشرين" السورية الحكومية ان التضخم المتنامي في الاشهر الاخيرة في سوريا خفض ثلث القوة الشرائية للسوريين. علي صعيد مختلف، اشارت صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية الي ان مسيحيي حلب حملوا السلاح وكونوا ميليشياتهم الخاصة لأول مرة منذ إندلاع الثورة ضد النظام. وأشارت الي ان نحو 150 من المقاتلين المسيحيين والأرمن قاتلوا في الاسابيع الستة الأخيرة للحيلوية دون دخول الجيش السوري الحر (المعارض للنظام) المناطق المسيحية في حلب. وذكرت انه مع اشتداد القتال أصبحت الجماعات الجهادية تلعب دورا بارزا في القتال بالمدينة. ميدانيا، ذكرت مصادر عسكرية وشهود ان المعارضين المسلحين احرزوا تقدما في منطقة حي الميدان المتنازع عليها في وسط حلب، بينما اندلعت معارك في عدة أحياء وتعرضت احياء اخري بالمدينة للقصف. ويعتبر حي الميدان استراتيجيا لأنه يفتح الطريق نحو الساحة الرئيسية للمدينة. واعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان ان نائبا سابقا هو أحمد الترك قتل بنيران قوات الأمن في محافظة دمشق، وان معارك اندلعت في حي القابون بالعاصمة، بينما انفجرت سيارة في حي ركن الدين .وأعلن مقتل 11 شخصا في غارات جوية.