ليلة كئيبة لبعثة المنتخب بعد الخسارة من النيجر

حسن شحاتة يتحلي بشجاعة الفرسان.. ويقول إن فريقه استحق هزيمة نيامي

تحلي المعلم حسن شحاتة المدير الفني لمنتخب مصر الاول لكرة القدم بشجاعة الفرسان معلنا تحمل مسئولية الهزيمة من النيجر بهدف نظيف في المباراة التي جرت بينهما أمس الاول بالعاصمة النيجرية نيامي في الجولة الثانية للمجموعة السابعة لتصفيات كأس الامم الافريقية.. قال حسن شحاتة ردا علي سؤال واضح وصريح بعد المباراة عن رأيه في النتيجة أن فريقه لم يستحق أبدا الفوز بهذه المباراة، مشيرا إلي أنه كان في حالة سيئة للغاية لا ترقي أبدا لتحقيق الفوز، وأن اللاعبين باستثناء عصام الحضري فقط كانوا بعيدين تماما عن مستواهم الفني وحتي الذهني.. ورفض المعلم أن يرجع هذا الاداء إلي درجة الحرارة الرهيبة التي أدي فيها الفريق المباراة، ولا إلي سوء أداء الحكم الايفواري، وإنما عزاها إلي حالة الغرور الفظيعة التي تملكت اللاعبين قبل المباراة، واعتقادهم أنهم الاقرب إلي اليقين بأنهم قادرون علي تحقيق الفوز علي النيجر بأكبر نتيجة وبأقل مجهود باعتبار أنهم أبطال أفريقيا وأن منافسهم بلا أي تاريخ يذكر.. وقال أنه شعر فيهم بتلك الحالة قبل المباراة، ولذا كان دائما ما يحذرهم من أن تصيبهم آفة الغرور، مؤكدا أن تحذيره لهم لم يكن في المحاضرة الاخيرة التي سبقت المباراة، وإنما كان التحذير مستمرا طوال فترة المعسكر الاخيرة.. فيما نفي المعلم ما ردده البعض بأنه سيتقدم بالاستقالة بعد هذه الخسارة، مشيرا إلي أنه لم يصرح بهذا الكلام لأحد، لكن - والكلام للمعلم - قد يكون البعض قد فسر تصريحاته عقب المباراة بأنه سيدرس موقفه وموقف اللاعبين فيما بعد علي أنه نية للاستقالة..
وكانت البعثة المصرية قد عاشت ليلة كئيبة أمس الاول عقب هذه الخسارة الموجعة، وزاد من كآبة الليلة رحلة السفر المملة جدا التي قطعها الفريق في طريق العودة إلي مصر وهي الرحلة التي امتدت لما يزيد علي الخمس عشرة ساعة.. وكانت الهزيمة قد ألجمت الالسنة وحرمت الجميع من الضحكة التي كانت قد خففت علينا رحلة الذهاب إلي النيجر..
وعلي الرغم من تفهم أفراد البعثة الاعلامية المرافقة للفريق للحالة النفسية السئية التي كان عليها مسئولو البعثة، إلا أن أفرادها اضطروا لاستنطاق المسئولين لمعرفة رأيهم فيما حدث وكذلك التعرف علي حقيقة الشائعات التي ترددت عقب الخسارة، كاستقالة المعلم مثلا، وهي الشائعة التي نفاها تماما الكابتن سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة والمشرف علي المنتخب الاول.. حيث أكد زاهر أنه لا يعلم بأي شئ عن هذه الاستقالة، مؤكدا أنه لو صح ذلك لكان هو أول من يعلم بها..
وعن المباراة نفسها والخسارة المفاجئة قال زاهر إن المنتخب المصري كان في حالة سيئة جدا لا تؤهله للفوز بالمباراة ولا حتي التعادل، وقال إنه لم ير المنتخب بهذه الحالة من السوء منذ فترة طويلة جدا، وهو إذا كان يري أن إرتفاع درجة الحرارة وسخونة الشمس أثرا علي الحالة الفنية والنفسية للاعبين، إلا أنه يري أن هناك أخطاء عدة وقعت في المباراة من المؤكد أن الجهاز الفني يعرف الاجابة عليها.. وقال زاهر إنه سيعقد خلال الايام القليلة القادمة اجتماعا بالجهاز الفني لمناقشة رأيهم في المباراة، ومعرفة الاسباب التي أدت إلي الهزيمة، وكذا التعرف علي رؤيتهم للتعويض في المباريات القادمة.. وبنبرة التفاؤل التي لا تفارقه أبدا أكد زاهر أنه ورغم هذه الخسارة إلا أنه علي ثقة ويقين كبيرين من أن المنتخب المصري سينجح في الوصول للنهائيات، مشير إلي أن المنتخب تعرض لموقف مشابه جدا لهذا الموقف في التصفيات السابقة، ووقتها راح البعض يؤكد خروجه وعدم التأهل فيما هو كان يراهن علي التأهل بعد أن يحتل الفريق المركز الاول في التصفيات، وقد كان.. وهو هذه المرة يتوقع ذلك السيناريو، مشيرا إلي ان الفارق الآن بين جنوب أفريقيا المتصدر 4 نقاط فقط وهو مايعني أن فوزنا في المباراة القادمة والتي ستكون أمام جنوب أفريقيا يعني تقليص الفارق إلي نقطة واحدة وهو أمر يمكن تعويضه بفارق مريح في المباراة الثانية مع جنوب أفريقيا، مؤكدا أن هذا طبعا بعد الفوز في مباراتينا الاخريين أمام سيراليون والنيجر.. وأضاف زاهر أنه ومن حسن الطالع أن أول مباراة قادمة للمنتخب والتي هي أمام جنوب أفريقيا ستكون بعد خمسة شهور وهي فترة طويلة جدا وكافية جدا جدا لإعادة ترتيب الاوراق وإصلاح الاخطاء.. وشدد زاهر علي أن المنتخب قد يكون في حاجة ماسة للمعسكرات الطويلة والمباريات الودية المتعددة، مشيرا إلي أن عملية الاحلال والتجديد الجارية حاليا بالفريق تتطلب المزيد من التجانس والانسجام، وهذا لا يتحقق إلا بالمباريات..
أما الكابتن شوقي غريب المدرب العام للمنتخب فلم يختلف كلامه مع ما قاله شحاتة أو زاهر، لكنه أضاف أن كل الاخطاء التي وقعت في المباراة وبخاصة الخطأ الذي جاء منه هدف الفوز كان الكابتن حسن شحاتة قد نبه عليها وحذر من وقوعها، مشيرا إلي أن السيناريو الذي أدي به النيجر والذي اعتمد فيه علي سرعة نجمه أوبازو كان هو الشغل الشاغل للمعلم وجهازه طوال الفترة الماضية، وقال : لو أن شحاتة سمح له بإطلاع الاعلام علي ما كتبه في الاوراق بالمحاضرة الاخيرة، لوجدنا السيناريو نفسه هو الذي حدث.. ويؤكد شوقي غريب أن المنتخب خاض هذه المباراة وهو مفتقد لجهود عدد كبير من نجومه الاساسيين الذين ساهموا في صنع الانجازات السابقة أمثال أحمد حسن وعماد متعب وسيد معوض وجدو وهم الذين يتوقع مشاركتهم في المباراة القادمة ووقتها ستكون الامور مختلفة.. وقال غريب إن الفريق يمر الان بمرحلة إحلال وتجديد وهي فترة لابد لها من ضحايا وخسائر، وهو يري أن هذه الخسارة من النيجر هي إحدي هذه الخسائر..