سهىر جبر القيادة والاخلاق لا تنفصلان.. وعظمة الزعماء تنبع من تمسكهم بالاخلاق. درس قاس وصفعة قوية تلقاها توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الأسبق علي يد الاسقف ديزموند توتو احد الشخصيات المرموقة في العالم والذي انسحب من ندوة في جنوب افريقيا عن القيادة احتجاجا علي مشاركة توني بلير فيها. الاسقف توتو الذي قاد النضال في بلاده من اجل انهاء النظام العنصري والحائز علي جائزة نوبل للسلام طالب بتقديم توني بلير وچورچ بوش رئيس امريكا السابق الي محكمة الجنايات الدولية في لاهاي لغزوهما العراق الذي تسبب في دمار مادي ومعنوي كبير وأدي لزعزعة امن واستقرار المنطقة وجعل العالم اكثر انقساما واقل استقرارا.. وقال توتو ان حجم ضحايا الحرب مبرر كاف لمحاكمة بلير وبوش بعد ان سقط 110 آلاف عراقي ضحايا الحرب وقتل 4500 جندي امريكي واصيب 32 الفا آخر. بينما ترجح مصادر اخري عدد ضحايا حرب العراق بحوالي1.3 مليون عراقي. وقال توتو ان حرب العراق لم تقلل من عدد الهجمات الارهابية فحوالي 7 عراقيين يموتون يوميا الآن بسبب الهجمات الانتحارية.. كما لم تنجح الحرب في التقريب بين العالم الاسلامي والمسيحي اليهودي.اتهم توتو بلير وبوش بالكذب والتضليل حول اسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها صدام واصرارهما علي عدم الاعتذار عن اكاذيبهما. انتقد ايضا المعايير المختلفة لمحاكمة القادة في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي وتساءل علي اي اساس تنطلق المطالب بمحاكمة روبرت موجابي رئيس زيمبابوي امام محكمة لاهاي بينما يجوب بليرالعالم لالقاء محاضرات يتقاضي عنها ما بين مائة الف الي مائة وخمسين الف جنيه استرليني في المحاضرة الواحدة. ودعا لمحاكمته مثلما تم محاكمة مسئولين افارقة وآسيويين ارتكبوا جرائم مشابهة لجرائم بلير وبوش.لقد ادانت محكمة لاهاي 29 شخصا كلهم افارقة. القانون الدولي يصنف ما ارتكبه بلير وبوش في العراق بجريمة اعتداء وجريمة ضد السلام لقد كان بلير علي علم بضرورة الحصول علي قرار من الاممالمتحدة لغزو العراق وقد غزا هو وبوش العراق بدون قرارلذا تندرج الحرب تحت بند القتل الجماعي. ورغم هذا يعيش بلير (59 عاما) حرا طليقا يجمع ثروة طائلة اينما حل ولا يكتفي بالثروة بل هو الان يستعد للعودة للحياة السياسية. صحيفة الديلي ميل كشفت ان بلير بعد ان ترك منصبه في 2007 كون ثروة قدرها 30 مليون جنيه استرليني وهو يعمل مستشارا لرئيس كازاخستان ويتقاضي 13 مليون جنيه استرليني سنويا ومستشارا لبنك مورجان الامريكي مقابل 2مليون سنويا ولشركة زيوريخ الدولية للتأمين مقابل 3 ملايين وقد عين مؤخرا مستشارا لحكومة جنوب السودان بجانب تقديمه استشارات لزعماء عدد من الدول الافريقية منها سيراليون ورواندا وليبيريا وغينيا ولا ننسي علاقته بالقذافي وقد زار ليبيا بعد خروجه من الحكم 7 مرات. ولديه مكتب استشارات في الكويت وكازاخستان وقد أنشأ سلسلة شركات متداخلة نقل من خلالها ملايين الجنيهات الاسترليني لبريطانيا مما سهل له دفع القليل من الضرائب . يكلف بلير بلاده 400 ألف استرليني سنويا رغم انه يشغل منصب ممثل اللجنة الرباعية الدولية ويتقاضي معاشا قدره 70 ألف جنيه استرليني سنوياوبدلات 115 ألفا. لقد دفع زعماء افارقة ثمن جرائمهم فهل يدفع مجرما الحرب بلير وبوش الثمن ايضا ؟