ورحل فارس الصحافة الفنية الشريف ، اسلم احمد صالح الروح لتعود الي بارئها ويترك تلاميذه في بلاط صاحبة الجلالة يبكون رحيله والحزن يملائهم بعد فراقه ، لم يكن الراحل مجرد صحفي شاطر اصبح مع مرور السنين علامة في الصحافة الفنية ولكنه كان مبدعا وخلوقا واستطاع ان يحول سطوره النقدية لابداعات فنية وساهم بهذه السطور التي كتبها طوال مشواره الصحفي في محبة الجمهور للشاشة الفضية . تتلمذت علي يد الراحل الكبير ، ولازلت أتذكر حتي الان عندما مر علي غرفتي في جريدة الاخبار والابتسامة تعلو وجهه وهو يطالبني لاجتماع عاجل في مكتبة ، وهناك اجتمعنا هو ومجدي عبد العزيز وحازم الحديدي وانا ليخبرنا ان مشروع عمره الصحفي قد تم الموافقة عليه ، فقد كان يحلم بإصدار جريدة فنية متخصصة ، ويكون سعرها في متناول الجميع، ومنحه ابراهيم سعدة رئيس المؤسسة الموافقة علي تحقيق حلمه ، وطلب منه الشروع في إصداره ، ودعانا لمشاركته في تحقيق ذلك ، كنا وقتها شبابا لا نكل ولا نمل ، لدينا طموحات كثيرة وأحلام كبيرة ووجدنا في حلم الاستاذ الصحفي ما يمكن ان يساعدنا في تحقيق أحلامنا الصحفية . وفي همة وكد بدأ الرجل الحلم وحولنا الي كتيبة تعمل بكل ما لديها من اجل حلمه وحلمنا ، وانضم إلي التجربة شباب مؤمن بالتجربة الصحفية الجديدة والتي اختار لها اسم (اخبار النجوم) وتحول مكتب الاستاذ الي صالة تحرير للوليد الجديد وتولت انتصار دردير - التي اصبحت الان رئيسة تحرير المجلة - تجميع المواد من المحررين الذين انضموا الينا بالاضافة الي مهامها التحريرية الأخري وتوسعت الدائرة لتشمل عددا كبيرا من أبناء اخبار اليوم من مختلف الإصدارات انضموا الي التجربة الصحفية الجديدة وكلهم حماس بتقديم مطبوعة متميزة تقلب موازين الصحافة في ذلك الوقت من حيث الطباعة والإخراج الصحفي والاهم التوزيع وهو ما تحقق ، فقد حظت الجريدة بإقبال لم يتصوره احد حتي ان التوزيع فاق المليون نسخة ولجأت مؤسسة اخبار اليوم الي مطابع اخري لاستكمال الطباعة لسد احتياج الإقبال علي المطبوعة الجديدة ، واصبحت جريدة اخبار النجوم مدرسة صحفية بذاتها ورأس تحريرها الراحل محمد تبارك ، ولم ييأس احمد صالح من الاستمرار في تقديم حلمه وظل يدفعنا لتقديم المزيد من الجهد والعمل لتتقدم النجوم أسبوعا بعد اسبوع حتي صدر له قرار بان يصبح رئيساً للتحرير تنفيذيا ، ليسطر اسمه علي ترويسة جريدتة التي حلم بإصدارها وتقديمها للقارئ . في هذه الفترة اقتربت بحكم العمل من الراحل الكريم ، حكي لي عن تجاربه الصحفية وكيف استطاع ان يحاور كبار النجوم في العالم وكيف استطاع ان تكون للصحافة الفنية المصرية مكانة في مهرجان كان السينمائي بعد ان ظل قرابة الثلاثين عاما يقوم بتغطية هذا المهرجان ، وحكي لي عن ذكرياته مع الكبار الذين قابلهم علي المستويين الصحفي والابداعي بعد ان قدم بقلمه اعمالا سينمائية وتليفزيونية نالت نجاحا استحق عليه العديد من الجوائز المحلية والدولية . لقد كان الراحل أستاذا لجيل سيظل وفيا له ولما قدمه لهم من مساندة في بداية مشوارهم الفني ونموذجا لصحفي فني متميز من الصعب تكرارا ومبدعا فنيا ستظل ذكراه باعماله باقية في تاريخ الفن المصري .