شرىف رىاض الوقت يمر.. بعد اقرار الدستور الجديد ستجري الانتخابات البرلمانية خلال 06 يوما.. الإخوان استعدوا جيدا لهذه اللحظة.. تجربة الانتخابات الأخيرة أثبتت أنهم الأكثر قدرة علي الوصول الي الناس والتأثير فيهم.. الأمر لا يقتصر علي توزيع الزيت والسكر فقط لأنهم يقدمون ايضا خدمات متنوعة أهمها قوافل العلاج المجانية وبناء المساجد ناهيك عن الاعانات المالية المنتظمة لآلاف الأسر الفقيرة. استعدادا للانتخابات القادمة بدأوا مشروعا جديدا ينتشرون من خلاله علي المقاهي.. يتحدثون مع الشباب العاطل لتوفير فرص عمل لهم.. التيار السلفي ايضا يسير علي نفس النهج وكان مفاجأة الانتخابات الأخيرة التي كشفت أنه ثاني أقوي التيارات السياسية في مصر ويجب أن يحسب له ألف حساب. في المقابل.. ماذا فعلت القوي المدنية من أحزاب وتيارات ليبرالية ويسارية المتضررة والمستاءة والمتخوفة من سيطرة الإخوان علي الحكم ومن أفكار السلفيين لوقف هذا المد الإخواني نحو التحكم في جميع مفاصل الدولة أو نشر الافكار السلفية؟ الاجابة.. لا شيء علي الاطلاق أكثر من انتشار قيادات القوي المدنية في الفضائيات يتحدثون عن مساويء حكم الإخوان والمخاوف علي مستقبل مصر ويطالبون بضرورة توحد القوي المدنية لمواجهة الإخوان والسلفيين في الانتخابات القادمة من خلال خوضها الانتخابات بقائمة موحدة لتفادي تفتيت الأصوات. جهود محدودة بذلت فعلا لتوحيد هذه القوي في تكتلات وتيارات.. أحدها يقوده الوفد بعنوان تحالف الأمة المصرية، والآخر -كما نشر أمس- يقوده حزبا غد الثورة والجبهة الديمقراطية ومقترح تسميته »جبهة الغد« وهناك حديث قوي يطالب باسناد رئاسته لعمرو موسي رغم أنه رئيس شرفي لحزب الوفد والمؤسس الرئيسي لتحالف الأمة المصرية! وهناك التيار الشعبي بقيادة حمدين صباحي والتيار الثالث الذي يضم أحزاب المصريين الأحرار والتجمع ومصر الحرية والمصري الديمقراطي. كل هذه الجهود لن تسفر عن أية نتائج في صناديق الانتخابات ما لم تصل هذه التكتلات السياسية الي الشارع وتنشر أفكارها ومبادئها بين الناس وتقدم لهم خدمات ملموسة علي غرار ما يقدمه الإخوان والسلفيون. أفضل الصيغ للوصول الي نظام حكم ديمقراطي سليم يضمن تبادل السلطة أن يكون في مصر حزبان كبيران كما هو الحال في الولاياتالمتحدة وبريطانيا يتنافسان علي أصوات الناخبين ويطرحان كل يوم الجديد من البرامج ويقدمان الخدمات للناس في كل موقع حتي إذا ما جاء موعد الانتخابات يقول الناخبون كلمتهم ويختارون أحد الحزبين لتولي السلطة وتشكيل الحكومة ويظل هذا الحزب تحت الاختبار حتي يحين موعد الانتخابات التالية فاذا أيده الشعب يستمر واذا رفضه يتولي الحزب الآخر السلطة. هذه هي الديمقراطية.. لكن أن يظل الإخوان في الشارع والقوي المدنية في الفضائيات فهذا وضع ليس له إلا نتيجة واحدة أن يطول بنا زمن الإخوان إلي ما لا نهاية!