حكي لي صديقي القادم من إحدي دول الخليج، عن تجربة الدولة التي مُعار إليها في التكافل الاجتماعي، وتمويل المشروعات الخيرية، ورغم بساطتها إلا انها فعالة إلي أقصي درجة. والتجربة تقوم علي تنازل عملاء البنوك، والمحلات التجارية و»المولات« الكبري عن كسر العملة »الفكة« وتوجيه هذه »الفكة« بصفة يومية إلي مشروعات خيرية محددة.. وتكون الحصيلة اليومية بالملايين. وأدعو من هذا المكان إلي تطبيق هذه التجربة البسيطة في تنفيذها وضخمة في فائدتها في مصر، ولتبدأ في البنوك أولاً لأنها أكثر تنظيماً ولتعرض علي عملائها هذه الفكرة بالتنازل عن كسور الجنيه في حساباتهم، ثم ننتقل بعد ذلك إلي محلات »الهايبر« التي تبيع كل شيء ولكنها تتبع شركة واحدة ولها حساب واحد.. ثم تقوم المؤسسات الخيرية أو المستشفيات التي تحتاج إلي تبرعات بمخاطبة البنوك والمراكز التجارية، لتوجيه التبرعات إليها، ويتم عمل إعلانات في هذه الأماكن، لمن يرغب في توجيه »الفكة« لأي مشروع يراه. المستشفيات الحكومية تئن والمرضي يموتون من المرض، والحكومة »مابيدها حيلة«، والخيرون كُثر، ولكن ينتظرون من يوحدهم ويوجه صدقاتهم. يموت ابن آدم، وينقطع عمله إلا من ثلاث، منها »صدقة جارية« صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم.