أيام عصيبة عاشها موظفو مستشفي السلوم المركزي بعد حادث غرق مركب الهجرة غير الشرعية فعلي مدار أربعة أيام بدت المستشفي وكأنها خلية نحل ما بين استلام جثث الغرقي وتسليمها الي ذويهم علي الرغم من قلة الامكانيات بمشرحة المستشفي. رائحة الغرقي تفوح في جنبات المكان لا تستطيع المعطرات التي ينشرها الموظفون من كسر حدتها فجثث الضحايا التي يتم انتشالها تكاد تكون متحللة بشكل كامل بعد أن مكثت في البحر لمدة ثلاثة أيام. »الأخبار« التقت بمدير المستشفي الذي تسلم مهام عمله منذ يومين فقط بعد أن تركها المدير السابق لقلة الإمكانيات.. ويقول الدكتور محمد عادل مدير المستشفي أقدم طبيب في المستشفي فهو يعمل منذ ما يقرب من 16 عاما .. مضيفا أنه تسلم مهام عمله بعد أن ترك المدير السابق المستشفي دون إدارة. ويشير الي أنه يسعي منذ تولي المسئولية إلي تحسين حالة المستشفي من خلال مخاطبة مديرية الشئون الصحية بمحافظة مطروح لتوفير الأجهزة والمعدات وبالفعل تمت الاستجابة لبعض المطالب بتوفير بعض الاجهزة التي يحتاجها المستشفي بشكل عاجل .. لافتا الي أنه تم إصلاح ثلاجات مشرحة المستشفي بعد أن تعطل جزء كبير منها وأصبحت تعمل بكامل طاقتها لاستيعاب الجثث التي يتم إنتشالها من حادث المركب الغارق. ويؤكد مدير المستشفي أنه يشرف علي عملية استلام جثث الضحايا بنفسه بمساعدة بعض موظفي المستشفي حيث يعاني المستشفي كغيره من المستشفيات الموجودة علي خط الساحل الشمالي من نقص شديد في الاطباء وفي تخصصات هامة.. موضحا أنه يقوم بوضع الجثث في المشرحة بنفسه. ويوضح أن المستشفي أعدت غرفة عمليات علي مدار الايام السابقة بعد ورود أنباء عن أمكانية وجود المزيد من الضحايا.. مشيرا الي أنه مازال هناك بعض الاهالي متواجدين أمام باب المستشفي في انتظار قدوم المزيد من الجثث التي من الممكن أن يكون أبناؤهم ضمنها. ويؤكد د. عادل أنه بمجرد قدوم أنباء عن وجود ضحايا لدي القوات البحرية فإنه يتوجه بصبحة إحدي سيارات الاسعاف لاستلامها حيث يقوم بعمل فحص للجثة للتأكد من عدم وجود شبهة جنائية أو إصابات ظاهرة بالجثة ثم يقوم بعد ذلك بوضعها في مشرحة المستشفي أو تسليمها الي الاهالي في حالة تعرفهم علي جثث ذويهم .. لافتا الي أن الروائح الكريهة التي تنبعث في المستشفي ليست بسبب الاعطال التي كانت موجودة في المشرحة ولكنها أمر طبيعي خاصة ان الجثث تأتي وهي شبه متحللة فمن الطبيعي أن تخرج تلك الروائح بعد أن أكلت مياه البحار أجزاء كثيرة من أجسام الضحايا.