جلال دويدار ليس من تفسير لما يجري علي الأرض السورية سوي ان كل اطراف الصراع يعملون علي تدمير هذا البلد العربي في اطار من العمل الممنهج كي لا تقوم له قائمة لعدة عقود قادمة. ان ما تشهده سوريا هو استغلال عدواني لثورة الشعب السوري علي نظام الحكم بهدف لا يخفي. ان الهدف غير المعلن هو القضاء علي مقومات الدولة في اطار مسلسل تمزيق الأمة العربية. يدخل ضمن هذا المخطط مصر والسودان والعراق وتونس وفقالما بينته التطورات الواقعة. ارجو ألا يعتقد البعض من الذين انساقوا وراء هذه المؤامرة انهم في مأمن من نفس المصير. كل ما يمكن قوله تحليلا للأحداث ان دورهم لم يحن بعد ولكنه قادم قادم. لا يجب ان يسود الاعتقاد لدي الانظمة العميلة للامبريالية الأمريكية العاملة لصالح إسرائيل والصهيونية العالمية انها في منجاة مما يستهدفه هذا البرنامج الذي تم التخطيط له منذ سنوات. عليهم ان يدركوا انه واذا كانت سوريا تمثل قوة مناوئة بحكم الحجم والموقع والثقل الاستراتيجي فإن بلادهم ورغم الضعف وفقدان القيمة تعد وما تملكه من ثروات مطمعا يستحق القيام بأي شيء. ان ما يدعو إلي الحزن حقا ان ترضي بعض هذه الدويلات واخص بالذكر علي سبيل المثال قطر بأن يسوقها حكامها كي تقوم بدور حصان طروادة في عملية تدمير سوريا. لقد كان يمكن توجيه الاموال الضخمة التي هي ملك للشعب القطري لنصرة القضايا العربية المصيرية بدلا من تسخيرها لخدمة مخططات أمريكا وحليفتها اسرائيل. وليس خافيا ان تعاملات واشنطن مع قضايانا تستند الي غياب القيم والاخلاق عملا بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة. ان ذنب مئات الآلاف من السوريين الابرياء الذين يفقدون حياتهم ويتم تشريدهم يتحمله اطراف هذا الصراع الدموي سواء كان النظام الحاكم أو أصحاب الاجندات الذين حملوا السلاح الأمريكي والأوروبي والتركي لإشعال نار الفتنة وزيادة الآلام. لقد حولوا غضبة وثورة هذا الشعب التي اتسمت بالسلمية ضد النظام الشمولي الاستبدادي من أجل حياة أفضل تظللها الحرية والديمقراطية.. الي صراع دموي متواصل استمر اكثر من 51 شهرا دون ان تظهر له نهاية. استندوا لخداع وتحذير هذا الشعب المكلوم الي التصريحات الوهمية والتي بشرتهم منذ شهور طويلة بأن النظام الحاكم في طريقه الي السقوط. طبعا فإن هذا الذي يحدث لابد وان يجعل اسرائيل هي الأسعد علي وجه الأرض خاصة وهي تتابع عملية تصفية الدول العربية الواحدة تلو الاخري ومنها الدولة السورية القابعة علي حدودها الطويلة.. لم يشفع لهذه الدولة استكانة نظامها الحاكم لعملية احتلال أراضيه لما يقرب من 04 عاما. تجاوبا مع هذا التخاذل فإنه لا يمكن تبرئة تل ابيب من الوقوف وراء كل المواقف الجارية سواء كانت أمريكية أو اوروبية أو عربية تجاه الأزمة السورية. ان مبررها في ذلك ان يتم القضاء علي هذه الدولة دون اطلاق طلقة واحدة من جانبها أو من جانب حلفائها في صدام أو حرب وعلي أساس استمرار واستقرار احتلالها لأرض الجولان السورية. ليس غريبا ان يصل الغباء بالأمة العربية ان تسمح لنفسها بأن تكون أداة لتنفيذ هذه المؤامرة. ليس هناك ما يقال في هذه المحنة العربية ذات الابعاد الخطيرة سوي ان الجميع قد ساهموا في تفاقم هذه الكارثة السورية سواء كانوا أجانب أو سوريين أم دولا عربية ممثلة في جامعة الدول العربية. انها النهاية يا عرب التي سوف تتحملون وحدكم وزرها الي يوم الدين.